"تعد نظرية جون ديوي البرغماتية ثورة فكرية في مجال النظر إلى قضايا الإنسان بروح جديدة تهدف إلى تحرير الإنسان من سطوة الميتافيزياء وهيمنة الأوهام الأسطورية لتضعه خارج الأنساق الأيديولوجية في مواجهة جريئة وموضوعية مع واقع الحياة والمصير الإنساني" علي أسعد وطفة
1- مقدمة:
يعرّف جون ديوي [1]بأنه فيلسوف أمريكا في القرن العشرين وأبرز رواد الفلسفة البرغماتية على وجه الإطلاق. كما يعرف بأنه أحد أبرز وأهم رواد التربية الحديثة وأكثرهم تأثيرا في الفكر التربوي وفي التجارب التربوية المعاصرة. ولا غضاضة في القول بأن فلسفة التربية البرغماتية التي أبدعها ديوي تطغى وتهيمين على الأنظمة التربوية العالمية بشكل شامل، ويبدو هذا الأمر واضحا لا لبس فيها عندما نأخذ بالمقولات التربوي التي طرحها ديوي ولا سيما الشعار الذي طرحه وهو " إن التربية ليست إعدادا للحياة بل هي الحياة نفسها"، وإذا أخذنا بعين الاعتبار مقولاته التي تربط بين التربية والحياة العملية، أو بين التربية والحرية، وهي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها أركان التربية الحديثة في مختلف الأنظمة العالمية القائمة اليوم.
ولد جون ديوي في العشرين من شهر أكتوبر 1859 في مدينة بيرلنغتون بولاية فيرمونت في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1884 نال درجة الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز عن أطروحته "علم النفس عند كانط ". ثم عين أستاذا للفلسفة في جامعة ميتشغان، ثم انتقل وعين رئيسا بقسم الفلسفة في جامعة شيكاغو، فأسس فيها مدرسة ابتدائية أطلق عليها " المدرسة التجريبية"، فكانت المؤسسة التربوية التي بدأ يطبق فيها أفكاره التربوية ويجربها)[2](. وعلى أثر خلاف بين ديوي ورئيس الجامعة قدم استقالته في عام 1904، وانتقل للتدريس في جامعة كولومبيا، وبقي يدرس فيها ويكتب حتى أحيل على التقاعد عام 1931.