
لكن هل يمكن أن نستوفي الشروط الأولية لممارسة المعرفة وتقديم المعرفة؟
وهل يمكننا أن نقف على أرضية معرفية (أبستمولوجية) أو على أرضية إيديولوجية تقييمية كانت أم محافظة؟
ولنا أن نحاول الاستعانة بسؤال كانط حول إمكانية وجود المعرفة أو بالأحرى شروط إمكانية وجود المعرفة في زمن معين وبيئة معينة؟
يبدو الشيء الواضح في مسألة الواقعية في الفكر والحياة، أنّ هناك استراتيجية متكاملة للمعرفة.
هل تشكل المعرفة قوامها الحسي والعقلاني؟
إن الجانب القوي في العقلانية هو الاعتراف بالدور الفعال الخلاق للذات، العقل والتفكير في المعرفة، ويرجع هذا إلى قدرة التفكير على النفاذ في عمق الأشياء وكشف أسرارها، إضافة إلى أنّه لا يمكن فصل التفكير عن التجربة الحسية وعن الإحساسات والإدراكات لأن مصدر المعرفة هو الحدس الذهني؛ ندرك من ذلك (أن التوصل إلى المعرفة (ابستمولوجي) يتم بواسطة العقل المنطقي مصاحباً الإدراكات حينما تدرك حقيقة معرفية تشعر بوجودها رغم أن الاعتراف بوجود معرفة فطرية فهي لم تسبق التجربة و(وجود الإنسان مبعث كل تجربة).
إن المعرفة مأخوذة من العلم الخارجي بواسطة التجربة الحسية والتفكير المتنامي الديالكتيكي الانطولوجي-على أساس المدرك- يوضح علماء السيوسيولوجية (أن الناس يحصلون على المعارف من خلال الديالكتيك الانطولوجي في السوسيوثقافي- والشيء الذي يتوارث بيولوجياً ليس التصورات والمفاهيم وليس المعرفة الجاهزة لقوانين العالم الخارجي بل آلية النشاط العصبي الذي يقوم بدور الأساس الفيزيولوجي لعملية المعرفة، وهذا ما يسوقنا إلى نتائج المعرفة، والأفكار التي لا تورث بيولوجياً ويرث الإنسان الخبرة المعرفية من أجيال معرفية عن طريق التعلم والتربية والإحاطة باللغة وأشكال المعرفة وهو يحدث قطيعة معرفية تتنامى بالتجربة والمعايشة.