بين الفصحى والعامية.. بهجة لمّ الشمل ـد.ناصر أحمد سنه
بيد أننا نسمع بين حين وآخر ارتفاع أصوات، وأحيانا صرخات تشكو ما تزعم أنه صعوبةٌ في اللغة العربية وقواعد نحوها وصرفها، ومناهج تعليمها وتعلمها، لذا تجد من يتجرأ عليها من الدخلاء، ومن يستخف بها من الجهلاء، ومن يُحرّض عليها من الأعداء، ويدعي الأدعياء كذبا وزورا: "عجزها عن مسايرة ركب التقدم والتطور"، و"عقمها عن التواصل مع روح العصر، وتطور العوم""، ويرد علي هؤلاء وأولئك شاعر النيل "حافظ إبراهيم" في رائعته: "اللغة العربية تنعي حظها بين أهلها":
رموني بعقم في الشبـاب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عُداتيِ.
ولدت ولمـــا لم أجـد لعرائسي رجـالاً أكفاءً وأدت بنـــاتيِ.
وسعت كتــاب الله لفظاً وغايةَ وما ضقتُ عن آيٍ به وعظاتِ.
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةِ وتنسيق أسمـاء لمخترعاتِ.
أنا البحرُ في أحشائه الدُر كـامنٌ فهل سألوا الغوًّاص عن صدفاتيِ.