..((Taharbenjelloun3هل أنا كاتب عربي؟،هذا السّؤال، لست أنا من يطرحه،الذّين يسألونني ان كنت كاتبا عربيا يفعلون هذا بدون حسن نيّة،هم على حقّ لأنّهم يرغبون بشدّة معرفة الإجابة لكي يصنّفوني في الخانة المناسبة، على العموم،الذّين يطرحون عليك أسئلة عن هويتك إما انهم من الشّرطة أو الدّرك، ليس من السّهل تحديد هذه الهويّة،فتحديدها يعني إقامة ملائمة بين اسم ولقب الذّي يحملانه،لكن في الأدب،قد تكون الهوية مضلّلة عندما نعرف كاتبا بواسطة اللغة التّي يتكلم و يكتب بها،اقصد،اللغة الأمّ أو الوطن،فالأدب العربي هو إبداع عربي خالص،وذات الشّيء ينطبق على الأدب الألماني،إذا كافكا،هذا التّشيكي الذّي كان يعمل في براغ، كان ألمانيا،لأنّه كان يكتب بالألمانيّة و القول ينطبق على"بيكيت"الذّي كان يكتب جيّدا بالانجليزيّة كما الفرنسيّة، و نابوكوف الذّي كان يكتب بالرّوسية والانجليزيّة،ويعبّر بلغات أخرى منها الفرنسيّة؟

ABSTCCCCCCالدكتور محمد السرغيني شاعر مغربي عاش وفيا لنهجه في الكتابة .وهو نهج شكله انطلاقا من تجاربه في الحياة ،لأن الإبداع تجربة إنسانية .كما أنه غذاه باطلاعه على التراث الأدبي والنقدي قديمه وحديثه،وبانفتاحه على الفلسفات والتيارات الفكرية والروحية والفنية مثل الماركسية والوجودية والتصوف والتشكيل والموسيقى،وهو ما انطبع في إبداعه وغير مسارات انحناءاته وأغراه بالتجريب والمغامرة ،حتى بات من الممكن الحديث عن "الشعر الأطروحة" وعن "الكتابة الشعرية الثقافية" التي من شروطها  امتلاك الأدوات التي تتيح لصاحبها قراءة وكتابة الأحداث  واستجلاء المسكوت عنه وفك الأنساق المتحكمة في البنى الذهنية والخلقية والغيبية والأسطورية للمجتمع.وسنقف على أقانيم ثلاثة تأثرت بهذه البنية الفكرية والثقافية وهي:مفهوم الشعر ووظيفته وشكله.  

peinture 111إذا كانت السينما في عمومياتها فنا جميلا فإن السينما المغربية في السنوات الأخيرة، مع استثناءات قليلة، أضحت قُبْحا وتشويها وتسْفِيها وصَلَفًا، وباتت تسعى للنمطية المبتذلة التي تنبني على العري والجنس والتسكع في الحانات ومصاحبة البغايا؛ حتى غدت الأفلام المنتجة، في الآونة الأخيرة، تنتج وفقا لمقاييس "فنية" مملاة من شركات  لا تهمها لا ثقافة البلد ولا أعراف سكانه، لذلك تلفيها يبحث عن أشباه المخرجين وما هم بمخرجي شيء، الذين لا علاقة لهم بثقافة هذا الوطن ولا بهموم أناسه، لأنه لو كانت لهم ذرة حياء لما أنتجوا المسخ المبين باسم الفن، والفن منهم براء، لماذا كل هذا ليصبح السيد المخرج هو بدر زمانه.، كي يمشي على البساط الأحمر...

47-000296-01يؤثث الروائي المغربي الميلودي شغموم متحفه السردي برواية جديدة تحت عنوان : ريالي المثقوب 1 . و يحفل النسق الروائي عنده بالحياة الاجتماعية المغربية في مختلف تجلياتها و أبعادها ، حيث يرسم الروائي تضاريس هذه الحياة و يعين معالمها عبر سيروراتها التاريخية ، و يصور آثار الواقع على الإنسان المغربي فردا و مجتمعا ؛ بتمثيل ذلك من خلال تلاوين حكائية و مصائر سردية .. و بهذه الصورة يصبح الخطاب الروائي تأويلا للعالم من جهة الروائي و نافذة ينظر من خلالها القارئ إلى تلك الحياة. في هذا النص الجديد، يرصد الروائي جانبا من الحياة الاجتماعية أو التاريخية للإنسان المغربي؛ يتعلق الأمر بالهجرة داخل الوطن، و ما لها من أبعاد و آثار نفسية و اجتماعية و ثقافية و اقتصادية... فقد تكون الهجرة اختيارا فرديا ، تحدث بمحض إرادة الذات و رغبة من الفرد في الانتفاع مما تحققه الهجرة من منافع مادية أو معنوية ...

darouiche22يمثل درويش حالة شعرية متميزة في تاريخ الأدب العربي قديمه وحديثه نظرا لما امتلكه من سلطة رمزية ومرجعية، كرسته باعتباره الوريث الشرعي للقصيدة العربية وما راكمته من تراث فني وجمالي عبر العصور. لقد استطاع هذا الشاعر أن يرسم لنفسه –وبفرادة- خارطة خاصة في جغرافيا الشعر الحديث، كما استطاع أن يحفر لشعره خندقا عميقا في قلوب قارئيه قبل أن يحفره في أرض شعرنا الحديث. ولعل هذه الدراسة التي نخصصها لدراسة جماليات خطاب الموت في قصيدة الجدارية أن تنجح في القبض على معالم الكون التخييلي الذي شيده درويش في هذه القصيدة بوعي جمالي يقظ. فمن أبرز الغايات التي وجهت هذه الدراسة محاولة الكشف عن بعض الملامح التي صاغت الشاعرية الفياضة والمتدفقة التي يستشعرها قراء درويش من مختلف الأعمار والثقافات.
تثير قصيدة "الجدارية" لمحمود درويش سيلا جارفا من الأسئلة الحارقة التي تخص الوجود الفردي والمصير الجماعي. إنها رثاء استباقي لذات رقيقة حساسة حدقت طويلا في الموت واكتوت على نحو فاجع بالتواري والعدم. وهو ما سمح بتشكيل فضاء نصي يتسم بجدل متوتر بين الذاتي والكوني، الواقعي والخيالي، السردي والدرامي، الغنائي والملحمي، الغرائبي والفجائعي؛ فهذه القصيدة الأغنية والنشيد تتكئ على شرعية جمالية نسغها الحيوي سيرة شعرية تطمح إلى القبض على المستقبل/ المستحيل الذي يحتضن سؤال الوجود عبر لوعة الغياب وفجيعة الرحيل الكبير والأخير.

abs21يقول فاسيلي كاندنسكي : " كل عمل فني هو وليد عصره "
ان الفن الروحي أقرب مايكون إلى اجترار الذات منه إلى مخاطبة الآخرين وهو مانادى به الفنان كاندنسكي، فن لايتعرض لموضوع اللغة المشتركة بين الفنان والمجتمع ، انما يولد لأجيال لم تولد بعد. هو محاولة لإعطاء مظهر ميتافيزيقي غير علمي لمسألة الإحساس بالرضا أو مايعرف بأسم التطهر في الفن.
قبل الولوج في الموضوع لابد من معرفة أن الاحداث التي تفصل الفترات التاريخية الثلاث المتميزة من الوجهة الحضارية ،– الاقتصاد الطبيعي للعصور الوسطى المتقدمة، وفروسية البلاط في العصور الوسطى، والحضارة البرجوازية الحضرية- هي بظهور (طبقة النبلاء الفرسان المجندين)، مقترنا بالتحول الاقتصادي الطبيعي الى الاقتصاد الحضري النقدي، ونمو الحساسية الغنائية Lyrical" " وتحرر البرجوازية وبداية الرأسمالية الحديثة – هذه الاحداث ساهمت في تعليل النظرة الحديثة الى الحياة بدورأهم مما تسهم به كل المنجزات الروحية التي حققها عصر النهضة.

3abbouبقدر ما ينوء مفهوم الحداثة في وضعنا العربي، بتلابس بين بنيته الاصطلاحية ومقاصده الدلالية، تنبهم حدوده، ويغدو مطية لمحامل دلالية متباينة ومتنافرة، تعوق الباحث عن تناوله من موقع المقاربة وإرهاف السمع لقضاياه، ما لم يبدد تلابسه ويرأب تصدعه.
إن هذا التلابس الذي يحرف الحداثة عن سويتها الحقيقية، ويأخذ بمخنقها إلى المدى الذي تفقد فيه كينونتها ودلالتها، ترتب عن عدم الاستيعاب الوجيه لسؤال الحداثة.
فماذا يراد بهذا السؤال؟


revolutionالثورة في تونس غيرت فقط نظام الحكم ولم تغير الإنسان بعد، ولذلك مازلت محنة المهتم بالشأن الثقافي التونسي متواصلة بعد الثورة. مازالت ثورتنا لم تطح بعقلية وثقافة سلطوية منتشرة في المجتمع بقدر ماأسقطت نظام سياسي معين. ومن هذا المنظور يمكن القول بأن النتائج الثقافية للثورة التونسية لا يمكن رؤيتها بوضوح إلا إذا ركزنا أنظارنا فقط على الحراك السياسي في مرحلة الثورة وما بعدها، وهو حراك تمثله بشكل أساسي الديناميكيات الحزبية والعقليات الدستورية. أما إنجازات الثورة في ثقافة المجتمع فهي غير ملموسة، لأنه حسب اعتقادي أن الأحزاب الفاعلة في الساحة خاصة حزب النهضة الإسلامي الحاكم الذي عقدت عليه آمالها الشريحة الكبرى من المجتمع وتنتظر منه الكثير، لم يبذل جهدا في هذا المجال، ولم يراهن على الثقافة ولا يبالي بالعاملين فيها، ليس تنكرا لها، إنما تراخيا خوفا من أن يشوهها ذاك السواد الأعظم والظاهر اليوم من مثقفي تونس الذين تمعشوا بحرية قذرة في ظل نظام بن علي، وورثوا عنه عدم القدرة على التعايش مع اختلاف الرأي وإن ادعوا القطع معه، وهي كذلك لم تستطع ضم المثقفين الموجودين خارج حدود الوطن إلى صفها ليخطف منهم الساسة وحدهم زمام تلك المكانة، ولم تستخدم سلاح المثقفين لدعم مواقفها السياسية، والدليل على ذلك أن منابرها في الخارج لم تشهد صدى ولا حبرا للنخبة المثقفة، وبالتالي غدت أغراض السياسة ثابتة ومبادئ الثقافة متقلبة.. على غير العادة.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة