Tableau-abstrait-Le-puit-redimentionn-البئر أظلم عميق..
سمعت صراخهم..
_أتسمعون يا رفاق؟، هنالك من يصرخ..
_عاد لما كان عليه..
_أنت تسمع ما لا نسمع، و ترى ما لا نرى..
_عدت الى جنونك من جديد..
_الدليل اننا خمسة افراد، و لم نسمع شيئا..
حطمت دائرة الأذرع المغلقة، المبطنة بضحكات السخرية و الاستهجان..

VOL-abstraفي طريقهِ ٳلى مقهى "توارج" صادف بشاعتها .. لا لم تكن بشعة كان جمالاً وحشياً ولم يكن مستعداً بما يكفي من الفراغ لملاطفتها حينَ اقتربت منه  لثوانٍ معدودة .. فاجٲه القرب ٲولاً لكنه استسلم فالتصقت به وشعرَ بمثاليتها ما ٳن وضعت يديها على كتفيه كزوجة ، قال لها ٲنتِ مثاليّة في تطرّفكِ كهيجل.
 قالت له بل ٲنا رومانسية كروسو  وعقلانية كديكارت عندها سرقت قلبه ، بالحق كانتْ لاتزال تواصل سرقة قلبه ضمّها ٲكثر فهو لم يصادف امرٲةً تدرك فنّ اختلاف المدارس وتطويعها جسدياً ... كانت حلماً ٲراد ٳنهاءه بقبلة ‏فقاطعته :
- لا تكن عبداً لمعتقدك ولا تحرم ذاتك من متعها الصغيرة‏ حتى لو كنتَ مشغولاً لٲن احتمال تكرارها ٲقل من 3%

en marche12234اَلمرايآ المُنكَسِرة تَخْدِشُ جروحَ الْقَلْبِ التّي لمْ تَندَمِل بعدْ.. شَظايآها منْ حوْلي كَثيرةُ الثرْثرة، لا تَزالُ تذْكُر ضَوْء القَمر الحزين، الكُرسيُّ الْعَتيق، وَ شَجرةُ الزيزفونِ الرآقصة علىَ ايقآعاتِ الخُشوعْ..
وُجوههآ كَئيبه،، تمآمَا كَـ كَآبةِ لَيْلتِنا العَجوزْ.. وَ هيَ تُرتّلُ علىَ مَسامِعنآ أشْعارَ الصمْتِ قَبْلَ الحُبّ بِـ قَصيده.
أَرىَ فِيها وَجهَ القَمَر المُحمرّ خَجلا، و أزْهآرُ التَوْليبِ مُخضّبة بِـ أحمَرَ لا يليقُ بِها، وَ الفُستآنُ الأسوَدُ الذّي أرْتَدي يَصيرُ "حُبّا"، وَ نَسمآتُ اللّيل تُمْسِكُ روحي تُرآقصها.. وَ أنت.. أنتَ تَبْتَسمْ  كَـ وَجْهِ الصُبْحِ بَعدَ الدُموعْ..

peinture abstraite1223بدون سابق إنذار وقفت أمام شباك الاعتراف في شموخ نبيل، وكأنها تُهِّم بأداء أغنية أوبيرالية  أو تستعد للعب دور كليوباترا، كانت نظرتها بالرغم من الضوء الخافت تحمل أكثر من معنى للحياة، رسمت علامة الصليب على صدرها ثم قالت بصوت مبحوح أشبه بصوت ملائكة السماء عند تسبيحهم للرب :
    ــ تبدأ القصة منذ هاته اللحظة بالذات وليس لها أي امتداد في الماضي...
صمتَت برهة ، وانتبهت بدوري لهذه العبارة الغريبة التي لم أستطع فك شفرتها، فخلتها رسولا بهيئة امرأة، أرسلها الرب لي بعد أن بدأت أرتاب في بعض معاني الإنجيل، ارتعدت فرائصي لهذه الفرضية، لكني استجمعت كل قواي بعدئذ، وبين قرارة نفسي رهبة أمام هذا الشبح، لدرجة تمنيت أن تكون أمامي ورقة، وفي يدي قلم بغية تدوين اعترافها، هذا إن كان اعترافا. وبينما هممت برسم علامة الصليب وطلب المغفرة من الرب أردفت قائلة بنفس الصوت، ونفس النظرة، ونفس التحدي:

paintbrushضاع العمر يا ولدي
عبارة نقشها الصبر على جدران الحقيقة،
مذ انتابني أول مخاض ؛
كي أضع الابتسامة جنينا معاقا،
لا يستوي على ملمح.
أقامت الدمعة حفل عقيق بحضور ما مات مني.
أما ما تبقى،
فقد كان عند براح المدينة الساخرة؛
حيث الوجوه تعاقر العصي التي وضعها الواقع عائقا،
في طريق عجلة الزمن.

lead-abstrفي حارتنا لم يكن الونش يحظى باحترامٍ يذكر، رأسُه الثقيل الأشعث أثار غيظنا، وكرشه زاده قُصرا .. لكننا كنا إذا ما غاب؛ افتقدناه .. وذهبنا إلى باب بيتِه، ننادي جماعةً :
يا ... ونش!
أبوه صاحب الشارب الكبير يخرجُ؛ لتقدح عيناه، ونحنُ نقفز متباعدين:
روحوا .. يا .. أولاد الكلب!
لكن الونش كان يأتينا، يغافله، ويأتينا . ..
دوما كنا نضربُ الونش، من شاء يضرب قفاه .. ومن شاء يقرصُ خديه الواسعين .. أو ينتف شعره المتهدّل المتسخ .. وهو يوزع الابتسامات .. وفقط يهمهم:
اسكت يا رجل!

abstr-terroهدأت أصوات الرصاص، أنين و ارتطامات بالأرض، بكاء و عويل، لحي تطارد رائحة العطر، بنادق موضوعة على مؤخرات رجال يساقون إلى الأمير. آخرون خائفون يهتفون الله أكبر، عاش الأمير. أطفال خائفون مبهورون لا يفهمون ما يقع. تكدس نسوة جميلات هناك في آخر الشارع كقطيع. كل هذا كان يمر أمام سمع و بصر سميح كلقطات متتالية من فجوة تحت الحطام ،الذي لولا السارية التي حمت نصفه العلوي لهشم رأسه. نسي رجله التي لم يعد يحس بها ، لعلها بثرت، وظل يراقب و ينصت لما يجري في الشارع، و ينتظر قدره.

aquarelle-vallieresتبسّم النّهار خجلا لمّا فاجأته الشّمس ممدّدا في حجر اللّيل يغمغم حُلما.
نسائم تتلوّى من حرّ في الفضاء. المدينة تنهض من نومها على صفير القطار كسلى منتفخة الجفون ومنبّهات السّيّارات تنوب عن أصحابها في إضرام العراك الصّباحيّ بعد نَوْم أرِق.
تضوّعت ذاكرة المنزل، في غفلة من دلاء الماء وشراسة المكانس، روائحَها القديمة العطنة، وتنهّدت أركانه أسفا على شعب من الحشرات والقوارض الصّغيرة والزّواحف والطّيور الدّاجنة كان يعْمُرُه موفور الأمن والغذاء. 
إثر ليلة عمل مُضْن، كان الجوّ يعبق بعطور المبيدات الحشريّة وسوائل التّنظيف، والجدرانُ المفعمة بللا تلتمع ويتأوّد منها بخار أمْيَسُ استثارته لمسات الشّمس.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة