كان مستغرقا في عالمه المغلق على ذاته..يستلهم تجربته ويستوحي تأثيراتها العميقة على نفسه..يلفه الهدوء وتغشاه السكينة..ثم سرعان ما يضطرب في حركات لاإرادية وتصدر عنه أصوات كالهمهمة حينا وكالهذيان حينا آخر..كان كأنه في حالة مخاض استعصى فيها الطلق وامتزج فيها الألم باللذة..ألم انفصال كائن جديد عن ذاته ، ولذة إعطاء الحياة لهذا الكائن الجديد..أصبحت هذه الحالة مألوفة لديه ، فاستأنس بها واستأنست به..أصبحت تلازمه كلما خلا إلى نفسه وشرع في كتابة قصيدة شعرية جديدة..لم يعد يذكر كم من الوقت مر عليه وهو على هذه الحال..ولا يريد أن يذكر.. فكل همه الآن هم اكتمال شروط الوضع وحلول لحظة قطع الحبل السري بينه وبين مولوده الجديد ، ليخلد إلى الراحة بعض الوقت قبل أن تعاوده الحالة من جديد..
كان منقطعا إلى عالمه السحري هذا عندما سمع طرقا على الباب..بدأ الطرق خافتا وهادئا ، ثم أخذ يعلو ويشتد مع مرور الوقت..أحس وكأن ماء مثلجا قد صُبَّ عليه من رأسه حتى قدميه..خمَّن أن يكون الطارق صاحب البيت جاء كالعادة يطالبه بالمتأخر من مستحقات الكراء..ظل يماطله لعدة شهور، ويَعِده بقصيدة مدح عصماء ترفع قدره بين المُلاك المنافسين له ، وتحقق له نوعا من الدعاية ليتهافت على دُوره الراغبون في الكراء..وهو يضمر له في قرارة نفسه قصيدة هجاء مذقع تفضح جشعَه وتكالبَه على جمع المال وقلة صبره على ذوي العسرة من أمثاله..
كان منقطعا إلى عالمه السحري هذا عندما سمع طرقا على الباب..بدأ الطرق خافتا وهادئا ، ثم أخذ يعلو ويشتد مع مرور الوقت..أحس وكأن ماء مثلجا قد صُبَّ عليه من رأسه حتى قدميه..خمَّن أن يكون الطارق صاحب البيت جاء كالعادة يطالبه بالمتأخر من مستحقات الكراء..ظل يماطله لعدة شهور، ويَعِده بقصيدة مدح عصماء ترفع قدره بين المُلاك المنافسين له ، وتحقق له نوعا من الدعاية ليتهافت على دُوره الراغبون في الكراء..وهو يضمر له في قرارة نفسه قصيدة هجاء مذقع تفضح جشعَه وتكالبَه على جمع المال وقلة صبره على ذوي العسرة من أمثاله..