انفاس التقى هابيل وقايبل بعد موت هابيل. بينما كانا يتمشيان في الصحراء تعرف أحدهما على الآخر عن بعد، لأن الاثنين كانا طويلين. جلس الشقيقان على الأرض، أوقدا ناراً وأكلا. كانا صامتين على طريقة الإنسان المتعب بعد زوال اليوم. في السماء أطلت نجمة، للآن لم تكن تتسمى باسم بعد. على ضوء النار، لاحظ قابيل شق بضربة حجر في جبهة هابيل، فأسقط قطعة الخبز من يده التي كان ينوي دسها في الفم، وترجاه أن يغفر له جريمته.
أجاب هابيل:
ـ هل أنت الذي قتلتني، أم أنا الذي قتلتك؟ فأنا لا أتذكر شيئاً؛ المهم أننا مع بعض مرة أخرى.
ـ الآن أعلم أنك في الحقيقة قد غفرت لي ـ قال قابيل ـ؛ فأن تنسى، معناه المغفرة. أنا سأحاول كذلك أن أنسى.
فقال هابيل بتمهل:

انفاس 

هدير السيارة يزعج صمت الليل، لقد رست تماما، لكن هديرها ما زال يزعج الصمت، مدت المرأة يدها تحرك الرجل الذي ينام  إلى جانبها .  قال لها : إني لست نائما. قالت: سمعت ؟ قال: لقد جاء دوري إذن. في قلب الليل يحدث ذلك، يقومون بزيارات خاطفة ويمضون سريعا ... لكنهم يتركون آثارهم دائما. كان كل السكان الآن قد أيقظه هدير السيارة. توقعوا ما هنالك، توقعوا ما سيحدث  .  قالت المرأة للرجل الذي ينام إلى جانبها: هل سيقتحمون الباب؟ قال لها: إذا لم يفتح الباب فسيقتحمونه،
قالت له:  لماذا لا يأتون في النهار؟ لماذا يتسترون بالظلام في مثل هذه العمليات؟
أيقظ هدير السيارة الطفل الذي عمره سبع سنوات، فتح عينيه في ظلام الغرفة وظل ساكنا. كان لغطهم، في الخارج قد بدأ يعطي علامة على أنهم سيتحركون الآن. هدير السيارة توقف. الذين أطلوا من خلال الظلام على الشارع، رأوا السيارة الكبيرة تطفئ انوارها .

في الغرفة الصغيرة تتردد أنفاس الثلاثة منتظمة. بدأ يفكر ماذا سيفعل، وكان اللغط مستمرا في الخارج، والذين كانوا يطلون من فجوة النافذة رأوا سيجارة يشعلها أحد ركاب السيارة .
الآن عرف الجميع أنهم قد تحركوا، فقد سمعوا صوت الأحذية الثقيلة تضرب الرصيف. الذين كانوا يطلون من النافذة متسترين بالليل، رأوا أصحاب السيارة الكبيرة قد انقسموا  أربعة هم في الطريق وثلاثة آخرون ظلوا داخل السيارة. اثنان منهم كانا يدخنان. قال الرجل: الأفضل أن ألبس الجلاب. قالت المرأة : ضع تحتها معطف الصوف. قال الولد الصغير: خذ معك جميع مسدساتي، إنني لا أريدها الآن. قال الأب : لا ... دع لك مسدساتك. قال الولد : ستشتري لي غيرها في عاشوراء. قالت الأم: إنهم قادمون، ارتد ملابسك بسرعة. قال الطفل : يكذبون علينا في المدرسة. قالت الأم: هل سيعذبونك ؟ قال الرجل : إنهم لا يتشاورون في هذا الأمر .

مفضلات الشهر من القصص القصيرة