4410505التحفة هي الشيء الثمين النادر الذي يبقى خالدا ويدوم ذكره على مر الأزمنة والعصور. وقد كان ابن بطوطة على وعي بهذه المسألة لمّا سمّى رحلته: "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار". لتكون بذلك تحفة للناظرين ومقصدا لمن يبحثون عن عجائب وغرائب البلدان التي ظلوا يسمعون بها ولا طاقة لهم لرؤيتها، أو لمن يريدون حديثا عن بلدان لم يسمعوا بها قطُّ. فغرائب الأمصار هي السبل الغريبة عن المتلقين، وعجائب الأسفار هي تلك الأخبار والقصص العجائبية (الفانتاستيكية) التي تثير استغراب المتلقين مما رواه ابن بطوطة. وإذا كان رحالتنا قد زار سبلا وبلدانا غريبة لم يصلها رحالة مسلم قبله، فإن هذا المقال المتواضع يسعى إلى تتبع بسيط لأهم الأماكن التي زارها وعاش فيها، وتعايش مع أهلها.. وقبل ذلك؛ لا بد من إطلالة على ابن بطوطة ونشأته، ثم عن مستواه العلمي والأخلاقي. حتى تكون حجة ضد الذين يشككون في وصول ابن بطوطة إلى هذه الأماكن، وينفون المصداقية عن الأخبار التي ذكرها.

zerifiتقديم:
ما إن يبدأ الباحث في دراسة العلاقات المرينية مع دول شبه الجزيرة الإيبيرية المطلة على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، حتى يصطدم بحقيقة أساسية وهي تشعب العلاقات بين هذه الدول وارتباط بعضها بالبعض الأخر، الشيء الذي يفرض عليه دراسة العلاقات المرينية مع بني الأحمر ومع أراغون ومع قشتالة مجتمعة : أولا تفاديا للتكرار ثانيا لوجود التحالفات والتحالفات المضادة بين البلدان الإسلامية من جهة، وإسبانيا المسيحية من جهة أخرى، وفي بعض الحالات جمعت التحالفات بين بلد إسلامي وبلدان مسيحية ضد بلد إسلامي آخر والعكس.
- فتح السلطان يعقوب سبتة دون مساعدة الأراغون:     
بدأ انشغال التاج الأراغوني بسبتة منذ سنة 634هـ/ 1234م ، وأضحى خايمي الأول الأراغوني يفضل القيام بعمليات تجارية مع هذه المدينة وسواحل بلاد المغرب ابتداء من منتصف القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي(1)، عوض القيام بعمليات عسكرية تندرج في إطار الحملات الصليبية التي لا يمكن التكهن بنتائجها مسبقا.

abstract-artسرت العادة في التفكير الكلاسيكي بأن يسند مقول القول ٳلى صاحبه انطلاقا من البداهة الظنية االمتمثلة في سيادة الاعتقاد القائل بأننا نؤلف وحدة ما نقول حين تلفظنا٬ آخذين على عواتقنا فعل التأليف. غير أن التطور العجيب الذي شهدته العلوم الٳنسانية منذ أزيد من قرن٬ أفضى ٳلى تناسل اتجاهات تحظى بشرف السبق و الاستئتار في وضع اللبنات التأسيسية و تخطيط الٳجابات الواعدة للغة المحملة بالقصدية و البعيدة تمام البعد عن معاني المعاجم لتحتضن دلالات المتكلمين. ففي ٳطار السعي الحثيث لصك نظرية تتجاوز التصور الذاتي الذي يروم نحو مقام الإفصاح عن فرادتنا حينما نتكلم٬ برزت تصورات ترمي تفكيك هذا الوهم ببيان أنه ربما يوجد في كل ما نقول أصوات عديدة٬ بل ٳن الملفوظ نفسه قائم على جمهرة من الأصوات؛ صوت المتكلم و صوت القائلين الذين يعبرون عن وجهات نظرهم من خلال التلفظ المتكئ على جريان أشكال لغوية لا يمكن أن  تزداد دون أن تتغير طبيعتها بين متكلمين يعيشون في مجتمع ما. فالمعطى التصوري للملفوظ لا ينحصر في كونه نسقا منتظما محكم التناسق و ٳنما حوار بين ملفوظات مختلفة.

zerifiتقديم:
أينما وجد البحر، فإنه يوحي بالتواصل والتبادل، ولم يكن الحوض الغربي للبحر المتوسط  في أية مرحلة من مراحل التاريخ حائلا أمام الشعوب المطلة على ضفتيه دون ربط الصلات والعلاقات في ما بينها. كما أن الحديث عنه خلال العصر المريني الأول، لا يمكن أن يتم دون استحضار ثلاث جهات صنعت أحداثه ووجهتها: وهي بلاد المغرب الإسلامي وشبه الجزيرة الإيبيرية المسلمة منها والمسيحية والجمهوريات البحرية الإيطالية.
         لقد كان لمعركة العقاب الأثر الكبير على منطقة الحوض الغربي للبحر المتوسط،   حيث انقسمت بلاد المغرب إلى ثلاث كيانات سياسية: الحفصيون بإفريقية وشرق المغرب الأوسط، وبنو عبد الواد بتلمسان، وبنو مرين بالمغرب الأقصى. أمام هذا الوضع الجديد كيف كانت العلاقات المرينية مع دول الضفة الجنوبية من الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط؟.

image-Trous-couleursنعلم أن عبد الوهاب المسيري من القلائل الذين كتبوا ، بالشكل الذي كتبوا عليه  في قضايا تهم التلازم الوثيق بين البنيات الذهنية و البنيات اللغوية الممثلة في الصور الجازية٠ و سنكتفي في هذا المقام ، ببعض ما فهمناه منه قدر فهمنا و مستطاعنا ، بغية كشف و استجلاء االكوامن التكتيكية والٳستراتيجية للروابط الخفية بين اللغوي و الديني و النفسي في تشييد صلاحية رؤية الٳنسان للكون. كما سنعمل ضمنيا على تعرية جذور بعض الخطابات التي انحبست في شرنقة الاستهلاك المجاني  لمفاهيم و شعارات وآمال حول الحداثة و العلمانية واللائكية ... و تجدر الٳشارة ٳلى أننا لا ندعي تلخيص محاور أطروحات عبد الوهاب المسيري حرفيا مادام مطلبنا في الأصل  غير ذلك. ولعل العنوان يروم ضمنيا نحو مقام القول الذي نبتغي من خلاله فضح حيل الخطاب العلماني حين ادعائه الكونية والحيادية ٬ علاوة على أن المقال يجمع بين الٳشارات والتلميحات الشخصية في مستويات متداخلة من التحليل و ٳعادة التركيب.

1229959053استعمل سكان بلاد المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط وحدات غير مضبوطة القياس، اختلف قياسها من منطقة إلى أخرى، وتحكمت في ذلك مجموعة من العوامل، منها العرف وصعوبة التكسير والظروف العمرانية والطبيعية. 
استغلت وحدة المرحلة في تحديد المسافة بين مناطق بلاد المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط، إلا أنها لم تكن دقيقة وثابتة بل تحكمت فيها العوامل الجغرافية، وتعددت وحداتها لتزيد من ارتباك الباحث في المقاييس والأطوال، ونتج عن ذلك اختلاف كبير بين أصغر مرحلة وأكبرها، ويبدو أن وجود المدن والنزلات والآبار هي التي تحكمت في قياس هذه المراحل، وحددت مسافتها، لذلك نجدها غير ثابتة ولا دقيقة تكبر وتصغر من مرحلة إلى أخرى. ورغم هذا اعتمدها الجغرافيون والمؤرخون العرب في كتاباتهم لإعطاء صورة عن المسالك والطرق ومدى سهولتها أو وعورتها. 

عز الدين عنايةيلاحظ المتابع للشأن العربي الإسرائيلي هيمنة الرؤية السياسوية، في تفسير ما يتصل بمبحث الفكر الديني اليهودي، مما خلّف مقاربة قاصرة ألحقت ضررا بالرؤية العربية. ومن هذا الباب نرى غيابا لدراسة الفكر الديني اليهودي بشكل موضوعي، القديم منه والحديث، إلا في ما ندر، واختزالا لإسرائيل في محددات سياسية لا غير. وبرغم إنشاء العديد مما يسمى بمراكز الأبحاث، في بلدان عربية عدة، تزعم أنها تولي الشأن الإسرائيلي واليهودي اهتماما، فإن هناك غيابا لافتا لإيلاء الجانب الديني العميق، الذي تستند إليه إسرائيل دراسة علمية. آن الأوان للعقل العربي أن يؤسّس "علم يهوديات"، أو كما سبق أن أطلقنا عليه اسم "الاستهواد العربي"، حتى يمسك بخيوط ظواهر متنوعة في غاية التشابك.
(المترجم)

medecin-marocتقديم:
إن البحث في موضوع الطب في العهدين السعدي والعلوي من المواضيع التي تحتاج التعمق والدراسة، لأنها لازالت لم تحظ بالعديد من الكتابات والأبحاث، وكل ما وصل إلينا هو عبارة في أغلبه عن مقالات. وتبرز أهمية البحث فيه، كون الطب استعمل خلال القرن 19م كأداة لنشر الديانة المسيحية في المغرب، ومن تم يجب التعمق في هذا الموضوع للكشف عن بعض الجوانب التي يمكن من خلالها إغناء التاريخ الاجتماعي المرتبط بالجانب الطبي، كما استعمل الطب أداة ناجعة للتسرب والتغلغل الاستعماري في مغرب القرن 19م وبداية القرن 20م، واستطاع العديد من الأطباء الأجانب كسب ود سلاطين المغرب والوصول إلى مراتب عليا خولت لهم الاطلاع على معلومات دقيقة، سربوها للمستعمر، وبالتالي نجح الطب الاستعماري في مساندة الجيش للوصول إلى مبتغى الدول الاستعمارية خاصة فرنسا بفرضها الحماية على المغرب سنة 1912م.