لا يسعني، هنا إلا أن أضمّ صوتي إلى أصوات كثيرين غيري ممن طالبوا، من دون تردّد، بإيقاف عرض مسلسل «في حضرة الغياب»، الذي يجسّد حياة وتجربة الشاعر الراحل محمود درويش، بعد وصلات الابتذال التي طالعتنا بها الحلقات الأولى من هذا العمل الدرامي الباهت، مضمّناً صوتي إلى صوت الكثيرين ممن يجأرون: أنقذوا محمود درويش..
كنا نتوقع أن يُنصف هذا العمل الشاعر الراحل محمود درويش بأداء معقول، إلى حدٍ ما، وكنا نظن أن خبرة الممثل فراس إبراهيم، ومعه حسن يوسف كاتب السيناريو، والمخرج أنزور يمكن أن تفضي إلى عمل درامي نوعي هذا العام، ولا سيّما أنه يحاكي قامة شعرية سامقة، تركت أثراً من شعرها عند أجيال وأجيال، بيد أن الصدمة كانت مهولة ابتداء من أولى مشاهد هذا العمل الكارثي المبتذل الذي غاب فيه محمود درويش الشاعر ولم يحضر الممثل البارع الذي استطاع محاكاته بشكل مقبول.
فإلى جانب الاعتراضات الكثيرة التي سُجلت على المسلسل، ومنها رداءة تقمّص الممثل فراس ابراهيم لدور الشاعر الكبير، وسطحيته وافتعاله في التصدي لمثل هذا الدور، المركّب والمعقد، وما كيل له من عجز في أدائه لشعر درويش بسبب الأخطاء اللغوية الهائلة التي شابت هذا الأداء، يمكن أن نضيف هاهنا سبباً آخراً لعله أسهم في تدني مقبولية الجمهور العربي للدور الذي جسّده فراس ابراهيم لشخصية الشاعر محمود درويش.