3cperformance entreprise1المقاولة من المفاهيم الأكثر تداولا في الحقل الاقتصادي وبشكل مميز، إلا أن علم الاجتماع حاول تقديم مقاربة لهذا المفهوم تتجاوز ذلك البعد الاقتصادي التقني انطلاقا من سوسيولوجيا التنظيمات وصولا إلى سوسيولوجيا المقاولات.
     إن سوسيولوجيا التنظيمات حاولت فهم وتحليل علاقة السلطة والتبعية واستراتيجية الفاعلين التي تشكلت على خلفية هذه العلاقات وعلى أساس مناطق الظل Zones-d’incertitude التي لم يتمكن النسق التنظيمي أن يشملها، هذا التصور تم تعميقه لاحقا من قبل سوسيولوجيا المقاولات Sociologie des entreprises، التي اعتبرت المقاولة على أنها كيان اجتماعي قبل أن يكون اقتصادي منتج لكيانات اجتماعية تتحكم فيه روابط اجتماعية ويوجد فيها فاعلون بمثابة أعضاء يتماهون في هذه المقاولة الاجتماعية التي تشكل مجموعة انتماء بالنسبة إليهم، كما أن هذا الكيان الذي يكونها، منتج للثقافة التي تعبر عن قدرته على الفعل والعمل الجماعي والذي يهدف إلى تحقيق الهدف المشترك والتغلب على الإشكالات التي تواجهه، ومن تم إيجاد الحلول المناسبة. ويقول Bernouxبصدد ذلك: المقاولة هي مكان مستقل(نسبيا عن المحيط والمجتمع) منتج للضوابط التي تحكم العلاقات الاجتماعية، هذه الضوابط هي التي تشكل نقطة ارتكاز في التحليل الاستراتيجي للفعل الجماعي عند M.Crozier، لكن المقاولة أصبحت الآن مكانا تنشأ وتتشكل فيه الهوية والثقافة والاتفاقات الاجتماعية التي لا يمكن أن تكون لو لم يكن هناك حد أدنى من الثقة المبنية على التصور الجماعي والخيال المشترك.

Abstract Angled Seas - 1024x768لا شك أن للفن دلالات ثقافية واجتماعية جد ملتبسة.. تتراوح بين الافتتان اللامتناهي والاستهجان الشديد ..فبينما تجد الكثير من الناس يدمنون استهلاك المنتَج الفني ويتتبعون أخبار الفنانين لدرجة الهوس ، تجد آخرين لا يعنيهم الأمر بتاتا ولا يحرصون على متابعة الفن إلا بمحض الصدفة .. ويزيد الأمر التباسا عند فئة ثالثة تجمع بين الحالين ، فهي من جهة تهتم وتتابع وتتذوق ألوان الفن المتنوعة ، ومن جهة أخرى تعتبر الفن مجرد مضيعة للوقت وتسلية غير ذات جدوى ، ولا يتوقف الحكم على الفن عند هذا الحد ، بل يتجاوزه ليقع تحت طائلة الحلال والحرام ..

TORINEيعد ألان تورين من أهم رواد علم الاجتماع المعاصر، وهو فرنسي الأصل، من مواليد سنة 1925، عمل باحثا في المجلس الوطني للبحوث الفرنسية حتى سنة 1958، أسس مركز دراسات علم الاجتماع العمل في جامعة تشيلي في سنة 1960، وأصبح باحثا في إيكول «إيتوديس» في العلوم بباريس، اشتهر بتطويره مفهوم «مجتمع ما بعد الصناعي»، اهتم بدراسة «الحركات الاجتماعية»، وكتب الكثير في هذا المجال.
ويحظى تورين شهرة واسعة في أمريكا اللاتينية وفي أوربا، حيث حصل في سنة 1998، على جائزة «أمالفي Amalfi»، الأوربية لعلم الاجتماع والعلوم الاجتماعية، وفي عام 2004 تلقى تورين درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة «فالبرايسو» في تشيلي، وفي سنة 2006 تلقى درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنية في «سانت مارتن»، وفي ديسمبر 2006 من جامعة كولومبيا الوطنية، وفي سنة 2008 تلقى أيضا درجة دكتوراه فخرية من جامعة «مايوردي سان ماركوس» في ليما.

67071307تقديم:
استطاع علم الاجتماع، بفضل جهود عدة علماء، أن يصل إلى مرحلة متقدمة من الدراسة العلمية للمجتمع. وقد كان من النتائج الطبيعية لهذه المجهودات أن تولدت اتجاهات ونظريات مختلفة حاولت أن تقارب الموضوع الاجتماعي من زوايا مختلفة. ومن أبرز الاتجاهات التي برزت في هذا السياق نجد الاتجاه الماركسي الذي تفرعت وترعرعت في ظلاله نظريات وتصورات وقراءات متعددة.
ويعد هذا العرض محاولة متواضعة لإلقاء الضوء على ثلاثة من النظريات التي تعتبر قراءات جديدة ومعاصرة للإرث الماركسي. ويعود اختيارنا لهذا الموضوع للسببين التاليين:
ü الأول يتعلق بكون الاتجاه الماركسي أحد أبرز الاتجاهات التي شغلت ولازالت تشغل المهتمين بعلم الاجتماع قديما وحديثا. وبالتالي فإن التزود بالمعرفة الكافية بها أمر لا مناص منها لكل مهتم بعلم الاجتماع.
ü الثاني: لأن النظريات العلمية في علم الاجتماع المعاصر لا تنفك أن تتصف بإحدى صفتين: فهي إما إنها تندرج في سياق النظريات الماركسية بحيث تعد تطويرا من داخل النظرية الأم؛ وإما أنها نظرية نقدية لما ترتكز عليه النظرية الماركسية.
ويشتمل هذا العرض على ثلاثة محاور أساسية كما يلي:

18-08-09-3مقدمة:
سيكون من باب المبالغة القول بأن هذه الورقة المحدودة في الزمان و في الحجم، ستستوفي كل أشكال الرمزية التي تصدى لها ميرسيا إلياد على مدار سنواته الطوال التي قضاها نابشا و منقبا في حضارات و أعراق مختلفة و متباينة  عن أشكال التفكير الرمزي الثاوي خلف أساطيرها من جهة و المتحكم في هاته الأساطير من جهة أخرى. إن غاية ما نصبو إليه من هذا العمل أن نكوِّن صورة عامة عن ملامح التفكير الرمزي في كتب مؤرخ الأديان الروماني، لاسيما كتاب المقدس و المدنس. و هي خطوة ارتأينا أن نمهد لها  بأرضية لابد منها تجعل القارئ (الذي لا يملك دراية بهذا الموضوع)على بينة من مفهوم الرمزية /الرمز، و من وظيفة الرمز  و التأويل الرمزي  و على بينة كذلك من بعض أنواع التفكير الرمزي كما عالجها بعض ذوي الاختصاص في مجالات مختلفة، أمثال  فرويد، يونغ، لاكان في التحليل النفسي؛ سوسير، جاكوبسون في اللسانيات؛ ك.ليفي شتراوس في الاتنولوجيا ...الخ.

CHristian_VOGEL_abstrait*بداية من هو الدكتور حيدر إبراهيم؟
هو مواطن سوداني ولد في أسرة بسيطة عمل الوالد شرطيا والجد جنديا في جيش الاحتلال ثم تحول الي فكي(فقيه)القرية وكان له فضل أن أورثني حب الاطلاع وبعض صوفية"علمانية".كان الميلاد اثناء الحرب العالمية الثانية بالتحديد11/5/1943 وقسى عليّ الدهر لكي اعيش كامل حرب الوطن الاهلية من اغسطس1955 وليتني لم اعش لاري ذلك اليوم11 يوليو2011 انفصال الجنوب.عملت بالتدريس بعد تخرجي من كلية التربية(معهد المعلمين العالي)1966حتي1971 ثم جذبتني نداهة الغربة والهجرة فكان المنفي بدأ بسبع سنوات في فرانكفورت-المانيا حيث حصلت علي درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم الاجتماعي.واعتبر1971 ميلادي الثاني أو بالأصح الميلاد الروحي.وكانت التغريبة في الاقطار العربية-من الماء الي الماء- في تجارب حياتية تعيسة اكثر من المبهجة وفي كل الاحوال مفيدة وذات دروس ضرورية.وفي1991 أسست مركز الدراسات السودانية في الرباط والقاهرة.وقد وجدت في التجربة ذاتي وبالتحديد اختلست قدرا من الحرية يحمي من الموت غما.وما حدث في السودان بعد الانقلاب الاسلاموي-يونيو1989 اصابني بالاصولية-فوبيا وهي ليست مجرد مخاوف وهواجس وفزاعة كما يتنطع بعض المثقفين هذه الايام في تملقهم وخضوعهم لابتزاز الاسلامويين.فقد عشت ورأيت كيف يحكم الاسلامويون المنفتحون منهم مثل الشيخ الترابي.هذه وقفة هامة لانني منذئذ لم اتوقف عن الكتابة عن هذا الوضع الذي اتمني الا يتكرر في بلد عربي.

Abstract_Angled_Seas_-_1024x768إن الحديث عن علاقة «التراتب الاجتماعي» بإشكالية «السلطة»، و«التغير الاجتماعي»، و«التنمية البشرية»، هو حديث عن تركيبة إشكالية معقدة، ذلك أنها تستدعي من كل الباحثين قبل تحليل تجلياتها من أجل معرفة مضامينها وأبعادها الوقوف عند شرح مفاهيمها.
ولذلك سنعمل في البداية على تقديم مضامين مقتضبة لكل مفهوم من هذه المفاهيم قبل ربطها بمفهوم «التراتب الاجتماعي»، بإعتباره متغيرا مستقلا في هذا الطرح التساؤلي المعقد والمتشابك، وذلك نظرا لإحتواء كل مفهوم من هذه المفاهيم على عُدَّة دلالية عميقة، لعلها تتضح من خلال الاهتمام المتزايد الذي عرفته كل من هذه المفاهيم كقضايا إشكالية، فما هو إذن التأصيل المفاهيمي لكل من «التراتب الاجتماعي»، و«السلطة»، و«التغير الاجتماعي»، و«التنمية البشرية»؟ وما علاقتها ب«التراتب الاجتماعي»؟

pein02102011مقدمة:
مهدت كل من سوسيولوجيا التنظيمات والشغل لظهور سوسيولوجيا  المقاولة خلال بداية الثمانينات من القرن 20، اهتم هذا الحقل المعرفي بدراسة بنية ونمط اشتغال المقاولة ونسق التفاعلات بين مختلف مكوناتها، باعتبارها بناءا اجتماعيا قائما بذاته يؤثر في المحيط ويتأثر بالعوامل السوسيو- اقتصادية والسياسية والثقافية التي يفرضها هذا المحيط والتي تفرض إكراهات عديدة على المخططات والاستراتيجيات التي ترسمها المقاولة. كما يهتم بمقاربة المقاولة كعملية اجتماعية تتأسس على العقلنة، التعاون، التفاعل بين الأفراد وكبنية لها وظائف وأهداف محددة، وكمجال تنسج فيه روابط اجتماعية خاصة بين الأفراد/الجماعات مبنية على التواصل وتتميز بالاعتراف المتبادل،. فالتدبير العقلاني للمقاولة لم يعد وحده كافيا أمام التعقيد الذي يتميز به كل من  محيط المقاولة والعلاقات الاجتماعية حيث يسعى الفاعلون الى تطوير استراتيجياتهم ضمن عقلانية ورهانات (enjeux) محدودة.

1-    التواصل من منظور سوسيولوجيا المقاولة عند فيليب بيرنو PH.BERNOUX-:
في إطار مقاربته لسوسيولوجيا المقاولة سعى بيرنو الى دراسة تغير سلوك الأفراد و الجماعات داخل هذه الوحدة الانتاجية، إضافة الى دراسة المعايير التي تتحكم  في هذا التغير، واعتبر أن هذا السلوك ناتج عن الوضعية التي يتواجد فيها هؤلاء الأفراد والتي تتسم بعلاقات تفاعلية تتأثر بدورها ببنية ومحيط المقاولة، والتي لا يمكن أن تفهم وتدرس الا في إطار الجماعة التي ينتمون اليها والمعايير التي تتبناها تلك الجماعة، والثقافة السائدة داخل المقاولة والحوافز المقدمة.