anfasse.orgهكذا ينام وهكذا يستفيق على وقع مغزاها.لكن لماذا هي تضيع في كل لحظة ظانا أنه ممسك بتلابيبها؟أحقير هو وملعون لعنة الأبالسة؟ويا للأسف,كم تمنى أن يغدو وجبة,جيفة تنهشها الأكاسرة,لتلقي به بعد انتهاء حفلتها من تلك النافذة التي تتلاعب بأضواء العمود الكهربائي في الخارج,خالقة لذيه نوعا من الهذيان الطيفي داخل غرفته...                         &n bsp;                         &nb sp;                   
انه الغم الميتافيزيقي يهيم على روحه,مقتنعا بقواه الواهنة على أنها تستطيع أن تضع بعض الترتيب على فوضى عارمة تهز عوالمه..اضطرام أصوات صاخبة متداخلة,يثير فيه ألوانا من الوحدة القاسية,ضروبا من القسوة المتوحدة في عوالم الاضطراب الفظيع.غب هذا النضال المرير مع تجريد يقبع زواياه,ليس هناك شيء سوى اللامعنى يسيجه ,يخنقه...فعندما لا يستطيع الإنسان أن ينعم  بقسط ضئيل من الراحة الداخلية,فالأجدى به أن ينتحر في بواطن تناقضاته  ويتلاشى في التواءات دروبه الماحلة,ليبحث هناك عن طلقات رصاص تدوي في أعماقه...

anfasse.org- يحكي حميد: تختنق في الذهن ذكريات.وفي العينين غشاوة من فرط ضبابية الأشياء. في الصدر ألم يقوى ويشتد مع الأيام. وأحلم بفضاء جديد...لم أعد أطيق الإختناق...
- يتابع الحكاية :
أعبر كل المسافات، رغم ما في نفسي من ألم يسحق كل ما أريد،أعير الابتسامة لكل سيزيفات العالم،في صدري قنابل موقوتة تتوالد كل دقيقة،وكل ثانية.
يحولني الباطرون الى "روبو" أقول في كل وقت نعم أعيش في ذاكرتي وحلمي ،تقودني رجلاي إلى حيث تحدد المسير
  - قهوة عصير...
  - نعم-نعم
  أوزع بطاقات "اللوطو"و أستعطف القدر...لو نسيني بين الوجوه...مائة مليون ،مائتين،أربع مائة...على مدى الساعات أتمنى ، أحلم أشتهي ،أطلب/أطلب ،ولا ترحم أيها القدر...

anfasse.orgبفرح عارم ،استقل الشاب ، وزير التربية الوطنية والتربية غير النظامية ومحو الأمية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، في دولة الشمس و الفصاحة ، الطائرة باكرا هذا الصباح متوجها الى الصين ... سيشارك في الندوة الدولية حول التربية المبكرة للأطفال على الابتكار والاختراع...
كم كان يتمنى أن يزور هذا البلد البعيد ...سيحضر قليلا ، يستمع قليلا ، يأخذ لنفسه صورا عديدة داخل قاعة الندوة ، مبتسما مسلما ، ثم يتجول كثيرا ، يتذوق الجمال الصيني بكل اطمئنان ،ويشتري الكثير من الهدايا للأحباب و لكاتبته الجديدة ... نزل من الطائرة ،مشى في مطار شانغهاي مزهوا بقامته المديدة وأحلامه الجميلة ... ورن هاتفه المحمول :آلو ...هنا تعديل حكومي ، وقد أصبحت في اطار التعديل الجديد وزيرا للفلاحة والبحث الزراعي والتنمية القروية والصيد البحري ،و يتعين عليك الالتحاق بعد أسبوع بالخرطوم للمشاركة في الندوة العربية الهامة حول أهمية روث البهائم في تطوير مردودية الزراعة المسقية ...

anfasse.orgما كان يخاله خطوطا حمراء لا تـُمَـس  اُختـُـِرق .. ما كان لديه سرا من الأسرار اْنْتهٍك ... ما كان مْعتبرا لديه رمزا للقوة الطاغية في لحظة الهيجان انطمس ..  أصيب في الفحولة .. في الأنا العليا والسفلى ..
 صْبرُ وصْبرٌ .. خمْر وخمْرُ .. لم يبق إلا الحشيش وجميع أصناف المخدرات كي يسكـّن ما ارتجّ في الدواخل ..
 سيكرع من السم الزعاف إن أمكن .. الموت أهون من الهُون ..
إذا لم يكن من الموت بد ** فمن العار أن تموت جبانا
 قرر بعد تفكير مُمِضّ ، أن يجعل حدا للحدود التي سيّجها حول نفسه ... صّبر نفسه مرارا على المرارة ..
ألهذا المدى انهزم التاريخ  ، وارتد منكـّسا آلاف السنين إلى الوراء  ؟؟ أينك يا بن  خلدون؟؟  لقد  تواريتَ .. ووارى الثرى ما خطـّته يمينك ..
نظرياتك  – يا بن خلدون ــ حول التقدم والعمران ، لم يصدُقْ منها إلا الاندحار في القعر..
 أنتَ من أمة ضحكت من جهلها الأمم  ... أما التقدم المزعوم فخرافة عربية ما لها من سند..

anfasse.orgبعد عمر طويل؛ وجهود مضنية ، وأحلام دفعتها أحلام فأبادتها ،  تخرج أومو وإيزيس من الجامعة ، ولأن قطار الزمن لا يرحم كان لابد عليهما من الحصول على عمل مهما كان ، وبسرعة  تتيح لهما تأسيس أسرتين صغيرتين تكونان امتدادين لهما في ما يأتي  من كر هذا الزمن .
مقتنعين بأن الرزق قرين السعي؛ قاما  باتصالات مع الجهات والمصالح والمصانع والإدارات المختلفة، ولاتصافهما بأخلاق رفيعة، وليونة في المعاملة ، وإشفاقا عليهما ، وبغية دفع أذى البطالة  ، وذل المسغبة عنهما عيينا كناسين ، في كبرى مدن  الوطن العزيز ، منصب لا يليق بهما في نظرهما ، ولكنه تكرم عليهما في نظر أولى الأمر ، ودائما تجد : في المسألة قولان.
رضي أومو وإيزيس بالحرفة الجديدة ،واكتسب كل منهما لقبا : أومو الزبال ، وإيزيس الزبال. وفي نهاية الشهر قبضا أجرة، تساوي أجرة زملائهما المعينين في مؤسسات أخرى، فارتاحا لذلك، لان الاختلاف بينهما وبين زملائهما لا يتجاوز المظهر، وهذا ليس له تأثير كبير. بل على العكس أحبا الحرفة وعرفا قيمتها ، خاصة أنهما كانا بعد الانتهاء من العمل ، وبعد استيقاظهما من النوم ، وتغيرهما لملابسهما يخرجان للنزهة في الشوارع التي كنساها ليلا ، ويستمتعان بالتجوال في وسط نظيف من صنعهما.

Anfasse.orgحل الخبر عند الغروب. نزل كقطعة ثلج على الأسماع والأبدان والأفئدة، وخيم على أجواء البلدة في رمشة عين، فعربد الفزع في القلوب واهتزت النفوس. شرد المصلون والمتعلمون والمرضعات. وانتشر الناس يهرولون في كل اتجاه.. وجوههم صفراء، وجفونهم وردية اللون ترمش في وداعة كعيون عصافير أصابتها لفحة برد.
      صارت البلدة كمدينة أشباح شاردة، متحركة ومتعثرة. وتناثرت فردات النعال في كل مكان؛ أهملتها الأقدام في ربقة من شرود الخوف والتيه. تعالت موجات الأنين والصراخ في تتابع وازدادت شموخا وحدة. كان خبر الزلزال ينزل كالصاعقة؛ يجمد العقول لحظة ثم تنفجر الحناجر بالويل والعويل.
    اتسع هول النفوس حين غدا الخبر حقيقة جاثمة تلسع القلوب والوجدان. وأيقن جل الناس أن في العاشرة ليلا سيحل زلزال لا يبقي ولايذر.. هكذا جاء الخبر. جاء به شخص ذو منصب ووجاهة، يفهم في كل شيء، وأخباره لا تكذب أبدا. ثم إنه متعلم ولديه علاقات، وخبر الزلزال يُعد لا شيء أمام ما سبق أن أخبر به قبل حدوثه. وتناسلت الأفكار مندفعة حيرى، كانت أفكارا فردية اعتباطية، لكنها تلتقي جميعها عند ضرورة مغادرة البيوت قبل أن تدفن أصحابها. وتأكد عزم الناس على المغادرة لما أن علموا أن صاحب الخبر قد أخرج كل ما يمكن إخراجه من البيت، وغادره إلى ساحة خالية من البنايات والجدران. وبدأت عمليات الإفراغ بخفة وهمة.. كل يفرغ بيته. لا مجال للمساعدة أو التعاون، فالوقت لم يعد يسمح بذلك، كانت هواجسهم تفترض أن يسرع الزلزال في مشيه ويفاجئهم قبل العاشرة.

Anfasse.orgكتامة الأسطورة.. مرفأ الهذيان !
نشاز حاد ..بين خضرة كالحة..وحصى عالق في الريح !
استلقى على سريره منهكا..كانت الرحلة من فاس الى كتامة قطعة من العذاب ..ثرثرة سائق التاكسي أتلفت أعصابه ..لم يكف طوال ساعتين عن سرد ملاحم المافيات.. و نوادر المهربين .. لم تكن كتامة يوما مجرد حقول للأخضر الموبوء ..انها ممر سحري إلى عوالم تضاهي ليالي شهرزاد الفاتنة !!
تلفع بصمته بعد أن احتد النقاش بين السائق و راكب من أبناء البلدة .. نزال ساخن حول جدوى الطوق الأمني , وخيار الاستثمار الأمثل لعشبة" الكيف" ..انتبه فجأة حين استعرض ابن البلدة تجارب من الضفة الأخرى ..أبدى إلماما جيدا بمقاربات ذكية لفض النزاع ! نبرات مديحه للسويد و مستحضرات الصيدلة تكشف لوعة حارقة ..ما الحائل دون احتواء كتامة في نسيج الوطن؟!
لاح حاجز أمني من بعيد ..فعم التاكسي سكون مريب ..حدق الدركي بارتياب في الركاب ثم رمق ابن البلدة بنظرة متوجسة تعدل ألف تهمة !
استكمل السائق مشروعه السردي بالحديث عن معاناته اليومية و المخاطر المحدقة بكل من امتهن الجلوس خلف مقود السيارة..لقمة عيش ممزوجة برائحة الموت!..وعجلات تحصد الأرواح ..وتجود للإسفلت بقرابين من لحم ودم !

Anfasse.orgمن مكانه ذاك طرح علي نفسه السؤال للمرة الألف:
 -إلى أين سأمضي؟
قطع المسافات وما أعياه المسير،توزعته المشاعروالأحلام، ومع ذلك أصر على مواصلة اللعبة، وهل كان بإمكانه استبدال الفناء والتلاشي؟ تتحول اللحظة في الذهن إلى مكان، وتتسلسل الأمكنة كما السراب.ياه، هل يكفي المكان لا حتواء كل هذا الغم بعد أن ضاقت به الذات؟
منذ ذلك الآن إلى الآن، تجده في كل مكان.تبتلعه الجموع، يدحرجه الزمن ،وكل ما حواليه مجرد ذكريات تختلط و تتمازج فتغدو الأشياء والناس بلا شكل ولا معنى..
لقد أبت الأيام إلا أن تزيد من هذا الضيق والإختناق ، وغابت فاطمة وقبلها غاب الأب الذي قاوم "النصارى"...
مثل هذه الذكريات تهيج الأعصاب وتدمر الذات... وبينما الذهن شارد، والبطن فارغ ، والمقصد حيثما سارت الجموع، تتعقب عيناه الأركان بحثا عن أعقاب السجائر ، وهذه اكتسحت الحنايا والأوصال منها يستهلك ما طاب له مثنى وثلاث ورباع.