abstrait-gris-clair"فالإنسانية للناس هي الرباط، فينبغي أن يتسالموا بالإنسانية"[1]
مسألة الاتصال والانفصال بين الفلسفة الاغريقية والفلسفة العربية الاسلامية ما يزال يثير متعة البحث وربما أهم إشكالية التي مازالت محور اهتمام المؤرخين هي مجال الاتباع والإبداع لدى حكماء العرب بالقياس الى حكماء الاغريق وفي هذا السياق يمكن اختبار مفاهيم الارادة والاختيار والعدل عند الفارابي وتقصي مظاهر التقليد وملامح التجديد في فلسفة الضاد.
هل أسهم العلم المدني في تأسيس فلسفة خاصة بالملّة؟ وكيف جعل الفارابي مفهوم الملة في خدمة المدينة الفاضلة السعيدة؟ ولماذا وضع الملة بجوار علم الكلام وعلم الفقه؟ وأين وجه الطرافة والجدة في الحركة الفلسفية التي دشنها الفارابي حضاريا؟ والى أي مدى بقي العلم المدني يخضع الى هيمنة الفلسفة النظرية؟

hegel-youngعلى خلاف هذا الموقف الكانطي، نجد الفيلسوف  فرد ريك هيجل يتخذ موقفا نقيضا، بل يصب جام نقده على موقف كانط فيكتب إبان إقامته في ييناIéna - وفق ما أورده الأستاذ عبد الرحمان بدوي - ما يلي: "لقد ارتكب كانط خطأ فادحا عندما أكد أن المرء لا يتعلم الفلسفة بل التفلسف، كما لو أن المرء يتعلم النجارة لا كيف يصنع مائدة أو كرسيا أو بابا أو مقعدا أو ما إلى ذلك.." و في موضع آخر من نفس الرسالة يورد ما يلي: "يتم التمييز في العادة بين المذهب الفلسفي و عملية التفلسف ذاتها، هكذا، وبمقتضى هذا الوباء الحديث فإن موضوع التعليم في الفلسفة ليس هو محتوى الفلسفة وإنما هو التفلسف، أي صورة الفلسفة، و معنى ذلك أن نسافر دائما من غير أن نقف على المدن والأنهار و البلدان و الشعوب..." وفي رسالة أخرى إلى نيتهامر يكتب هيجل، ثانية،  ما يلي: "لا يمكن إجراء أي تدريب شكلي بغير الشكل وبغير المضمون. فلا يستطيع المرء التفكير بلا أفكار ولا الإدراك بلا تصورات. إن الأفكار والتصورات يجب تعلمها".

abstraitتحد العصبيات من توازن الإنسان النفسي والأخلاقي، وتؤزم علاقته مع الآخر وتربِك تفاعله مع العالم. وعند الاقتراب من الفن بسواد عصبية ما، يتعثر فهمه كجوهر لإذكاء الخبرات الجمالية فتنحدر قراءته من الاسترسال بالانفعال التذوقي مع مكوناته، الى قراءة اخبارية موجزة تشوبها النعرات بحثا عن مضامين أو ظواهر من داخل جغرافيا الوطن أو جغرافيا القومية أو جغرافيا العقيدة وحسب صعيد العصبية وشدة نهمها.

nitchehشذرة البدء " الإنسان ليس سوى مرحلة وسيطة، لا هدف لها سوى الإنسان الأعلى " فيلهلم نيتشه .
صدقا ما قيل في نيتشه، فما من فيلسوف عانى و تمرغ في زفرات الألم، و أهات المحن و المعانات، كتلك التي عانقت جسد نيتشه و جذبته باتجاهها، و جرته لها حبا و طمعا ، لتلاصقه كل الصور النفسية القلقة، و كل الأفكار التشاؤمية التنويرية، فاضحة سوداوية كل تجاربه، و رهافة حسه و شفافية رؤيته، و بعد بصره و بصيرته، لتفرده فيلسوفا سابحا لوحده ضد التيار، إذ لا يتقاطع مع التقليد الفلسفي في شيء، إلا في استنشاق هواء العقل و التعقل، ليجعل من فلسفته تعبيرا صادقا عن جنونه العقلي، الذي لا يعرف الحدود، و لا يستوعب لهيب العقبات، مفهما الآخرين أن التفلسف الحق، هو الانتصار للملاكمة الفكرية، و إعلاء لمبدأ المطرقة، و تقنيات الهدم و التخريب، لبناء ارستقراطية الإنسان، و مثالية السوبرمان .

أهلا وسهلاanfa2222
نشكركم في بادئ الأمر على هذا التواصل الفكري والعلمي في قضايا الفكر العربي

بداية من هو الدكتور يوسف بن عدي؟
يوسف بن عدي باحث مغربي في مجال الفكر الفلسفي العربي،باحث يؤمن أن المعرفة هي نمط من الكينونة وتصريف لها في مقولات ومناهج وتصورات حتى يصير منتوجا ثقافيا وفكريا يسهم بدوره في نهضة المجتمع والحضارة. أنا باحث في شؤون الفكر وأدواره أتطلع إلى لحظة الإبداع والتجديد عن طريق إعادة النظر في طرق تفكيرنا واليات اشتغال العقل،بل قل إن المعرفة هي تحقيق التوازن المتوتر بين الرغبة والإرادة. تنطلق قناعتي من أساسيات فلسفية وفكرية من قبيل أن المعرفة والفكر إنما ينشدان لغة الاختلاف والتسامح بدلا من الارتداد الابستيمولوجي إلى دهاليز الهوية القاتلة و الحقيقة المطلقة والقهر الإيديولوجي.يوسف بن عدي باحث تقلب تفكيره بين مسارين أو مدارين:

abstrait-eteمرحبا بكم على هذا الموقع
بداية من هو الدكتور عبد الحكيم صايم؟
أستاذ بجامعة وهران منذ 1989 ساهم في تأسيس قسم الفلسفة مع الأستاذ القدير البخاري حمانة و الأستاذ الفاضل عبد اللاوي محمد و الزملاء زرارقة عطاء الله ـ رحمه الله ـ وبن مزيان بن شرقي و سواريت بن اعمر. و هذا إنجاز مهم لأن منذ أستقلال الجزائر احتكرت عاصمة الوطن أي الجزائر بعض التخصصات، و مثل هذا الإجراء أي تأسيس قسم الفلسفة بوهران أعاد الإعتبار لمادة الفلسفة التي كان يدرسها أساتذة من تخصصات أخرى كعلم النفس و علم الإجتماع و العلوم الإسلامية .

Jean Paul Satreحسب معجم "لالاند" يحمل الوجود عدة معان منها الوجود "بذاته en soi " كوجود بمعزل عن المعرفة, و الوجود في التجربة أي واقع الوجود الماثل حاليا في إدراك الأنا و وعيه أو على الأقل ماثلا كموضوع اختبار ضروري رغم عدم راهنيته. كذلك هناك الوجود كحقيقة حية و واقعة معاشة في مقابل التجريدي النظري. ثم الوجود المنطقي حين تعطى مجموعة أفكار معينة واقع أن صنفا ما لا يكون خاليا عادما في المدلول. و نورد هنا ما استهل به "جان بول سارتر" كتابه "الوجود و العدم L'Être et le Néant" من المفاهيم التي يجب استحضارها عند التعاطي مع هذا الموضوع، ألا و هي:

 

dr driss haniمرحبا بكم على هذا الموقع
س: بداية من هو المفكر إدريس هاني؟
ج: كائن متطلّع إلى الإنسانية الحقّة من خارج سطوة الهوية المركبّة وآثارها على الكائن. وخارج الأطر التي باتت محدّدا للإنسان والسّلط التي تمسخ أو تؤطّر حرّيته وحقوقه. حدث أن قاده قدره إلى الانشغال المعرفي على شيء من القلق به يتمثّل كينونته المميزة كإنسان أدرك أنّ لا حدّ له سوى اقتداره على التخارج النوعي؛ أي إمكانية أن يتعالى ويتدانى في عالم الإمكان. ثم بعد أن رأى أنّ معركته داخل الفكر الدّيني هي معركة فهم وتسلّط أيديولوجي وإشكالية توظيف سياسي وتصريف سيكولوجي للعنف المادي والرّمزي؛ فاختاره أيضا ميدانا لفضح واحدة من أبرز وأقدم تمثّلات الإنسان، والتي أحسن وصفها بهاء الدّين العاملي في رسالته الشهيرة: "التّديّن والنّفاق؛ على لسان القطّ والفأر" محور ورقتي في مؤتمر لتكريم العالم المذكور في بيروت قبل أسابيع. إنّه باختصار وبكثير من التواضع: باحث عن معنى للحرّية في زمن الالتباس المعجمي والقهر السياسي وتدفّق السّلط.

roger garodi f" الحوار بين الأديان هو مبادلة ومشاركة في تجربة البحث المشترك عن الله والبحث عن المعنى"[1]
توفي يوم 13 جوان 2012 الفيلسوف الفرنسي المسلم رجاء جارودي عن عمر يناهز 99 عام وكان قد ولد بمرسليا يوم 17 جويلية 1913. ولا ينكر أحد تأثير تجربة جارودي السياسية والدينية والفلسفية على جيل كامل من المثقفين العرب الذين أعتبروه واحدا من المناضلين الغربيين الذين وقفوا الى جانب القضايا العربية وأصدروا مواقف مبدئية مشرفة واعترفوا بالمجهود العلمي والإنساني للحضارة العربية.
 لقد كانت حياته مليئة بالتقلبات والبحث عن الحقيقة وكانت هجرته من الماركسية الى الاسلام ومن ثقافة الغرب الى ثقافة الشرق ومن المادية الى الروحانية ولكنه ناهض بشدة الصهيونية والامبريالية وكل الايديولوجيات وانتصر الى القضايا العادلة للإنسانية وآمن بالقيم الكونية ايمانا صوفيا دينيا وتعرض للاضطهاد من قبل غلاة اليمين الديني والليبرالي والمحافظين الجدد ولكن ناصر  الشعوب المضطهدة واصطف الى جانب الحرية الانسانية والتثاقف بين الشعوب والنزعة السلمية التسامحية بين الأديان.

anfa2222بداية  من هو الفيلسوف فتحي المسكيني؟
عجيب أمر السؤال "من؟" كيف يختزلنا إلى هذا الحدّ. كأنّه يمكن فعلا لأيّ شخص أن يعرّف "نفسه" بهذا اليسر والصرامة أو الاطمئنان. أنا من مواليد سنة 1961 في مدينة جميلة تقع في الشمال الغربي من تونس، اسمها "بوسالم". كما ترى أنا من مكان مسالم، والسؤال "من ؟" يتطلب أكثر من ذلك. يقول نيتشه إنّه نادرا ما يكون المرء شخصا. فما بالك بالذي يحمل تهمة أو وزر "الفيلسوف". وهذه تهمة ثقيلة. أنا ناصفت القرن منذ سنة وصرت إذن من قدماء البشر. أحمل دكتوراه الدولة في الفلسفة، وأخجل من تصنيف الناس حسب شهائدهم. لأنّ من تمدرس في قلبه، وهذا شيء عرفناه بفضل الثورة، ربما كان أقرب من جميع الأستاذين إلى محبة الحقيقة وحمايتها بجسمه الكريم. أنا حضري مؤقت أو مزيّف، بوجه ما،  لأنّ طباع جبال الشمال وآداب مجاورة الوادي الكبير (مجردة) لا تزال تحت أنفاسي كأوّل مرة. وإن كنّا نعود إلى القرية، كما قال سلوتردايك، بشكل "ما بعد تاريخي". لم نعد جزء منها، لكنها لا تزال جزء منّا.

11111كلام على هامش تصريحات عبد الله العروي في مجلة زمان، و كتاب طه عبد الرحمن الجديد "روح الدين" حول تسييس الدين.
تشكل العقيدة، و الدين بشكل عام إحدى محددات الفعل السياسي للعقل العربي  المتبلور عبر سيرورة من الزمن، بتداخل خصوصيات عربية و روافد من الفكر الأجنبي، الفارسي منه بشكل أخص، كما هو الشأن مع رسائل ابن المقفع مثلا التي ساهمت في رسم هرمية المجتمع العربي، و تحديد اختصاصات النخب المُتَزلِّفة من السلطان، و طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تقوم بين مختلف طبقات المجتمع. و من أهم خصوصيات الفكر السياسي العربي جمع الحاكم الذي قد يتخذ صفة خليفة أو سلطان أو ملك، لاختصاصات دينية و سياسية، بالمعنى المتداول السائد للمفهومين. و إذ نحن نشخص واقع تداخل المحددات الدينية و السياسية في يد الحاكم، فإننا لا بد أننا نصبو إلى حل هذه العقدة بما يسمح من رفع الفعل التسيدي للحاكم بواسطة التدبير الديني لا تكريس هذا الواقع.
فعلا، لقد حاول الفكر العربي بعد نهضته النسبية أن يعيد النظر في العلاقة بين الدين و السياسة بما يحفظ لكل واحد حدوده و مجالات تدخله، ثم كان ملحوظا اتجاه الفكر السياسي العربي نحو الاحتذاء بواقع الحداثة الغربية التي عملت على إرساء قواعد فكر سياسي يستبعد الدين باعتبار الشطط في توظيفه –وهو الأغلب- واحدا من أسباب الاستبداد و إضفاء الشرعية عليه، شرعنته التي تتم بواسطة رفع الفعل السياسي النسبي بطبعه لملامسة كمالات العالم الغيبي المطلق، و طيه بألوان القداسة و الجلال، كما هو شأن كل كيان سياسي يتوسل بالدين في "نجاعة" السياسة.