هذه الدراسة أعدها جون هوسبرز (1918/‏‏2011) الذي كان أستاذاً فخرياً للفلسفة بجامعة جنوب كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وله العديد من المؤلفات، منها «مقدمة في التحليل الفلسفي»، و«قراءات تمهيدية في الجماليات»، و«فهم الفنون» وغيرها الكثير. “فلسفة الفن”، دراسة لطبيعة الفن، بما في ذلك مفاهيم، مثل التأويل والتمثيل والتعبير والشكل، ويرتبط هذا الموضوع ارتباطاً وثيقاً بعلم الجمال، والدراسة الفلسفية للجمال والذوق.
الدراسة: (تتمة)
الفن كمحاكاة (تمثيل)
إن وجهة النظر القائلة بأن "الفن محاكاة" قديمة تعود إلى الفيلسوف اليوناني أفلاطون على الأقل، ورغم عدم انتشارها على نطاق واسع حاليا، فإن تاريخها الطويل والمتميز دليل على استمرار سيطرتها على الناس باعتبارها تفسيرا للوظيفة المميزة للفن. ومع ذلك، هناك نقطة اصطلاحية هنا: من أجل الوضوح، يجب التحدث عن الفنانين على أنهم يحاكون في عملهم الأشخاص والأشياء والمشاهد في العالم، ولكنهم يقلدون أعمال الفنانين الآخرين. وهكذا "يمثل الفنان في هذه اللوحة حظيرة وبعض حقول القمح، وأسلوب الفنان مقلد لفنسنت فان جوخ ". سيتم استخدام هذا التمييز هنا، ونتيجة لذلك سيتم التحدث عن هذه النظريات التقليدية للفن باعتبارها نظريات محاكاة وليست تقليدا.
في فترة ما من تاريخ الفن، كتب علماء الجمال والنقاد كما لو أن الطبيعة يجب أن يسجلها الفنان بدقة فوتوغرافية. يمكن القول إن اختراع التصوير الفوتوغرافي (الذي يمكنه القيام بذلك بشكل أفضل من أي رسام) قد أعفى الفنان من أي مسؤولية من هذا القبيل. ومع ذلك، يمكن للفن أن يحاكي الواقع: قد لا تبدو محاكاة المنزل في اللوحة مطابقة تمامًا للمنزل - لا يمكن ذلك، نظرا لأن المنزل الحقيقي ثلاثي الأبعاد واللوحة ثنائية الأبعاد - ولكنه يبدو مثل المنزل بما يكفي لتمكين الجميع دون تردد من تحديده كمنزل.

تقديم
في مقالة سابقة لي كنت ناقشت بعض الأمور والثغرات في منهج ديكارت القائم على الشك المطلق بغية الوصول الى يقينية حقائق الحياة التي تقوم على توليفة تضم حسب ديكارت الله ، الانسان ، والفلسفة في إيلاء تجارب العقل أن تكون هي الفيصل في تأكيد كل ما يتعلق بهذه الأقانيم الفلسفية التي يوحدّها المنهج الافتعالي التعسّفي الشكّي الذي أراد ديكارت تحقيقه وفشل به..

منهج ديكارت الفلسفي الذي ضمّنه أفكاره كتابه الذائع الشهرة الفلسفية ( مقال في المنهج) حيث اتضّح أن ديكارت لم يتمكن من شرح قضايا المنهج الذي وصفه بالعلمي العقلي القائم على الشك قبل التسليم بصدقية أي شيء يصل إدراكنا العقلي له ، ويكون ذلك الشيء من بديهيات الحدوسات التي يكمن برهانها في باطنها بما يصّدقه العقل عنها والإجماع على بديهيتها الواضحة، لتكون استدلالا عقليا في البرهنة على قضية أو قضايا أخرى يطالها الشك غير المحسومة صدقيتها من زيفها.

الحقيقة غير العلمية يتضمّنها الكوجيتو أنا افكر إذن أنا موجود المرتكز المثالي الميتافيزيقي الذي عجز ديكارت عن توضيحه بمنطق انطولوجيا الفلسفة والعلم. حيث يستنبط " الانسان يفّكر وهو موجود من حيث هو مفّكر." 1، ويؤكد منهجه العلمي قوله أيضا " أنا أعرف نفسي الآن موجودا لأني أفكر، ولا أعرف نفسي إلا كذلك، ووجود الفكر علة وجودي، والفكر أشد ثبوتا من وجود الجسم، وطبيعة النفس وماهيتها هي الفكر، والنفس مستقلة عن الجسم ومعرفتها أيسر"2

في هذه العبارة الجوهرية في تفكير ديكارت الفلسفي نستنج المتناقضات التالية :

يبدو لدى غالبية الفلاسفة الغربيين والعرب مثل هذه العنونة غريبة على الفلسفة الغربية المعاصرة مفتعلة على احسن الفروض، فالفلسفة تجريد إفصاحي لغوي نوعي إجناسي متفرد نخبوي يختلف عن الاجناس الادبية مثل الشعر والقصة والرواية والمسرح والفنون التشكيلية. وتختلف الفلسفة عن التجربة العلمية والعملية وتطبيق الايديولوجيا بكافة ما يطلق عليه السرديات الكبرى. في الوصاية على تاريخ الانسان والحياة.
الفلسفة ليست نصا ثقافيا ادبيا تجنيسيا يتقبل (ثيمة) الالتزام علما ان الفيلسوف الفرنسي الشهيرسارتر طرح مثل هذا التساؤل في كتابه ما الادب؟ ومثله فعل هنري برجسون. نال سارتر جائزة نوبل بالادب وليس بالفلسفة ورفض استلامها. اما برجسون فقد منح جائزة نوبل بالادب واستلمها.
هنا اسأل سؤال اجيب عنه راجيا عدم تذكيري توضيح الاجابة عليه اكثر مما احاول اختصره مراعاة ضيق المجال. لماذا لا تمنح جائزة نوبل للفلاسفة وتمنح لجميع الاختصاصات العلمية في الفيزياء وفي الرياضيات والكيمياء وفي شتى ضروب الحياة تليها تخصصات الاجناس الادبية كافة في تسمية جائزة نوبل بالادب؟ الاجابة التي لا ارغب ذكرها في سبب حجب جائزة نوبل عن الفلاسفة هو لان الفلسفة بنية منطقية تجريدية لا تلتزم واقع الانسان والحياة. على خلاف من العلوم والاجناس الادبية. وكذا منعت جائزة نوبل عن الايديولوجيات السياسية الوحشية الممثلة بالعنصرية والابادات الجماعية.
الالتزام في الادب
أوصل صدى ما طرحه سارتر حول الالتزام بالادب في نهاية الستينيات من القرن العشرين إبان إزدهار الفلسفة الوجودية الفرنسية ان بادر الكاتب الروائي الكبير سهيل ادريس صاحب مجلة الاداب اللبنانية بداية السبعينيات دعوة عميد الادب العربي طه حسين تلبيته رغبة اتحاد ادباء لبنان القائه محاضرة حوارية نقاشية امام بعض الحضور من ادباء ومثقفي لبنان يناقشون فيها معه مسالة الالتزام بالادب من وجهة نظر فلسفة سارتر. لا اعتقد تم تنفيذ الدعوة.

 هذه الدراسة أعدها جون هوسبرز (1918/‏‏2011) الذي كان أستاذاً فخرياً للفلسفة بجامعة جنوب كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وله العديد من المؤلفات، منها «مقدمة في التحليل الفلسفي»، و«قراءات تمهيدية في الجماليات»، و«فهم الفنون» وغيرها الكثير. “فلسفة الفن”، دراسة لطبيعة الفن، بما في ذلك مفاهيم، مثل التأويل والتمثيل والتعبير والشكل، ويرتبط هذا الموضوع ارتباطاً وثيقاً بعلم الجمال، والدراسة الفلسفية للجمال والذوق.
الدراسة:
- الخصائص المميزة
تتميز فلسفة الفن عن النقد الفني الذي يهتم بتحليل وتقييم أعمال فنية معينة. قد يكون النشاط النقدي تاريخيا في المقام الأول، كما هو الحال عندما يتم إلقاء محاضرة حول تقاليد المسرح الإليزابيثي من أجل شرح بعض الأدوات المستخدمة في مسرحيات ويليام شكسبير . قد يكون تحليليا في المقام الأول كما هو الحال عندما يتم فصل مقطع معين من الشعر إلى عناصره وتفسير معناه أو مضمونه بالنسبة إلى مقاطع أخرى وقصائد أخرى في التراث. أو قد يكون تقييميا في المقام الأول، كما هو الحال عندما يتم تقديم الأسباب للقول بأن العمل الفني المعني حسن أو سيئ، أو أفضل أو أسوأ من عمل آخر. في بعض الأحيان لا يتم توضيح عمل فني واحد، بل فئة كاملة من الأعمال بأسلوب أو نوع معين (مثل القصائد الرعوية أو موسيقى الباروك ) التي يتم توضيحها، وأحيانا يكون فن فترة كاملة (مثل الرومانسية ). لكن في كل الأحوال هدف النقد الفني هو تحقيق فهم متزايد أو الاستمتاع بالعمل (أو فئات الأعمال) الفنية، وقد تم تصميم بياناته لتحقيق هذه الغاية.
إن اختبار نجاح النقد الفني مع شخص معين هو: هل أدى هذا المقال أو كتاب النقد الفني إلى زيادة أو تعزيز فهم الشخص أو تقديره للعمل الفني المعني؟ يعد النقد الفني مفيدا بشكل خاص وغالبا ما يكون ضروريا للأعمال الفنية التي تكون أكثر صعوبة في العادة، بحيث لا يتمكن الأشخاص الذين ليسوا على دراية بالفنان أو النوع أو الفترة من فهم العمل أو الاستمتاع به بشكل كافٍ إذا تركوا لأنفسهم.
إن مهمة فيلسوف الفن أكثر جوهرية من مهمة الناقد الفني، حيث أن تصريحات الناقد تفترض إجابات على الأسئلة التي يطرحها فيلسوف الفن. يقول الناقد أن عملاً موسيقيا معينا هو عمل تعبيري، لكن فيلسوف الفن يتساءل عما يعنيه القول بأن العمل الفني معبر وكيف يمكن للمرء أن يحدد ما إذا كان كذلك أم لا. في الحديث والكتابة عن الفن، يفترض النقاد أنهم يتعاملون مع مفاهيم واضحة، تحقيقها هو مهمة فيلسوف الفن.

تمهيد:
المقال يعتمد على ترجمة الباحث الفلسفي القدير حاتم حميد محسن  لمقالة الفيلسوف الامريكي وعالم الرياضيات جاريد وارين التي نشرها في مجلة (الفلسفة الآن) عدد اب – ايلول المزدوج. ونشر الاستاذ حاتم ترجمتها على موقع المثقف تاريخ 9 ايلول 2023 بعنوان (الغاز الرياضيات: الابعاد الفلسفية والحلول الممكنة).

مداخلة نقدية
ورد في مقالة وارين:(أن حقائق الرياضيات الخالصة تختلف تماما عن الحقائق العادية. فمثلا حقائق الرياضيات الخالصة هي ابدية. هي دائما كانت صحيحة وستبقى صحيحة. كانت صحيحة عند الانفجار العظيم ان 1+1=2 وستبقى صحيحة بعد تريليون سنة. انها ضرورية وتبقى صحيحة دائما لا يهم بذلك احوال العالم. حتى في عالم بلا انسان سيبقى صحيحا واحد زائدا واحدا يساوي اثنين. كذلك  صحة الحقيقة الرياضية (موضوعية) لاتعتمد اهواء ورغبات اي شخص. ولو نحن نلتقي باناس من المريخ ويقولون 1+1=3 سوف نعرف اننا نفشل بالتواصل معهم ). انتهى الاقتباس.

نحاول تفكيك هذا المنطق الرياضي الفلسفي رغم وضوح لغته التي توهم ماذكره الفيلسوف صحيحا تماما. رغم ان عالم الرياضيات وارين يبسط قضية علمية صارمة لاتقبل خلط ما هو علمي بما هو متخيّل. الا انه يدخل في مقالته الكثير من الاستطرادات الخيالية غير الواقعية التي لا نصيب قليل لها من الحدوث.

قول فيلسوفنا حقائق الرياضيات الخالصة تختلف عن العادية عبارة سليمة تماما لكن كيف؟حقائق الحياة العلمية منها حقائق الرياضيات العلمية ثابتة لا تتغير ولا تتاثر بعامل الزمن دليل قول الفيلسوف بعبارته الغامضة قائلا (الحقائق الرياضية ثابتة لا تتغيربسبب ان لغتنا الرياضية مستقلة عن الزمن). هنا الخطأ البدئي الاول هو الخلط بين حقائق الرياضيات ولغتنا ومفاهيمنا عنها مستقلتان كليهما عن الزمن .والصحيح ان حقائق الرياضيات هي الثابتة المطلقة فقط هي المستقلة عن الزمن. ولا تحضر لغتنا الرياضية هنا عنها سببا محايثا لاستقلالية حقائق الرياضيات عن الزمن وسنوضح هذا اكثر لاحقا.

 "أن نتفلسف يعني أن نقاوم"
إذا كان التنوير بالنسبة لكانط هو "خروج الإنسان من عدم نضجه الذي جلبه على نفسه"، وهو عدم نضج ناجم عن "الافتقار إلى القرار والشجاعة"، فإن الثورة هي شرط الحداثة والفرد المستقل هو أساسها. لقد حدّدت الثورات السياسية تاريخ الحداثة؛ العلم والتكنولوجيا في حالة اضطراب دائم. تستمر الطليعة الفنية في الثورة وإعادة تعريف روح العصر. لقد تعاملت الفلسفة على نطاق واسع مع الثورة والحق في المقاومة. لكن العلاقة بين الاثنين تم فحصها بشكل سطحي إلى حد ما. يتم تناول استكشاف الفلسفة المتردد للعلاقة بين الثورة والحق في المقاومة. فما الذي يسبب العودة الدورية للمقاومة والثورة في مجال التاريخ؟ وهل تستطيع الفلسفة تفسير العودة الأبدية للمقاومة رغم محاولات القانون المستمرة لحظرها؟ وما الذي يجعلنا نقرر المقاومة بصورة جماعية؟ وبأي معنى تصير مقاوما فلسفيا في الفضاء العمومي؟

مصطلح المقاومة سمعناه في المظاهرات المطالبة بالحرية والاستقلال والسيادة وضد الغزو والاحتلال. وهو المصطلح الذي أصبح منتشرا في كل مكان منذ موجات المطالبة بتقرير المصير للشعوب. وهو بالطبع مصطلح يطارد ذاكرتنا منذ الحرب العالمية الثانية: نقاوم العدو، لا نستسلم، نصمد، لا نتفاوض. في مواجهة الرعب، نحن لا نخضع. وفي مواجهة ما لا يمكن تصوره، نبقى واقفين. بعد الاعتداءات، بدا أن المقاومة والتظاهر والتواجد معًا والتعبير عن الاشمئزاز، قبل الفهم أو الشرح أو التعليق، كان رد الفعل الوحيد الممكن، البداية الضرورية. لكن يجب أن أثير هنا شكًا، خوفًا: هل المقاومة، رغم أنها ضرورية، كافية؟ هل يكفي أن نقول "أنا أقاوم"، أن أقاوم الجمود، أن أواجه الغزاة والمحتلين للرد على المعتدين؟

مقدمة
ازداد العنف في السنوات الأخيرة وكان ذلك بين الأفراد فيما بينهم في شكل تنامي الجريمة والنزعات أو بين الأفراد والأنظمة وأجهزتها في شكل تمرد وعصيان واحتجاج وحراك اجتماعي أو عقاب وردع وإلزام باحترام القوانين والإجراءات والتدابير الرسمية التي تتخذها بعض الدول من أجل تنظيم الشأن العام. لقد تسبب تصاعد العنف في الكثير من المخاطر والتداعيات وخلف الاضرار والخسائر وزعزع الاستقرار والأمن والحرية والحق وطرح العديد من الإشكاليات والاحراجات والأسئلة لعل أهمها ما يلي: هل السلطة السياسية عنيفة بالضرورة؟ وهل النظام السياسي يستبعد العنف؟ وهل يمكن اعتبار العنف، كما يعتقد الكثيرون، أساس أي نظام اجتماعي؟ وهل يختلف العنف باسم الدولة اختلافًا جوهريًا عن جميع أشكال العنف الأخرى؟ وأليست أعنف قوة هي اللاعنف؟ وهل يمكن أن يكون العنف علاجاً للظلم؟ وهل الغرض من القانون إلغاء العنف ام امتصاصه؟ وهل العنف القانوني عنف؟ وهل عقوبات القانون هي شكل من أشكال العنف مثل أي شكل آخر؟ وهل من الصواب محاربة العنف بالعنف؟ وهل العواطف هي أصل الاضطرابات السياسية؟ وما العمل للحد من العنف والتقليص من تداعياته والتخلص من مضاره؟ وأيهما أنفع للحياة السياسية الأيديولوجيا أم اليوتوبيا؟ وكيف يمكن تخطي اطلاقية المثالية السياسية للعبور نحو إمكانية الواقعية السياسية؟ الا ينبغي ممارسة النقد والمحاسبة في القرار السياسي لكي تتطور الحياة السياسية نحو الافضل وتفتك الشعوب المزيد من الحقوق والحريات؟ وماهو النظام السياسي الاجدر؟

 يبدو أن الكتاب من عنوانه يهتم بالنقد الاشتراكي للحداثة. وهو بالمناسبة تيار فلسفي نقدي يستند إلى المبادئ الاشتراكية ويستهدف تحليل الحداثة كظاهرة فلسفية واجتماعية. ويروج للتفكير النقدي الذي يركز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية في تطور الفكر الحديث، والتغييرات التي أحدثتها الثورة الصناعية والرأسمالية، كما تبين لي من خلال نظرة أولية في متن الكتاب. وبالتالي، يمكن القول إن هذا النقد الاشتراكي -في نظرنا- يبين أن الأفكار والقيم التي تنشأ في إطار الحداثة، تعكس هذا النظام الذي يحافظ على التفاوت الاجتماعي ويعزز الاستغلال الاقتصادي. سيصدقني القول الكاتب فريد لمريني الأمر. لأن في نظره أيضا، ومن خلال النقد الاشتراكي غالبا ما يتم التركيز على النقاط الضعيفة في المشروع الحداثي، مثل التركيز الزائد على الفرد والانفصال عن المجتمع، والتركيز على الربح المادي والاستهلاك، والتجزئة والتشتت الاجتماعي. لكن في الكثير من الاحيان يعتبر هذا النقد الاشتراكي للحداثة أن هذه العوامل تؤدي إلى تفاقم التفاوتات الاجتماعية وإلى فقدان التوازن في العلاقة بين الإنسان والطبيعة.
يسعى الكاتب إذن إلى استكشاف وتقييم البدائل الاشتراكية للحداثة، ويركز على أهمية تطوير نظم اجتماعية تتمحور حول المساواة الاقتصادية والسياسية. نجده توفق في أن يبين ان النقد الاشتراكي للحداثة في الفلسفة يمتلك عددًا من الشخصيات المهمة، الذي نجده توفق في اختياره لها، من بينها جورج لوكاتش (Georg Lukács)، وارنست بلوخ (Ernst Bloch). اذ يُعتبر جورج لوكاتش من الفلاسفة الماركسيين الذين قدموا تحليلاً نقديًا للحداثة وتأثيرها على الفرد والمجتمع. كما ينظر إلى الحداثة على أنها عملية تحويلية للمجتمعات، حيث يتم تحويل هياكلها وثقافاتها وتحولاتها الاقتصادية. وناقش كثيرا تحرر الفرد وتحوله من النظام التقليدي إلى المجتمع الحديث والرأسمالي، واستعرض العواقب المترتبة على هذا التحول وما يتعلق به من تجزئة وتفكك اجتماعي. أما ارنست بلوخ، فهو كذلك أحد الفلاسفة الماركسيين الذين ركزوا على النقد الاجتماعي للحداثة وتأثيرها على الهوية والثقافة. يبدو أن بلوخ كما فهمت من خلال كتاب "النقد الاشتراكي أن الحداثة"، قد أدت الحداثة إلى تفكك الهوية الإنسانية والتشتت الثقافي، وقد تسببت في فقدان الروابط الاجتماعية والانفصال بين الفرد والمجتمع. الامر الذي دفع بلوخ الى نقد التركيز الزائد على النجاح المادي والاستهلاك في المجتمع الحديث، ودعا إلى استعادة الروح الإنسانية والتواصل الاجتماعي العميق.

ملخص:
قبل سنوات، نشر كريستيان غودان في مجلة الفلسفة والعلوم الإنسانية الإلكترونية مقالة يلخص مضمونها في كون الفكرة الحديثة عن الكارثة تظهر في نفس الوقت كامتداد وقطيعة مع الفكرة الأسطورية والدينية عن نهاية العالم. الكارثة هي مطلق المخاطر والحوادث. إنها تمثل الحدث في أبشع حالاته. هل هناك كوارث موضوعية أم أننا نتعامل مع فكرة مركزية بشرية مرتبطة بالخطر الخارجي؟ هل تعتبر الكارثة بوصفها انقطاعا جذريا (هذا هو معناها الرسمي في الرياضيات) استثناءً أم أنها تقع ضمن إطار انتظامات يمكن تحديدها؟ يتضمن هذان البديلان خطين دلاليين رئيسيين: خط الكارثة الإنسانية وخط القطيعة الموضوعية. وبينما استخدم فولتير زلزال لشبونة لتحدي النظام الإلهي للطبيعة، كان روسو أول من حدد الإنسان باعتباره المسؤول الوحيد (وليس الشخص الوحيد المعني) عن الكارثة. إن زيادة وتكثيف قوة التكنولوجيا على البيئات الطبيعية والاجتماعية أكدت إلى حد كبير حدس روسو هذا. أما الكارثية، فيمكن أن تكون عاطفية واستراتيجية بشكل متناقض، مما يضاعف ما يمكن أن تكون عليه هذه الظاهرة من بشاعة، ولكنها أيضا رائعة.

المقال:

كانت الرؤى الأولى لنهاية العالم دينية. ويمكننا أن نتحدث هنا عن ثابت حقيقي في المخيال الإنساني: لقد آمنت جميع المجتمعات بحقيقة الكوارث الماضية أو المستقبلية. لكن هذه الكوارث التي تثيرها الأساطير نادرا ما كانت كاملة، وعندما كانت كذلك، كان لها ما يبررها كوسيلة للتجديد. حتى لو استبدلت الغائية اليهودية-المسيحية رؤيتها الخطية الموجهة لمسار الأشياء، بصورة الدورة، التي تميز الأديان القديمة، فإن فكرة التجديد هذه لن تختفي: في الواقع، إنها بالفعل إنسانية جديدة يجب أن تنشأ بعد الكوارث التي أعلن عنها القديس يوحنا في يوم القيامة.

رفضت عقلانية العصر الكلاسيكي هذه الميلودراما الكونية والإلهية لصالح فكرة التقدم الذي يحققه الإنسان نفسه. في نهاية القرن الثامن عشر، استطاع كانط أن يكتب أن فكرة نهاية كل شيء لا تنبع من التفكير في المسار المادي للأشياء في هذا العالم. لكن ذلك على وجه التحديد لم يعد صحيحا اليوم. يقول بيتر سلوتردايك في صيغة مأخوذة عن سارتر، إنه ليس خطأنا ولا من قدرنا إذا كنا نعيش في عصر تكون فيه نهاية الإنسان شيئا معتادا بشكل يومي.

وحتى قبل الحروب العالمية، والشمولية والإبادة الجماعية التي دمرت المسرح العالمي، أوحى الفن والموسيقى الحديثان بهذه الرسالة الرهيبة: من الآن فصاعدا، يعيش الإنسان تحت علامة الكارثة. وحدث هذا في نفس اللحظة التي لم بعد فيها يؤمن بنهاية العالم. ومن ثم، فإن فكرة نهاية العالم لن تظل معلقة إلا لفترة قصيرة جدا من الزمن، بين كانط وهيروشيما. من أعراض نقطة التحول هذه تغير الضوء الذي يغمر الخيال العلمي: لقد حلت الأسطورة السوداء محل الأسطورة الذهبية.

تمهيد:
اننا لكي نحاول سد الثغرات الغائرة الخاطئة التي تخترق هيكل وجسد تاريخ الفلسفة كما اشارت له نظرية التحول اللغوي وفلسفة اللغة ونظرية فائض المعنى التي بدأت مطلع القرن العشرين وتبلورت الى نضج فلسفي متشظ منتصف القرن العشرين في تنصيب فلسفة اللغة الفلسفة الاولى على هرم مباحث الفلسفة يلازمها في المقدمة تنحية مبحث الابستمولوجيا الفلسفة الاولى القارة في تاريخ الفلسفة منذ ما قبل القرن السابع عشر عصر ديكارت.
بات على رواد الفلسفة المعاصرة بعد دخول فلسفة اللغة نفق التشظي الفلسفي اللغوي المسدود اعقاب ما جاءت به فلسفة اللغة وعلوم اللسانيات. التوجه نحو مراجعة أخطاء افكار الفلاسفة على مر العصور وليس تحميل تاريخ فلسفة اللغة الاخطاء المتراكمة في البحث عن حفريات معرفية جديدة غير مسبوقة تقودها قراءات حديثة تبدأ من دراسة اثنولوجيا تاريخ الاقوام البدائية التي ليس لها تاريخ كما فعل شتراوس وليس انتهاءا بالخروج على جميع طروحات عصر الانوار والحداثة كما وليس وقوفا امام مرحلة ما بعد الحداثة مع الفلاسفة الذين يرغبون مجاوزة ما بعد الحداثة الى ما بعدها.. اللغة ليست مشكلة الفلسفة بل اراء الفلاسفة التضليلية الخاطئة هي المشكلة.

وهم الجدل الهيجلي

سبق لي وكتبت أكثر من مقال منشور لي على مواقع ومنصات الكترونية تتوزعها مؤلفاتي تعنى بالفلسفة والفكر طعنت بها حقيقة الزيف الجدلي الهيجلي المثالي ليس من منطلق رؤيته الفلسفية المثالية الدارجة عنه من ان كل شيء يتم بالفكر قبل سيرورة الواقع. بل لما امتاز به جدل هيجل من تلفيق مصطنع كان مثار ليس تشكيك كبار الفلاسفة الذين عاصروه، بل الاهم ان هيجل صاحب الجدل التلفيقي لم يكن مؤمنا هو بما يقول به عن جدله فلسفيا كونه كان على دراية كاملة انه يبحث عن جدل تخييلي وسط تلاطم امواج من التلفيق والتنظير الانفصامي عن صيرورة الواقع وحركته التطورية بمعزل عن الحياة.  

تمهيد : علاقة الزمن بالاشياء علاقة ادراكية محايدة بالدلالة المعرفية لا يقوم الزمن بها بل بدلالتهما المتواشجة معا "الزمن والاشياء" ندرك العالم والطبيعة والموجودات.
علاقة الزمن بالاشياء ليست علاقة جدلية ديالكتيكية. بل هي علاقة ادراكية معرفية فقط كون الزمن محايد في عملية الادراك. ادراك الشيء موجودا حسيا او خياليا تسبق معرفته والوعي به عقليا. الادراكات الحسية هي نقل انطباعات ادراكات الحواس للاشياء في المرورالوقتي بالذهن وهذه الانطباعات الحسيّة هي مرحلة اولى على طريق المعرفة العقلية والوعي بالمدركات.....الوعي العقلي يسبق التعبير اللغوي عن المدركات. الوعي لافيزيائي مجرد ينتجه العقل المادي كما ينتج تفكير اللغة ولا غرابة بذلك.
الزمن لا يعي ادراك الاشياء بدلالته ولا الاشياء تدرك الزمن ذاتيا الا بدلالة ثالثة اخرى تكون وسيطا بينهما هو حركة جسم ما . حركة الشيء تعني ادراك دلالة الزمن ولذا يطلق سقراط على الزمن انه مقدار حركة جسم او شيء لكن الزمن في ماهيته الجوهرية غير المدركة عقليا ليس حركة.. الوعي يدرك ذاتيته من خلال محايثة موضوعه له والوعي لازمني بالنسبة لادراك موضوعه.

الوعي القصدي والموضوع

حين لا نستطيع تعريف ماهو الوعي الا بدلالة غيره من حلقات سلسلة المنظومة الادراكية العقلية  التي تبدا بالحواس وتنتهي بالدماغ. فكيف يعي الوعي موضوعه ويدركه بالاحاطة به والتعبير عنه؟

مخترع الوعي القصدي بالفلسفة هو الفيلسوف السويسري هيرمان برينتانو 1831 – 1917 وهو عالم نفس ايضا. حاضر بالفلسفة وعارض النقد الكانطي وانصب اهتمامه على علم النفس. كان تاثيره شديدا على تلميذه ادموند هوسرل فيلسوف الظاهريات (الفينامينالوجيا) وبدوره اي هوسرل كان له التاثير الاقوى على فلاسفة الوجودية مارتن هيدجر، بول سارتر، ياسبرز، جبرييل، ميرلوبونتي واخرين جمعتهم الهجمة الشعواء التي شنوها على كوجيتو ديكارت انا افكر اذن انا موجود حتى اصبحت مقولة ديكارت تفلسف  من لا شاغل له بالفلسفة.