abstract-backgroundبدأ "علم الاجتماع الأكاديمي" الحديث وتحليل موضوع الدين في عام 1897 مع دراسة معدلات الانتحار بين فئة الكاثوليكي والبروتستانتي، مع السوسيولوجي إميل دوركهايم (Émile Durkheim)، في ظل محاولة هذا الأخير لتأسيس وتمييز علم الاجتماع عن التخصصات الأخرى، مثل علم النفس.

علم اجتماع الدين (Sociologie de la Religion)، هو دراسة المعتقدات والممارسات والأشكال التنظيمية للدين باستخدام أدوات المنهج في علم الاجتماع. ويمكن أن تشمل هذه الأساليب استخدام المنهج الكمي (الدراسات الاستقصائية، واستطلاعات الرأي، والتحليل الديموغرافي والتعداد) والمنهج النوعية مثل "الملاحظة بالمشاركة" (L'observation participante)، وإجراء المقابلات، وتحليل المواد التاريخية والوثائقية[1].

mokhlisse-sebtiنستهدف هنا ثلاثة أهداف أساسية:
1.   توظيف الخبرة الإنسانية لخدمة الفكر الإسلامي.
2.   توظيف الفكر الإسلامي لخدمة الفكر الإنساني) باللغة التي يفهمها(
3.   محاولة المساهمة في نزع الصراع المحتدم (على المستويات الفكرية والسياسية...) بين فئتين عظيمتين من المسلمين،فئة العلمانيين ،وفئة الإسلاميين .

ينطلق البحث من فرضية مفادها أن داء تقمص القداسة الذي أصاب المسيحية وعصف بالكنيسة هو نفسه الذي أصاب التاريخ الإسلامي وعصف بمركز الخلافة وبأغلب الفرق الإسلامي عبر التاريخ من مثل الخوارج وما تلاهم من فرق متشعبة كالعلوية والمنصورية والخطابية...إلخ.
ما مدى صحة هذا الطرح؟ وهل يمكن مقاربته بالأحاديث الإستشرافية للنبي عليه الصلاة والسلام (لتتبعن سنة من كان قبلكم...)[1] و (أن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة)[2]؟

spect-abstrتأتي هذه المقالة في سياق مقالات سابقة وأخرى لاحقة تعنى بالنبش في "أمراض الحالة المغربية"، ومن خلال التركيز على ثلاثة أطراف (المثقف والسياسي والقارئ)، ومن منظور "الأنثروبولوجيا السياسية العامة" تارة ومن منظور "التحليل الثقافي المرن" تارة أخرى كما في حال هذا المقال. ونمط "القارئ المتفرج" لا ينفصل عن أنماط أخرى تعكس "الحال المرضية المغربية" التي هي "حال عربية" أيضا. فليس غريبا أن نكون، في مقالاتنا السابقة، قد أقدمنا على تثبيت نمط "القارئ المتفرِّج" ضمن خردة أنماط القراء الداعمين لـ"أمراض الحالة المغربية". فمجموعة "القارئ المتفرج" تفرض ذاتها، بإلحاح، في هذا السياق. بالنظر لحجم هذه المجموعة مقارنة مع المجموعات القرائية الأخرى المنتظمة في "المربع" ذاته بل وبالنظر لتصدّرها لـ"مقدمة المشهد" كذلك. وهذا على الرغم من التزامها الحياد الظاهري أو التزامها الصمت المطبق بصدد القضايا المتضمـَّنة في النصوص الأساسية والأعمال المركزية. وهذا على الرغم من أن هذه القضايا تعالج وقائع تبلغ حدَّ "الحدث الحافز" (Evénement Catalytique) بمعناه المصاغ في السوسيولوجيا السياسية والعلوم السياسية. الحدث الذي يحفـّز على التفسير والتحليل والتأويل والنقد والنقد المضاد ونقد النقد والنقاش ... إلخ.

إمبراطوريات العولمة في مصيدة ميكروفيزياء الإرهاب ـ د.زهير الخويلدياستهلال:
 "ولكن الحرب مستمرة.وعلينا أن نظل سنين طويلة نضمد الجراح الكثيرة,التي لا تشفي في بعض الأحيان,الجراح التي أحدثها في شعوبنا الاندفاع الاستعماري.إن الامبريالية التي تحارب الآن تحرير البشر تدع هنا وهناك بذور تفسخ علينا أن نكتشفها وأن نستأصلها من أراضينا ومن أدمغتنا".[1[
ربما يسهل للبعض إطلاق تسمية "عصر الإرهاب" على هذه الحقبة من الزمن التاريخي مقابل تسميات أخرى أطلقت عليها مثل"عصر الأنترانت"أو" عصر العولمة "أو"عصر الاستنساخ"،فالإرهاب ليس حالة ظرفية آنية بقدر ما هو أحد أكبر مظاهر الوجود الإنساني انتشارا منذ مدة ليست بالقصيرة حيث يبرز أو يخفت تأثيره انطلاقا من وطأة الظروف وقسوة العوامل التي تغذيه.وقد يبدو من السهل جدا أن ندين الإرهاب وأن ننظم إلى طابور الموقعين على عرائض منددة به أو أن ننجز ونعد قوائم بالأعمال التخريبية التي يخلفها وان لفي تعدادها تفاهة تبعث على القرف والغثيان ولكن من أصعب الأمور أن نعرف الإرهاب ونحدد له مرجعا أخلاقيا وقانونيا وأن نفسر الأسباب والدواعي والمبررات التي تجعل المواجهات تندلع بين الفئات الاجتماعية والأديان والأعراق والأمم وهي غالبا ما تتخذ تلك الأشكال القاسية التي اعتاد الكلام السائد أن يقتصر على تسميتها "بالقوة الغاشمة" أو"العنف التدميري". كما أنه من العسر أن نعثر منذ الوهلة الأولى على الوسائل والخطط والمناهج القادرة على إيقاف حمى الإرهاب بالسيطرة عليه ومحاصرة تداعياتها الخطيرة.

7601611 alize-80x80 002التّرجمة ممارسة لغويّة ومعرفيّة قديمة استدعتها حاجة الإنسان إلى الانفتاح على ما تجود به قرائح بني جنسه في مختلف الحضارات والأزمنة، هي رغبة في الاستفادة والإفادة، الاستفادة ممّا جدّ ويجدّ في حقول المعرفة وممّا أنتجه العقل البشريّ بشتّى روافده الثقافية وموارده المعرفيّة، فهي بهذا المعنى نزوع ذاتيّ وشَغَفٌ إلى الارتواء، فالاستفادة هَهُنا تمثّل تَخطّيًا للمسافات التي اعتادت الذات المفكِّرة والعالِمة أن تجُول في حدودها، ألَمْ يُعرِّف الكسندر بوشكين المترجمين بكونهم "خيول بريد التنوير" ؟ فالتّرجمة ليست مجرّد تخصُّص وظيفيّ- وإن كانت كذلك حديثا- فالرّأي السائد يذهب إلى اعتبار الترجمة نشاطا مارسته الإنسانيّة منذ أن تعدّدت لغاتها وتنوّعت. فاختلاف الألسن كان من نتائجه أن تثاقفت الشعوب قديما وحديثا ،وكان لزاما عليها ،كي تتواصل وتتعارف، أن تتناقل فيما بينها لغات بعضها البعض، ولعلّها تلك كانت أولى مراحل النّقل والتّرجمة.

 أحمد الخطابيملخص:
لم يحظ مفهوم الخوف بالدراسة والتحليل اللازمين في مجال العلوم الإنسانية، ولم نشهد أبحاث اجتماعية حول المعنى الذي يعطيه الإنسان لمخاوفه ومصادر هذه المخاوف. إذ نجد أن الكثير من السلوكات والتصرفات اليومية للإنسان غالبا ما يحركها هاجس الخوف، لدرجة أنه أصبح بنية ثقافية في مجتمعاتنا المعاصرة. فرغم التطور المعرفي الحاصل في مجالات علمية كثيرة، لازال الإنسان المعاصر لم يتجاوز حالة اللأمن التي كان يعيشها في العصور السابقة. في هذا الصدد نجد أن المجتمعات العربية هي من تعرف منسوبا كبيرا من هذا الخوف، يعود في جزئه الأكبر إلى رواسب، تم توارثها كأنماط ثقافية، كبلت تفكيره وشلت قدراته وطاقته الإبداعية على التحرر من تلك المخاوف.
تقديم:
لم تول الدراسات الأنتروبولوجية الكثير من الاهتمام لظاهرة الخوف، كظاهرة اجتماعية ومجتمعية تستدعي طرح الأسئلة حول الآليات التي من خلالها يتم إنتاج هذا الخوف، هل يتعلق الأمر بمحدد بيولوجي فطري؟ أم أنه معطى اجتماعي وثقافي؟ وفي جميع الحالات، ما هي الآليات المتحكمة في إنتاج الخوف؟ هل هذه الآليات فردية سيكولوجية أم أنها إنتاج اجتماعي مرتبط بثقافة المجتمعات؟ وهل يمكن للأفراد تكسير هاجس الخوف من أجل العيش في مجتمع يضمن الأمن النفسي والاجتماعي؟

• الخوف كخاصية ثقافية:

mosqu-maroc1.    مهاد نظري:
     يتألف كتاب "الإخفاق الاجتماعي بين الجنس، الدين و الجريمة"،  من مقدمة و ثلاثة فصول و خاتمة توزعت على 224 صفحة من الحجم المتوسط. انصب الفصل الأول منها حول دراسة موضوع الجنسانية بين حلم التحرر و الهيمنة الذكورية، في حين تصدى الفصل الثاني – و هو الذي سنتناوله بشيء من التفصيل بعد حين – للدين، من خلال محاولة موضعته بين الفهم الارثودوكسي (المرتبط سياسيا بالدولة الإسلامية) و بين التمثلات الشعبية له. أما الفصل الثالث و الأخير فقد تطرق لظاهرة العنف من خلال حصرها في تجسدين لها هما الجريمة و الإرهاب.
ان المتأمل في المواضيع التي طرقها الدكتور أبلال في كل فصل من الفصول المؤثثة لفضاء الكتاب و التي هي من التباين و الشساعة إلى الحد الذي يمكن لكل فصل منها أن يشكل بمفرده موضوع كتاب، لَيتبادر  إلى ذهنه السؤال التالي:
هل من خيط ناظم بين هذه المواضيع يسوغ تواجدها مجتمعة بين دفتي كتاب واحد؟
سؤال مشروع و يزيد من مشروعيته بوح الباحث في مقدمة كتابه بأن مؤلفه لم يدبج مرة واحدة و حول موضوع مخصوص بل هو تجميع لسلسلة مقالات و حوارات نشرت هنا و هناك. و لأن الباحث ليس ممن تفوته مثل هذه الملاحظة، فقد سارع إلى رفع هذا "القلق" الذي يمكن أن يساور  أي قارئ يكتفي بإطلالة خاطفة على فهرس المحتويات، بأن أشار في مقدمته إلى أن كل الظواهر المعالجة في الكتاب هي ظواهر اجتماعية،  بمعنى أن المجتمع يشكل خلفية حاضنة لها. و قد يتولد عن هذا الكلام في البداية انطباع يدفع في اتجاه اعتبار ه مجرد تحصيل حاصل.

philodk1 ـ وحدة لتفكير الزيملي
       ظلّت أعمال زيمل Simmel محلّ تناول أهمّ في مجال الفلسفة منه في مجال السوسيولوجيا ، فأعماله عادة ما تنسب إلى الفلسفة وكثيرا ما يذكر عنها طابعها أو توجّهها أو مضمونها أو مقاربتها الفلسفية لظواهر موضوع التناول السوسيولوجي . وقد حظي بمتابعة من قبل المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع أو علماء اجتماع ـ المجلّة الدولية لعلم الاجتماع والمجمع العالمي لعلم الاجتماع ، لم تخل من نقد مثل الذي وجّهه دوركايم Durkheim" لمعارفه الإجمالية المحمّلة بكيفيّة مبكّرة والغير خاضعة لأيّ مراقبة "[1]. وقد حاول جانكاليفيتش بعد انقطاع الصلة بين المثقّفين الفرنسيين ونظرائهم الألمان إثر الحرب العالمية الأولى،إحياء الفكر الزيملي عبر مقال حول فلسفة الحياة لديه نشر بمجلّة الميتافيزيقا والأخلاق 1925 م. إلاّ أنّ أكثر المقاربات الجديّة والناجحة تعود إلى آرونAron  الذي خصّ زيمل Simmel بدراستين[2]. أمّا خارج فرنسا فقد حظي الفكر الزيملي بإهتمام في ايطاليا واسبانيا واليابان وخاصّة عبر مدرسة شيكاغو في الولايات المتّحدة الأمريكية من قبل بارك وبرجس . وقد اجتهد العديد من علماء الاجتماع والباحثين في فلسفة الحياة وتمثّل زيمل للعالم الاجتماعي على الوقوف على الوحدة الممكنة لطرحه أو لفكره.