Anfasse02130فاتحة الموضوع
     لَقَدْ شهدتْ بلدان جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى خلال القرن المنصرم عدة تغيرات وتحولات لعل أبرزها تتمثل في نتائج مرحلة الحكم الاستعماري التي أيقظت حركات النضال والاستقلال ، فتعددت الجهود المبذولة لبناء دول المنطقة بعد هذه المرحلة المظلمة .
     لِذَلِكَ ، فإن عدة دول أفريقية قد شهدت قلاقل كبرى نتيجة لحكم الحزب الواحد ، والانقلابات العسكرية، والإمبريالية الجديدة ، وحركات النضال من أجل الديموقراطية والتعددية . عالج المفسرون والمفكرون والعلماء والقادة السياسيون أسباب فشل المجتمعات الأفريقية مقارنة بالنمو السريع الذي شهدته عدة آفاق وأمصار في آسيا وأمريكا اللاتينية ، كما تعقبوا حركات النضال التي تطالب بالديموقراطية ، وحكم القانون وحقوق الإنسان ، واهتموا بقضايا المرأة المسلمة ، حيث بذلت جهود كثيرة لتمكينها من المساهمة الفعالة في بناء مجتمعها . وقد تم تجاوز الممارسات المجحفة التي كانت مهيمنة في ثمانينيات القرن الماضي ، إذ كان يتم تهميش المرأة المسلمة في دول جنوب الصحراء الكبرى التي مازال فيها تاريخ النساء المسلمات يشوبه كثير من الغموض والتعقيد ، وقلة التدوين ، وانعدام الموضوعية ، وحرية التعبير  .
     حَاوَلَ عدة مفسرين (( وضعيين ))  positivists / تجريبين ودارسات في المجال النسوي تسليط الأضواء على الظروف التي تعيشها المرأة المسلمة في بلدان جنوب الصحراء الكبرى ، وتحدوا صعوبات الحصول على المعلومات والعينات الكافية ، وإنجاز الدراسات المتخصصة . نجدهم يقدمون بعض التقديرات الأولية من خلال نماذج محددة :

Anfasse02128من إشكاليات أدبنا الفلسطيني داخل إسرائيل، محدودية الجانر الروائي في إبداعنا المحلي. لا اعني بتعبير محدودية عدم وجود أعمال روائية أو غياب الجانر ألروائي إنما ما أعنيه ان الرواية في أدبنا الفلسطيني داخل إسرائيل لم تأخذ مكانها كلون أدبي له وزنه ومكانته، كما هي الحال في القصة القصيرة عامة والشعر على وجه التحديد.. وخاصة في التصدي للرواية الصهيونية!!
يمكن الإشارة إلى عدد من المحاولات الروائية الجيدة في إبداعنا المحلي … مع ذلك يبقى الفن الروائي بعيدا عن أن يشكل تيارا ثقافيا يمكن الإشارة إليه..وأعتقد ان غياب الرواية لا يعني  أننا نفتقد لنصوص روائية، ولا أتحدث هنا عن قيمتها الفنية، وهي قيمة هامة، إنما أعني ان روايتنا لم تدخل بعد في المواجهة للرواية الصهيونية.
عالج الناقد الدكتور حبيب بولس (1948 – 2012) موضوع الجانر الروائي في ثقافتنا داخل إسرائيل، بمٌقالين متتابعين أولهما "لماذا لا نملك جانرا روائيا؟" والثاني "عود على قضية الكتابة الروائية".طبعا تناول المفهوم الأونيفرسالي للرواية، وهو مفهوم هام للغاية، جاء في مقال د. حبيب بولس “في رأيي أن الأسباب الرئيسية التي تقف عائقا أمام تطور هذا الجانر تنقسم إلى فئتين: أسباب عامّة، أعني بها الأسباب الخارجة عن إرادة المبدع وأخرى خاصّة نابعة عن المبدع نفسه. من الأسباب العامّة سببان هامّان هما طبيعة الظروف التي نعيشها أولا وقلّة المرجعية لهذا الجانر محليّا وفلسطينيا ثانيّا. أمّا السبب الرئيس الخاص فيعود إلى عدم قدرة المبدعين لدينا لغاية الآن الموازنة بين الخطابين: التاريخي/ الأيديولوجي/ الواقعي والخطاب الإبداعي/ الروائي/ التخيلي..”

Anfasse2124     يعد مصطلح الإلهام من المصطلحات التي شاعت منذ القدم في ميراثنا البلاغي والنقدي للشعر، وهو سرّ من أسرار الكتابة الشعرية، ابتداء فإن البحث في المطلب اللغوي لهذا المفهوم نجده ينحدر من جذر "لَهُمَ" بمعنى: ابتلع مرة واحدة، وأوحي إليه، لقّنه إياه ووفقه له، ورجل لَهُوم رَغيب الرأي عظيم الكفاية، وبالتالي فهذا المصدر يدل على إلقاء في النفس أمر فيستجيب له، هكذا نخلص إلى أن الإلهام هو الإلقاء في النفس والرأي الراجح والكفاية عند الشخص، كما أن المصطلح له علاقة بعدة مصطلحات أهمها: الحدس، الموهبة، النفس الإنسانية، الصدفة الشعرية، التخييل، القلق المبدع، الطبع، الإبداع وغيرها من المفاهيم التي تدور حول فلك الشعر والإبداع عموما، فالشاعر مُلهم لأنه يرى ويُوهب ما ليس لغيره من الناس، ومن خصائص هذا المفهوم، ارتباطه بالشعور والأحاسيس وعدم القدرة على التحكم فيه، فهو قوة قاهرة تحلّ على الشاعر ويستجيب لها، وغالبا ما تأتي في لحظة الصفاء، أو أثناء الإلقاء على سرير النوم، أو موقف أزمة الناتجة من مصادر الحياة المختلفة، إن الإلهام يُغيب الشاعر عن ذاته لحظة ويحظر في فكرة يتعقبها للقبض عليها، وقد عجز الباحثون والمحللون كشف جوهر هذه الظاهرة رغم تطور أساليب البحث العلمي، خاصة مبحث علم النفس، لكون المفهوم يتجاوز حدود العقل والذاكرة، وكل ما هو مادي وواقعي، ومرتبط بعالم الحلم والغيبيات.
 

Anfasse2123توطئة : ما الكتابة الشعرية وكيف نكتب الشعر ؟؟
الكتابة الشعرية ،هي الفسحة التي ينزوي في ركنها الشاعر متسلحا بشطحات الخيال ،ورحابة التأمل ،وتنوع الثقافة ،بالإضافة إلى الموهبة ،ليتفحص عناصر الكون  عنصرا عنصرا بمزيج من الذاتي والغيري والعابر والظرفي والتاريخي والحلمي ، قاطعا كل مسافة بين عالمه الداخلي والعالم الخارجي في توحد تام ،ليعبّر عما يتختر في قلبه من ألم وجراح ،خلفتها ضربات السهام المقبلة من المحيط ،وبالتالي إعادة ترتيب فوضى الأشياء المتنافرة في وضع لائق وجميل ،موغلا في مناطق المجهول بحثا عن النور ،عما يضيء السراديب المعتمة والأنفاق الغامقة ... الكتابة الشعرية إذا ،هي محاولة إدراك  الأسرار المبهمة للحياة والكون لفك أزرارها ... هي أولا وأخيرا محاولة الإجابة عن سؤال أو أسئلة عالقة ..
1ــ ماهو الشعر إذا؟؟
الشعر من أرسخ وأقدم أشكال التعبير الفنية التي عرفها الإنسان ،وهو جنس أدبي مشترك بين جميع الشعوب والأمم، يتميز بمخاطبة الجانب الوجداني والتخييلي والرمزي في الإنسان ،بالتعبير عن المواقف ،والصور والمشاعر ،تعجز اللغة العادية عن القيام به أو التعبير عنه ،الشعر يعكس معاناة الإنسان ،وقلقه إزاء الغموض والغرابة اللذين  يكتنفان مظاهر الحياة ،وأسرارها وآفاقها ،الشعر يجسد أسمى وأرقى القيم التي يكافح من أجلها الإنسان لتحقيقها ، كالحرية والحب والحق والخير والتسامح ،والاحتواء وقبول الاختلاف ،والرأي والرأي الآخر،كما يحقق متعة فنية  ولذة جمالية تسُر القلوب ، وتنعش الروح .

anfasse20115يُطل صاحب في "شرعية الاختلاف" أو "مفكك ابن خلدون" كما يشاع في دوائر النخبة، بتأليف غاية في التعقيد، مُنحل من كل التصنيفات الإبداعية، فلا هو بسيرة ذاتية، ولا هو برحلة، ولا هو بسرد درامي محض، يستقرأ من خلاله شظايا ذاكرة تاريخية سادرة نحو النسيان، وواقع أصلد يعتصر ألما على زمان هادر، عابرا بسرديته نحو فضاءات وأمكنة متغايرة، تنتحب فيها ذاكرة الماضي، ويتداخل فيها الميتولوجي بالتاريخي، الرمزي بالواقعي، المتخيل بالمعاش، في سرد إبداعي جميل، يمزج بين أسلوب الجملة المقتضبة، ويُكسر بنية السرد بين ضمير يتكلم وسارد مُفترض، بين سلاسة تُضمر عمقا مكنونا في خبايا لغة مُذوَّتة تنطق بلسان الجماعة، علَّها تجد تشفيعا لذاكرة الأحفاد بعد مذلة الأجداد.(ص 79).
   نافدة "مرايا الذاكرة" للمفكر المغربي علي أومليل، الصادرة عن منشورات المركز الثقافي العربي، سنة 2016م، أشبه بمتحف في ذاكرة الجسد العربي والاسلامي، تستغور رحلة الإنسان في الزمان والمجال، تكتب عن الآل والمآل، عن أمة تملَّكت ناصية الزمان، وصارت في مداره ومركزه، قبل أن تطرد منه، وتعيش على هامشه، حينما دارت عليها دوائر التاريخ ( ص66)، وانكفأت محاصرة  في جغرافيا تصدها من الشمال والغرب، ومن الجنوب في الصحراء، قبل أن تحاصر شرقا من طرف غزاة عثمانيين( ص112 )، فهل هي لعنة الجغرافيا؟ التي جعلته كما يقول المثَل الأمازيغي "كقنفُذ انكفأ عليه غربال، يرى النور من الخارج يتسرب من ثقوب الغربال ولا يجد طريقا للخروج".

anfasse14114مدخل :
تتحدد العلاقة بين الكاتب والقارئ عادة وفق المسافة التي ينشؤها الكاتب مع الواقع ويقدم نصه من خلالها، عارضا مواقفه وأحكامه السياسية والاجتماعية والفكرية، ومختزلا المفاهيم والرؤى التي يقوم عليها الفعل القرائي الذي يتحمل الكاتب مسؤولية تبليغه للقناعات التي يرتكز عليها، وذلك بالتفسير والتحليل، وتحريك الوعي، وتسليط الضوء على القضايا المصيرية التي يلعب فيها عنصرا العرض والتخييل دور الوسيط المحفز لاستقبال العلامات المؤثرة في البنية الثقافية لأي مجتمع من المجتمعات .
من هذا المنطلق تتأسس الكتابة الروائية عند الكاتبة الجزائرية (ليلى بيران) التي تميل إلى معايشة فنية للواقع الجزائري عبر مجموعة من الروايات تعرض فيها أحوال المجتمع الجزائري من نواحي عديدة ومختلفة.
قراءة في رواية (بصمات):
تتسلّم الكاتبة في رواية (بصمات) زمام الفعل السردي مستخدمة ضمير (الأنا)، ومعلنة حالة من الحضور الإنساني الذي يتفاعل مع الظاهرة الاجتماعية والثقافية الجزائرية من خلال تدفق حيّ لمجموعة من الصور الحياتية المكثفة الدلالة والرؤى، فتبدو مصرّة على مناجاة التاريخ البشري بأشكال تناصية شتى لا تقف عندها لمجرد العرض أو الإخبار، بقدر ما تجعل منها محمولات تراثية إنسانية لحاضر الفكر والثقافة والمجتمع الجزائري الجديد والتغيرات التي طرأت وتطرأ على واقعه المتنامي باستمرار. 

anfasse14113 احتفت التجربة الشعريّة التونسيّة بتوظيف الرمز لما فيه من امتلاء وخصوبة، إذ يفتح أمام الشّاعر والقارئ معا فيضا من الإيحاءات، التي لا تنتهي إذا أحسن الشاعر استعماله على حدّ قول يونغ " هو أحسن طريقة للتعبير عن شيء لا يوجد له معادل فكريّ آخر"[1]

        وقد أضفى الرمز على العمل الشعري ثراء في أبعاد الصورة الشعرية واتجاهاتها، ولعلّ اعتماد الشعراء على الرمز في صورهم وتعابيرهم هو إدراكهم بأنّ لغة الشعر يجب أن تبتعد عن الوضوح، فكان الرمز وحده القادر على إضفاء الإيحاء والعمق على القصيدة، التي تصبح عالما من الرموز مليئا بالأفكار والدلالات الجديدة، التي يكتسبها بالرمز والتي تكمن خلف حدود النصّ الشعري، إذ "حين لا ينقلنا بعيدا عن حدود القصيدة ونصّها المباشر، لا يمكن الإدّعاء بأنّه رمز، الرمز هو ما يتيح لنا أن نتأمّل شيئا آخر وراء النصّ، فالرمز قبل كلّ شيء معنى خفيّ وإيحاء"[2].

    إنّ الشعر التونسي في اتجاهه الجديد حاول أن يستخدم الرمز وسيلة، ليفجّر من ورائه أفكارا ومقاصد، أراد الشاعر إيصالها للقارئ العربي، والتعبير عن أفكاره بصفة غير مباشرة.
     مثلما أسلفنا الذكر من خلال التعرّض لبعض العوامل والتغيّرات، التي ساهمت في دخول الرمز والكتابة الرمزية إلى المنظومة الشعرية العربية والتونسيّة خاصّة، فقد كان لهذا الأسلوب في التعبير أثر كبير في نفوس الشعراء التونسيين، إذ لم تكن تخلو أيّ قصيدة حديثة من هذا النمط التعبيري، أو هذا الأسلوب الفنّي، الذي تعرّضنا له خاصّة في التجربة الشعرية الحديثة، التي أصبحت تأخذ من سمة الرمز أداة تعبيرية، لتسافر من المكان إلى اللاّمكان ، وتتخطّى المحدود إلى اللاّمحدود.

anfasse14111الصلاة أهم ركيزة من ركائز الإسلام، فـ"الصلاة عماد الدين". لا ينطبق هذا على قيس ابن الملوح، ليلى تشغله حتى بالصلاة، بل هي صلاة في الصلاة :

وَإِنّي إِذا صَلَّيتُ وَجَّهتُ نَحوَها بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها كَعودِ الشَجى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا...
أُصَلّي فَما أَدري إِذا ما ذَكَرتُها اِثنَتَينِ صَلَّيتُ الضُحى أَم ثَمانِيا.

بل يمكن أن نعتبر أن قيس قد أصدر فتوى تخص الحج، حين يقول :

إذا الحجاج لم يقفوا بليلى
فلست أرى لحجّهم تماما
تمام الحج أن تقف المطايا
على ليلى وتقريها السلام.

لا تمام للحج إلاّ برؤية وجه ليلى، باعتبارها شعيرة دونها يسقط الحج ! كل محاولات هدي قيس باءت بالفشل ! "فإن كنت مطبوباً فلا زلت هكذا وإن كنت مسحوراً فلا برأ السحر" !

مفضلات الشهر من القصص القصيرة