تفريخ الصالونات والنوادي الأدبية : نعمة أم نقمة؟ ـ تورية بدويحسب بعض التعاريف، نجدأن "الصالون هو مكان يستضيف فيه شخص بارز أو مهتم مجموعة من الناس إما للمتعة أو لصقل الذوق العام وتبادل المعارف والسجالات والمماحكات والحوارات، وغالباً ما ترتبط الصالونات بالحركات الأدبية والفلسفية والفكرية".وعند العرب نجد أن أول صالون عرف عندهم كان لسكينة بنت الحسين و حفيدة الخليفة علي كرم الله وجهه. وقد كانت على قدر كبير من الشرف والجمال والثقافة والدين والخُلُق رغم اهتمامها بالشعر والأدب فهي كانت شغوفة بالتعبد لله ، حيث قال فيها أبوها الإمام الحسين : "اخترت لك فاطمة، فهي أكثر شبها بأمي فاطمة الزهراء ؛ أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله ؛ فلا تصلح لرجل ". وهي من أوائل النساء اللواتي أقمن صالونات أدبية، لاستقبال النبلاء والفقهاء والأدباء والشعراء .
وتوالى عبر التاريخ ظهور صالونات أدبية  غالبا ماكان تهميش المرأة فيما بعد سببا محتملا لتواجدها حتى تتاح لها الفرصة للتعبير عن آرائها ومواقفها في شتى المجالات وكان أشهرها صالون ولادة بنت المستكفي ومي زيادة.

tacheتقديم عام:
نستنكر العنف ونحتج عليه ونطالب القصاص من فاعله ولكن في نفس الوقت نعنف غيرنا بدوافع مختلفة مرة تحت تأثير الغضب والنزعة العدوانية الانتقامية ومرة أخرى نتيجة توتر نفسي وتارة لضغوط ظروف الحياة الصعبة وطورا ضدّ الطفولة لغاية الردع والتربية وطورا آخر بدوافع لا تزال مجهولة.
فأشكال العنف وسياقاته متعددة تنتهي بنا إلى إدراك مفارقات: فالجائح يسرق ليأكل والحاكم يستعمل القوة  لإرجاع الحقوق لأصحابها والأب يضرب اُبنه خوفا عليه حتّى يتجنب سلوك مشين ففي هذه الأفعال استعمال لعنف مبرر قد يرى في الغير إن لم ينتبه للدافع قسوة وتعذيبا وتعدي على الذات البشرية. لهذا يصعب الإحاطة بالعنف خصوصا الناعم ولا مرئيّ ومورس بالطرق الرمزية"[1]
نحن هنا إزاء ظاهرة تكتسح المجتمع ككل وتتسع دوائره وتداخل عناصره[2] لتميز الإنسان بازدواجية معقدة ومتناقضة يلجأ في كل مرّة لتبريره حسب المقاصد والسياقات ويزداد التباسا عندما يوجه ضدّ الطفل وبما يحدث في علاقاته بأسرته من نزاع وصراع[3] ولا نستثني بما يصدر منه هو بالذات الذي يكون في بعض الأحيان يضاهي عنف الكبار.

10930تقديم
يشاع كثيرا استعمال مفهوم "المشكل الاجتماعي" في الحياة اليومية، غير أنه بقي غير واضح في مختلف تخصصات العلوم الإنسانية، بالرغم من وجود عدد كبير من الدراسات والبحوث في هذا الموضوع، إضافة إلى العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالمشاكل الاجتماعية ولاسيما الأمريكية منها، ونخص بالذكر: الجمعية الأمريكية لدراسة المشاكل الاجتماعية التي تُصدِر مجلة متخصصة تحت عنوان "المشاكل الاجتماعية".
إن الحديث عن هذه الظاهرة، يكتسي أهمية بالغة أفرزت مجموعة من التعاريف التي تباينت مع مرور الزمن. فتحليل مفهوم المشكلة الاجتماعية، عرف تحديات وعراقيل متعددة شكلت عائقا سوسيولوجيا. فقد عرف أواخر القرن 19 مشاكل واجهت الخدمات الاجتماعية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، و لعل أبرزها : الفقر البؤس بمختلف أشكاله و تجلياته إضافة إلى الإعاقات الجسمية والعقلية، جعلت من الضروري التحرك لمواجهة الوضع الراهن ورفع الرهانات والتحديات المطروحة. وهنا نجدR. Rezsohazy يرى أن كل مجتمع يواجه مشاكل اجتماعية متنوعة، تُشكل رهانات وتحديات، مما يستوجب على مختلف الفاعلين والفئات الاجتماعية التحرك لرفع هذه التحديات.

يشكل موضوع "الأمثال الشعبية المغربية"، مادة خصبة للدراسة والتحليل. ﺇذ بدأت تستقطب اهتمامات الباحثين والدارسين، ابتداء من المحاولات التجمِعية التصنيفية، وصولا ﺇلى البحث الدراسي التحليلي لبعض الظواهر، من خلال هذه المنظومة المعرفية، التي يحتويها في قالبه اللغوي المتداول به.
    وسنحاول من خلال هذه " الورقة "، أن نقوم بقراءة للمتن الذي توصلنا ﺇليه، من خلال قراءتنا لجملة من المصادر والمراجع. وقبل ذلك نود أن نلقي نظرة موجزة حول هذا النوع من الخطاب الشعبي، فما هو يا ترى المثل ؟ وماهي طبيعته، والخصوصيات التي تميزه عن باقي أشكال الثقافة الشعبية ؟
        إذا عدنا إلى القواميس اللغوية، لنبحث عن مدلول هذه الكلمة " مَثل " فإننا نجد تعاريف عديدة، بتعدد السياقات التي يستعمل فيها. فمثُل الشيء، أي: قام وانتصب، وأصبح ظاهرا للعيان. والمثل العبرة، أي الشيء الذي يقوم وينتصب ليتعظ به الغير. والمثل الشيء، الذي يضرب لشيء ما فيجعله مثله، فهو ليشد أزره.

abstr-anfasse12567يعد العنف الممارس على النوع الاجتماعي من بين المشكلات الاجتماعية الحادة التي تعاني منها المجتمعات التقليدية خاصة الباتريركية  ، فالمجتمع المغربي لا يخرج عن سياق المجتمعات الذكورية و بالتالي يستحيل معه الحديث عن مسألة المساواة بين الجنسين . هذه المسألة شكلت التحدي الفكري لرواد السوسيولوجية الوطنية ، فتم فتح الباب للنقاش الفكري مع الجيل الأول من رواد السوسيولوجيا ، وجاء ذلك بموازاة الدينامية العالمية التي يشهدها هذا الموضوع ، خاصة مع إقرار الأمم المتحدة يوم 8 مارس يوم عالمي للمرأة وكذلك التطور الدينامكي للحركات النسائية في المجتمعات الغربية و التقدم الحاصل في الموضوع ... غير أن البنية الثقافية لكل مجتمع هي التي تسهل عملية فتح النقاش الفكري و الحقوقي في الموضوع .إن ثقافة المجتمع المغربي هي ثقافة ذكورية محضة تركز على الهيمنة في السلوك الاجتماعي وتبرير وضعية أعلى للذكور على الإناث و تكرس أشكال الدونية و الطبقية على المرأة و تشرع للرجل ممارسة العنف على المرأة بكل أشكاله و تلاوينه ، و هنا نتساءل عن ما معنى العنف قبل أن نبحث عن أسبابه و دوافعه ؟

AB000418تسود المجتمعات العالقة في تاريخها، ومنها مجتمعنا، حالة من الشغف بالكلام، تصل لدى البعض حد الهذيان. إذ يتكلم الكل في كل شئ، فبعض الزعماء السياسيين يتحدث في: الفلسفة واللاهوت والفقه والتفسير والتاريخ والسياسة..الخ. بتكرار أسماء فلاسفة ومفكرين، لا يعرف عنهم في الغالب شيئا يتجاوز الاسم، وربما يتلفظ الاسم خطأ. وحين يشير الى معلومة تتصل بهم، غالبا ما يخطئ فيها، كما سمعت ذلك عدة مرات. وكأن السلطة السياسية تفوّض صاحبها؛ التحدث بكل شئ عن كل شئ، وكأن ما تراكم من معارف البشرية في تاريخ العلم المتواصل آلاف السنين، يُمنح فجأة سلة العلوم والمعارف والفنون والآداب؛ لمن أضحى متسيدا على كرسي السلطة، بوصفه "الرجل الضرورة"، حسبما كان يُصطلَح على صدام حسين، الذي يحلم بعض رجالنا بمحاكاته.
لم ينتفع سياسيونا، الذين عاش معظمهم في الغرب، ويفترض انهم تشبعوا بمناخات الديمقراطيات الحديثة في تلك البلدان، واكتشفوا شيئا من قيمة التخصص وأهميته في تطور الخبرة البشرية، وامتدادها عموديا، واتساعها أفقيا، لم ينتفعوا من خبرة العصر في ضرورة احترام الخبراء، والحذر من التعالُم والحذلقة الفارغة بمقامأهل العلم والخبراء، ومن المعلوم ان كافة المتحدثين في الفضائيات اليوم تتجه أحاديثهم لمختلف الناس، بمعنى انهم يتحدثون دائما في مقام أهل العلم والخبراء.

p160319 2 " إذا كانت الفلسفات المجردة تعتبر الذوق ملكة فطرية طبيعية ترتبط بالإنسان ، فإن رؤية سوسيولوجية بسيطة قام بها  بورديو أدت به إلى الاعتراض ونقد هذه الفكرة ، فليس الذوق ملكة فطرية طبيعية عند الإنسان و ليس معطى طبيعيا في الذات الإنسانية ، بل إن الذوق عند الإنسان يرتبط بوسطه الاجتماعي ، فبالملاحظة و البحث السوسيولوجي الذي قام به ، تبين له أن عملية التذوق تتحدد انطلاقا من الموقع الذي يحتله الفرد داخل المجتمع  ، و من ثمة  فالتمييز في الأذواق و الألوان عملية تتطلب جهدا كبيرا في محاولة تحديد المعايير و الميكانيزمات المتاحة التي تحدد ذوق الفرد .
إن تحديد ذوق الفرد داخل المجتمع أرجعه بورديو إلى الممارسات الثقافية مثل المسرح ، الفن المتحف ... ، وكلها تبقى غير متساوية للأفراد داخل المجتمع الواحد كونه مجتمعا طبقيا بامتياز ، فالانتماء الاجتماعي لطبقة معينة هو الذي يحدد ذوق كل فرد على حدة ، فإذا وقفنا على مثال الفن لكونه يرتبط بشكل وثيق بالتذوق لدى الأفراد ، فإن ملاحظة بسيطة تبين لنا التقابل الصارخ بين جمالية فئة شعبية ترتكز على استمرارية الفن و الحياة التي يعيشها و يحياها الفرد ـ فهذه الفئة تفضل النهاية السعيدة  ـ  وبين فئة أخرى راقية تحاول أن تضع مسافة  كبيرة بين الفن و الحياة ،لأن هذه الأخيرة تمتلك الرموز و الآليات لتفكيك الخطاب ، هذه الرموز اكتسبها الفرد من محيطه العائلي ذي التنشئة الاجتماعية القوية ثم نوعية التعليم الذي تلقاه الفرد .

abstract forestيعتبر موضوع الوعي الاجتماعي من الموضوعات السوسيولوجية ذات الأهمية القصوى فى حياة الأفراد والمجتمعات على السواء؛ فالوعى هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادى المحيط بنا، وهو يلعب دوراً هاماً فى التطور الاجتماعى، سواء كان هذا الدور إيجابياً أو سلبياً، فالأفكار التى توجد لدى الناس قد تساعد على تطور المجتمع أو قد تكون عائقاً أمام هذا التطور.
ولمصطلح الوعى تاريخ ممتد فى الفهم البشرى للذات والعالم. " ويستخدم مصطلح الوعى بطرق عديدة: لوصف شخص أو مخلوق آخر بكونه متيقظاً وحساساً، ولوصف شخص أو مخلوق آخر بكونه يدرك شيء ما، وللإشارة إلى خاصية من حالات الذهن مثل الإدراك والإحساس والتفكير والتى تميز هذه الحالات عن حالات الذهن غير الواعية."([1])
ويشتق مفهوم الوعى فى اللغة العربية من الفعل وعى، فقد " ورد فى قاموس محيط المحيط، وعى الشيء والحديث يعيه وعياً: حفظه وتدبره وقبله وجمعه وحواه، وأوعى الشيء والكلام: حفظه وجمعه، ووعى الغلام: ناهز الإدراك. فالوعى يعنى لغة الإحاطة بالشيء وحفظه واستيعابه والتعامل معه أو تدبره. إنها حالة إدراك الشيء وتعقله."([2])