بحكم شغفي بالنبش في الخطاب الفلسفي الغربي الذي تراكم في المواقع الرقمية منذ بداية الأزمة الوبائية التي اجتاحت العالم بأسره، وقع اختياري على مقال مكتوب بالإنجليزية، منشور بموقع theconversation بتاريخ 29 أبريل الأخير ويحمل توقيع فيتوريو بوفتشي، أستاذ الفلسفة السياسية بإحدى الجامعات الإرلندية، مهتم بالظلم الاجتماعي وبفلسفة حقوق الإنسان.
ينطلق الكاتب من مفهوم "الحالة الطبيعية" عند الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز (1588-1679) مستشهدا بأقواله من أجل وضع القارئ أمام أهوال تلك الحالة، لكنه يقدم في ثنايا مقاله مخارج ممكنة للانفلات من قبضة الحالة الطبيعية الهوبزية. لنتابع.

"ان كل الفلسفة ملتزمة، وإن لكل الفلسفة العظيمة سياسة"
تقديم:
موريس ميرلوبونتي فيلسوف فرنسي ولد سنة 1908 وتوفي سنة 1961 تأثر بفينومينولوجيا هوسرل وبالنظرية القشتالتية النفسية التي وجهت اهتمامه نحو البحث في دور المحسوس والجسد في التجربة الإنسانية بوجه عام وفي المعرفة بوجه خاص. من أهم كتبه بنية السلوك وفينومينولوجيا الإدراك الحسي.
يمنح موريس مرلوبونتي لفن الحوار مكانة بارزة في أسلوبه الفلسفي ويخوض تجربة النقاش مع الغير بغية الاتصال بالجمهور وعرض أفكاره وتحليل نظرياته للعموم والخروج بالفكر الفلسفي من الجامعة الى المجتمع وذلك لأن المطلوب من أي مؤلف هو اعتناء التفسير بمختلف المشاكل التي يطرحها في صيغة أسئلة ولا التعرف على المذهب العقدي الذي يتبناه والشرح الدقيق للنصوص التي كتبها باللغة الأكاديمية.

كل علامة تتضمن أو تستلزم ثلاثة أنواع من العلاقات. النوع الأول علاقة داخلية، وهي التي تصل بين الدال والمدلول. ثم هناك علاقتان خارجيتان: أولاهما افتراضية هي التي تجمع العلامة بمخزون خاص من العلامات الأخرى، من بينها نختار العلامة المرغوبة لندرجها ضمن الخطاب؛ وثانيتهما فعلية متحققة داخل الملفوظ، وهي التي تربط العلامة بغيرها من العلامات التي تسبقها أو تتلوها.
النوع الأول من العلاقات (الداخلية) يتجلى بوضوح في ما يسمى عادة الرمز؛ فالصليب مثلا يرمز للمسيحية، جدار الفيدراليين يرمز للكومونة، واللون الأحمر يرمز لمنع السير؛ سنسمي هذه العلاقة الأولى علاقة رمزية، رغم أننا لا نجدها في الرموز فقط، ولكن نجدها أيضا في العلامات، ( ويمكن اعتبارها بمعنى عام جدا رموزا اصطلاحية خالصة).

"لم أفهم أبداً الأدب إلا من حيث هو مشاركة في العالم... إذا لم يكن كل شيء، فإن الأدب ليس شيئًا... لذا لا يوجد أدب واضح ، ولكنه في عمق العالم"
تمهيد:
اذا كانت الفلسفة نخبوية بالأساس وتتكلم بلغة مفهومية مجردة صعبة القراءة والتقبل وتتحرك ضمن فضاء أكاديمي وتعيش في برجع عاجي منغلق على ذاته، فإن الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر وجد لها الحلول والوسائط البيداغوجية الضرورية لكي تتجاوز أسوار الجامعات وتصل الى الجمهور وتكسب الكثير من القراء والمتابعين من خلال تكلمها لغة الأدب والمسرح، وتخترق الثقافة الشعبية عن طرق النقد والالتزام والتطرق الى قضايا الناس والتفكير في شؤونهم اليومية وتقدم حلولا ملموسة لمشاكلهم الفعلية.

باعتباري مهتما بقراءة ما يكتبه فلاسفة الغرب عن جائحة فيروس كرونا منذ بداية انتشارها، أجريت اليوم بحثا في محرك غوغل لأقرأ مقالا فلسفيا جديدا ذا صلة بالوباء. في الصفحة الأولى من نتائج البحث الكبيرة العدد كما تعلمون، وقع ناظري على خطاب من تأليف الفيلسوف الإيطالي سيرجيو بينفينوتو Sergio Benvenuto، رأى النور على صفحات .journal-psychoanalysis.eu يوم 2020/03/02. وبما أن هذا النص منشور هنا باللغة الإنجليزية فلا شك في كونه نتاج ترجمة من اللغة الإيطالية، ولا ضير من ترجمته إلى اللغة العربية انطلاقا من الترجمة الإنجليزية.

"أنا لست اختصاصيا في الفيروسات ولا في علم الأوبئة، ومع ذلك فقد تكونت في ذهني فكرة - رغم أني عشت أكثر من سبعين عاما، وبالتالي أنا من بين الأشخاص الأكثر ضعفا - عن كوني غير خائف من فيروس كرونا على صحتي. بالنسبة لي، قد تكون هناك أسباب احتمالية، مثلا عندما أسافر على متن طائرة: يمكن أن تتحطم، ولكن يبقى ذلك من المستبعد جدا. في الواقع، مات حتى الآن فقط 364.459 شخص في جميع أنحاء العالم نتيجة للفيروس. ولا مجال لمقارنة هذا الرقم بأعداد ضحايا الحربين العالميتين. أولئك الذين ماتوا في إيطاليا بالوباء ربما عددهم أقل من أولئك الذين قتلوا في حوادث السير بالإضافة إلى وفيات حوادث الشغل. باختصار، أنا لست خائفا من العدوى، لكني أكثر قلقا بشأن رد الفعل الاقتصادي لبلد مثل بلدي، الذي هو في تراجع مستمر منذ التسعينيات. بعد كل شيء، الفقر يقتل أيضا.

في الواحد والعشرين من شهر يونيو 1995 دُشِّن بشكل رسميّ الجامع الكبير بمونتي أنتانّي في روما. تدشينٌ فخمٌ، جرى بحضور كبار ممثّلي الدولة وشخصيات دينية مرموقة؛ لحدث بالغ القيمة ثقافيا وسياسيا، بشكلٍ ما يطغى طابعه السياسيّ على طابعه الدينيّ. ويغلب طابعه الديني طابعَه الروحيّ. بدون شك جلية قيمته التاريخية والرمزية.

جامعُ روما، الذي يعود بالنظر إلى المركز الثقافي الإسلامي بإيطاليا، هو مؤسسة رسميّة. يتشكّل مجلسه الأساسيّ من ممثّلي سفارات البلدان الإسلامية، وبالطبع حتى في ما يتعلّق بالجانب المعماري، فهو أهمّ مَعْلَم إسلاميّ بإيطاليا. كما يعدّه العديد أكبر مركز إسلاميّ على المستوى الأوروبيّ، حتى وإن كانت المنافَسة في هذا المجال متنوّعة. جامع في روما -المدينة الخالدة-، في العاصمة العالمية للمسيحيّة، موضوع لا يمكن الاستهانة به، حتى في ظلّ تعقيدات اللعبة الدبلوماسية الدينية الداخلية في العالم الإسلامي. لذلك من المجدي استعراض التاريخ، وتجنّب الاقتصار على الراهن منه.

" نهاية الدولة وانقضاء رغبات السيادة ليست للغد ، لكنها تعمل في عالمنا. ما لا يمكن التنبؤ به ، كما هو الحال دائمًا ، هو الزمن أو بالأحرى سرعة هذه الطفرات الحتمية".

تقديم:

يفترض انتقال البشرية بعد انتشار فيروس كوفيد 19 في كافة أرجاء المعمورة واصابة الملايين بهذا المرض ووفاة الآلاف من الناس في ظل غياب الدواء وعدم توفر تلقيح ودخول غالبية الدول  في الحجر الصحي الشامل من عالم مابعد 11 سبتمبر الى عالم مابعد الكورونا ، ومن هيمنة العولمة المتوحشة عن طريق الآلة الاقتصادية والعسكرية الى تعاون الشعوب على تفكيك العولمة عبر الآلة الطبية الصحية.

لقد تمت ترجمة هذه المقابلة مع فيلسوف التفكيك جاك دريدا للحديث عن نهاية السيطرة الأمريكية على العالم وبداية تشكل أقطاب وقوى اقليمية أخرى وعن علاقته بوطنه الأم الجزائر والفلاسفة الفرنسيين. فكيف قرأ دريدا حدث 11 سبتمبر 2001؟ ولماذا ربط قيام العولمة المتوحشة بالإرهاب الديني؟ وماهو موقفه من الاسلام؟ والى أي مدى تبنى النظرة الاستشراقية والحكم المتحامل على العرب والمسلمين؟ ماذا يقصد بالتفكيك؟ وماهي علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية؟ وكيف طرح السؤال الايتيقي بجدية؟ عن أي سياسة أممية مابعد ماركسية يتحدث؟ وهل يمكن بالفعل بناء مقاومة جذرية للعولمة تنقذ الانساني؟

"هذه الأزمة تدفعنا إلى التساؤل عن أسلوب حياتنا ، وعن احتياجاتنا الحقيقية المتوارية خلف أشكال اغتراب الحياة اليومية"
في مقابلة مع لوموند ، يعتقد عالم الاجتماع والفيلسوف أن السباق من أجل الربحية وكذلك أوجه القصور في طريقة تفكيرنا هي المسؤولة عن عدد لا يحصى من الكوارث البشرية التي تسببها جائحة كوفيد 19. لقد اختارت الصحيفة تحليله لهذا الانفجار العالمي ، وأزمته متعددة الأبعاد ، وما سيكون عليه العالم بعد ذلك. والحق أن إدغار موران هو عالم اجتماع وفيلسوف ، ولد في عام 1921 ، مقاتل مقاومة سابق ، عالم اجتماع وفيلسوف ، مفكر متعدد التخصصات وغير منضبط ، الطبيب الفخري من أربعة وثلاثين جامعة حول العالم ، إدغار موران ، منذ 17 مارس ، محصور في شقته في مونبلييه مع زوجته ، عالم الاجتماع صباح أبو السلام. من شارع جان جاك روسو ، حيث يقيم مؤلف الدرب 2011 والأرض-الوطن و1993 والذي نشر مؤخرًا مذكراته في دار فيارد 2019 ، وهو عمل من أكثر من 700 صفحة يتذكر فيه المثقف بعمق القصص والاجتماعات و "التجاذبات" الأقوى من وجوده ، ويعيد تعريف العقد الاجتماعي الجديد ، وينخرط في بعض الاعترافات ويحلل الأزمة العالمية التي " تحفز بشكل كبير ".