نعيش اليوم في عصر غدا فيه التقدم العلمي ظاهرة لافتة في حياتنا وصار على الأديب أن يعكس في أعماله صورا لذلك التقدم الحضاري،وقد ظهر أثر هذا في – أدب الخيال العلمي- الذي جمع بين العلم والخيال، إنه موضوع الساعة كما يقال، فضلا على مدى استجابة أعمالهم لهدا التقدم الحضاري الملقى على عاتقهم، وكيف يواكبون أحداث الاكتشافات العلمية في مجالات عديدة ، مما يزيح اللثام عن الإنسان وطموحاته وآماله، ومخاوفه.
فما هو هذا الأدب إذن؟يعد أدب الخيال العلمي من الآداب الهامشية التي لاقت انتشارا كبيرا في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي رغم عدم اعتراف المؤسسة الرسمية به، فرواجه كان أكثر في القرن العشرين تماشيا مع الثورات العلمية والتكنولوجية، ولقد عرف هذا المصطلح – الخيال العلمي- تداخلات وتقاطعات مع أجناس أخرى كالفنتازيا واليوتوبيا " فالفنتازيا تتقاطع مع الخيال العلمي في الأسلوب والمضمون، كما يتماس الخيال العلمي مع الفانتازيا عندما تكون الحكاية في المستقبل البعيد أو أن تقع في عالم آخر *-مثل حرب النجوم- حيث نجد مما وراء الطبيعة وأفكار علمية إضافية،أما تقاطع الخيال العلمي مع اليوتوبيات* فهو أمر معروف في الأدبيات المعاصرة، يرتبط الخيال العلمي غالبا بمعالجة مظاهر التطور التقني والاجتماعي، فتقوم اليوتوبيا على أفكار سياسية وفلسفية صريحة للمجتمع" [1]