Abstract -8الإشكالات التي ستعالجها هذه الورقة:
يهدف هذا الموضوع، الذي هو عبارة عن ترجمة للفصل العاشر (اللغة، العرق و الأخلاق) من كتاب إدوارد سابير: "اللغة، مدخل لدراسة الكلام"، إلى مقاربة الإشكالات التالية:

كيف يتعامل سابير مع اللغة، هل باعتبارها نسقا مستقلا بذاته، نتعامل معه دون الالتفات إلى فضائه الاجتماعي، كما هو الحال مع مقاربات كل من تشومسكي و ديسوسير، أم من خلال النظر إلى جانبها الوظيفي، في إطار ما يسمى بالمقاربة الانتروبولوجية للغة؟

هل هناك ترابط بين اللغة و العرق و الأخلاق؟ بمعنى آخر هل لكل عرق أخلاقه الخاصة و لغته التي تميزه عن غيره، أم أن بإمكان اللغة، كما هو الحال بالنسبة للأخلاق، أن تتمدد بعيدا عن مهد ولادتها، مكتسحة مجال أعراق جديدة و مجالات تحضر جديدة؟

47-000296-01إن تحرر الشعوب المضطهدة، كما كتب "فرانز فانون"، لا يمكن أن يكون "محصلة عملية سحرية أو نتيجة لرجة طبيعية؛ أو لوفاق ودي".
فخلال حياته ظل فانون مغمورا بشكل كبير؛ بيد أن هذا المفكر الراديكالي عرف شبابا متجددا في مطلع ثمانينات القرن الماضي من ثمة هلت ساعة الاحتفاءات به في كل من فرنسا، وجزر الأنتيل، والجزائر.
فبعد غيبة، هي إلى حد ما طويلة نسبيا، كتب لفكر فانون أن يعبد طريقا جديدا بدء من الثمانينات. وهكذا وبمناسبة ذكرى وفاة هذا الطبيب النفساني المارتنيكي؛ انعقدت في مستهل أبريل 1982 ب "فور-دو-فرانس"، مسقط رأسه،  ندوة دولية توخت تخليد ذكراه،وسرعان ماتلتها تظاهرات أخرى مماثلة في مقاطعة "كواديلوب"ثم باريس؛ وسيأتي دور الجزائريين فيما بعد بحيث سيحتفون بذكرى هذا الزنجي الأنتيلي الذي نذر جسمه وروحه معا لكفاحهم من أجل التحرر الوطني دون أن يمهله الموت الذي عاجله شهورا قبل أن يتذوق الثمار الأولى للاستقلال.

3inayaبلغت أعداد الأعمال المترجمة بين العربية والإيطالية 600 عمل، نُقل منها إلى العربية 313 عملا، 233 عملا كانت أعمالا أدبية. صحيح أن آباء الترجمة من الإيطالية ثلاثة:
شيخ المترجمين العرب الأردني عيسى الناعوري (1918-1985م)، وحسن عثمان مترجم الكوميديا الإلهية لدانتي، والراحل خليفة التليسي (1930-2010) صاحب القاموس الشهير الإيطالي العربي.
ولكن موجة الترجمة الأولى الخفية من الإيطالية انطلقت مع مدرسة باردو الحربية، التي تأسست سنة 1840م، والمدرسة الصادقية 1875م، غير أن أعمال المدرستين (40 عملا) بقيت مخطوطة في دار الكتب الوطنية. ومن طريف التجربة التونسية (مدرسة باردو الحربية) أنها كانت ثلاثية، تجري بإشراف المدرس الإيطالي حينها رفقة الضباط والطلاب التونسيين، ليختتمها شيخ زيتوني ينزع عنها عجمة اللسان وركاكة العبارة.

digniteيعتبر الفيلسوف الألماني اكسيل هونيث , من  ابرز ممثلي الجيل الثالث لمدرسة فرانكفورت التي يديرها الآن بعد أستاذه هابرماس.
اصدر أخيرا  كتابا جديرا بالقراءة عنونه "مجتمع الاحتقار: نحو نظرية نقدية جديدة "عن منشورات الاكتشاف  سنة 2006.
فانطلاقا من مفهوم الاعتراف ( الصراع من اجل الاعتراف 2000 ) فتح أفاقا جديدة في النظرية النقدية عامة وفي براديغم التواصل الذي طوره هابرماس خاصة. للأسف هذا الأخير لم يبرز بما فيه الكفاية الطابع الصراعي لما هو اجتماعي, في حين أن الفيلسوف اكسيل هونيث أكد ا ن الصراع من اجل الاعتراف" يعني بالدرجة الأولى إرادة الوجود التي تكشف وتشجب الأمراض الاجتماعية والمفارقات الناشئة للمجتمع الرأسمالي.
في رأي اكسيل هونيث ,فادورنو بعمله على اخذ  مسافة على ما هو اجتماعي وبالتالي حقل أفعال قابلة بان يكون سلطة مضادة لمبدأ الهيمنة الذي عمل على وقف أية إمكانية للنظرية النقدية للحفاظ على رابط الممارسة المؤسسة على مشروع التحرر.

abstr111تقتضي مهمة السوسيولوجيا السير في طريق التنوير, لكن  بوسائل أخرى؛ فإذا تمكنت من تحقيق  هذه  المهمة  في السنوات الأخيرة, فبفضل أعمال السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو. حيث استطاعت أعماله التي تجمع بين الطموح والتواضع :أن تزيل غشاوة الوهم التي  تتمثل في حفاظ  المجتمع الحديث على على الطابع الموضوعي للثقافة البرجوازية.
لتحقيق هذه الغاية ,طور بورديو عدة مفاهيمية تمتح من ماركس وفيبر ,كما دوركايم وزيمل.لكن بدون أن يكون  نسخة باهتة لهم؛ بل استطاع أن يطورنظرية جديدة.
فنظريته الجديدة ترى بان أشكال التعبير الرمزية للمجتمع, تنشا  عن طريق صراع لمجموعات بسبب مورادها المختلفة ومحاولة التموقع في التراتبية الاجتماعية.
من خلال كتاباته المزيلة للوهم ,يتبين أن العالم المعيش تتقاطع فيه الكثير من حركة نضالات مستمرة ؛التي تنعكس عل بنيات دقيقة للكتابات الفلسفية والفنية. ولكن كيف يمكن لهذه النظرية  بدون أعمال ميدانية التي من شانها أن توضح لنا في حياتنا الاجتماعية انعكاسات هذا الصراع؟ هنا يدخلنا إلى تمرين سوسيولوجي للنظر.

ANFااحتضنت مدينة بلوا (Blois) خلال شهر أكتوبر المنصرم الدورة الرابعة عشر لمواعيد التاريخ. وقد اختير "الربيع العربي" موضوعا لهذه التظاهرة الهامة على الساحة الثقافية الفرنسية، ذلك أنها تشكل حدثا بارزا يثير انتباه كل المهتمين "بالدخول الثقافي"، ويشارك في فعالياتها آلاف الأساتذة (بمختلف أصنافهم) والطلبة والباحثين ومحبي التاريخ، يجتمعون كلهم ببلوا ويشكلون طوابير لمتابعة  برامج مشوقة حافلة بالمحاضرات والموائد المستديرة وعروض سينمائية، ومعرض ضخم للكتب والمجلات يستقطب معظم دور النشر الفرنسية، الباريزية منها والجهوية.
وتمتاز هذه التظاهرة بتغطية إعلامية واسعة تتصدرها إذاعة فرنس كولتور « France Culture »، وجريدة لوموند (Le Monde). وبالفعل نشرت هذه الأخيرة في عددها ليوم 14 أكتوبر 2011 ملفا خاصا تمحور حول إشكالية "الشرق والغرب".

50_70حتى تكون الأفكار واضحة هذا الصباح, كان لزاما علي أن اختار التحليلات الجديدة التي تفسر الأحداث الجارية بالشرق الأوسط بطريقة بعيدةعن الاكليشيهات القديمة والتمثلات العقيمة.هذه التحليلات تكشف عن طريق ثالث للعرب: هذا ما سيتم بلورته بين الدكتاتورية العلمانية والإسلام السياسي.فما يجري من الأحداث يؤكد على أن العرب دخلوا مرحلة ما بعد الإسلام السياسي.

ماذا نعني بما بعد الإسلام السياسي؟ واقتناعا بأننا دخلنا مرحلة ما بعد للإسلاميين لايجب أن نفهم ما يقع بمصر بخلفية الثورة الإسلامية الإيرانية فشتان بين الأمرين.لكن الموجة الخضراء التي هزت النظام منذ عام ونصف .

تتذكرون الربيع الديمقراطي الإيراني كيف قمع ؟

هذا ما عكسه  الباحث اصف بيات في مقال له في موقع الديمقراطية المفتوحة  وما أكدته الأحداث الجارية في تونس ومصر. في الأمس كان الشباب الإيراني أما اليوم فها هو الشباب التونسي والمصري يتحرك كمن اجل الكرامة والحرية ودولة الحق والقانون. أما الشعارات الإسلامية في غائبة تماما عن الحراك الشبابي.
ما يدهشنا في الحقيقة هو الطابع ما بعد الاديولوجي ومابعد القومي لهذه التحركات الاحتجاجية.

kalimaطوال تاريخ التثاقف بين اللّسانين العربي والإيطالي، لم تتجاوز أعمال الترجمة إلى العربية 313 عملا، توزّعت بين 233 عملا أدبيا، و 43 عملا مسرحيا، و 37 عملا غطّى مجالات متنوّعة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وهي حصيلة متدنّية، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التجاور الجغرافي، والماضي الاستعماري، والثقل الحضاري، لبلد مثل إيطاليا عُدّ بوابة النهضة الأوروبية. علاوة أن تلك الأعمال لم يتكفّل بإنجازها الطرف العربي وحده بل ساهم فيها الجانب الإيطالي أيضا مساهمة لافتة، عبر مؤسّسة دانتي أليغياري المعنية بترويج الثقافة الإيطالية في الخارج، وعبر وحدة التعاون الثقافي في وزارة الخارجية الإيطالية، التي بعثت خلال العام 2000.
غير أنه في أعقاب ذلك الركود الطويل لأنشطة الترجمة بين اللغتين، حصلت طفرة متميّزة وواعدة في مستقبل إنجاز الأعمال الإيطالية المعرَّبة. فقد أنجز "مشروع كلمة" الحديث النشأة، برئاسة الدكتور علي بن تميم، والتابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أزيد من عُشر الترجمات من مجمل الأعمال المنقولة إلى اللسان العربي، في وقت قياسي لم يتجاوز السنتين، بعد أن انطلق في عمله بالتعاون مع "معهد الشرق كارلو ألفونسو نالينو" في روما، في موفى العام 2009، عقب اتفاق بين الجانبين على ترجمة ما بين عشرين وأربعين عملا سنويا.
ولتيسير الإلمام بأوضاع الترجمة من الإيطالية إلى العربية حريّ، ولو بعجالة، تتبّع أطوارها والتعريج على أبرز المساهمين فيها. إذ يمكن الرجوع بأول أعمال الترجمة إلى العربية إلى عهد تأسيس مدرسة باردو الحربية (1840) وإلى إنشاء المدرسة الصادقية (1875) في تونس، وقد انكبّت الترجمة حينها بالأساس على تعريب المصنّفات العسكرية والعلمية. كانت أثناءها الترجمة مهووسة باللّحاق بركب التقدم، وبقي على إثرها النقل من اللسان الإيطالي بطيئا ومتقطّعا طيلة عقود. فمثلا منذ سنة 1922 إلى 1972، وعلى مدى خمسين عاما، لم ينجز العرب من أعمال الترجمة الإيطالية سوى 50 عملا، أي بمعدل نصّ مترجم سنويا، كانت الأعمال في مجملها أدبية، توزّعت بين الرواية والقصة والمسرحية. أما مع ثمانينيات القرن الماضي، فقد دبّ شيء من التحفّز حيث تُرجم قرابة الأربعين عملا، أي بمعدل أربعة أعمال سنويا، وخلال العشرية الفارطة بين العام 2000 و 2010 ترجم زهاء المئة وخمسين عملا.