يقال لنا، لِمَ تخصيص عدد من مجلة "فكر" للجنسانية بدل الحب؟ أليس الحبّ عبارة جامعة، و القطب الصاعد والمحرّك الروحي؟ يقينا، ولكن الجنسانية موطن كلّ الصعوبات، وكلّ التردّد، والمخاطر والمآزق، وموطن الفشل والغبطة.
عندئذ، لا شيء نخشاه أكثر من الهروب في وضح النّهار؛ ولا شيء نرجوه أكثر من أن نزيح عن القارئ عتمة غِنائية إيروسية - روحانية . لقد فضّلنا إذن بحثا في الجنسانية عن مدح للحبّ، حتّى لا نتجنّب أيّ صعوبة من الصعوبات التي تجعل وجود الإنسان بوصفه وجودا شِقِيّا، وجودا إشكاليا. يخترق الاختلاف في الجنس البَشَرِيَّةَ بطريقة أخرى غير اختلاف النوع و اختلافٍ اجتماعي، وبطريقة أخرى أيضا غير اختلافٍ روحي. ماذا يعني هذا؟
سنمنح الكلام بالدور للعالِم والفيلسوف، للنقد الأدبي، وللإنسان العادي؛ وسنشابك المساهمات المطوّلة بالأجوبة المختصرة لأولئك الذين تفضّلوا بالإجابة عن أسئلة الاستبيان الذي نجده مبثوثا طوال خلاصة هذا العدد من المجلّة؛ وسنحاول من خلال المقالات والأجوبة تتبع الخيط الناظم لتأمّلات أقرب المشاركين في المجلّة. و سأحاول من جهتي أن أكشف في مقدمة عملنا الجماعي هذا، نتوءات تساؤلنا، وأوّلا دهشتنا أمام أعجوبة وإلغاز الجنس.