كان ويوما جميلا منذ الصباح الباكر, الشمس أشرقت كالعادة وأدفأت هذا الصباح الخريفي الجميل, الأطفال يسيرون إلى مدارسهم فرادى وجماعات, والعاملون إلى أماكن عملهم, لا شيء يعكر روتين هذا اليوم الجديد من أيام قطاع غزة سوى أجواء الحصار, و إحساس داخلي تولد لدي بأن خطبا ما سيقع ليعكر صفاء هذا اليوم الغير عادي لقطاع غزة, مددت يدي لأوقف سيارة تقلني إلى مكتبي في المدينة, فتوقفت أربع سيارات دفعة واحدة, فالبطالة وسوء الأحوال الاقتصادية والحصار جعلت مهنة السائق من المهن الأوسع انتشارا هنا في غزة, أضف إلى ذلك بسطات السجائر المنتشرة في كل مكان, جلست في المقعد الخلفي حيث كان المقعد الأمامي المفضل للجميع مشغولا من قبل شاب في منتصف العمر.مددت يدي لأعطي للسائق أجره إلا أنه كان مشغولا بإشعال سيجارة والنظر إلى الطريق في نفس الوقت, انتظرت إلى أن فرغ من إشعال السيجارة وناولته شيكلا.
- الأجرة شيكل ونص يا أستاذ.
- ليش مين اللي قال؟
- إمبارح سعر الدولار ارتفع والأجرة صارت شيكل ونص.
- يا سيدي تفضل.
- الأجرة شيكل ونص يا أستاذ.
- ليش مين اللي قال؟
- إمبارح سعر الدولار ارتفع والأجرة صارت شيكل ونص.
- يا سيدي تفضل.