هل العولمة قدر مشؤوم؟ إن كل الثقافات الأخرى غير ثقافتنا فرت – بشكل أو بآخر- من قدر التبادل المتهور indifférent . فأين هي العتبة النقدية للمرور إلى الكوني، ثم إلى العالمي؟ ما هذا الدوار الذي يدفع الناس إلى تجريد الفكرة [الكونية]، و هذا الدوار الآخر الذي يدفع إلى التحقق اللامشروط للفكرة؟
لأن الكوني كان فكرة، لكن ما إن تتحقق هذه الفكرة في العالمي حتى تنتحر كنهاية مثالية. لقد أصبح الإنساني هو اللحظة المرجعية الوحيدة، و أخذت الإنسانية المحايثة لذاتها، المكان الفارغ لله الميت، سيسود الإنساني إذن وحده من الآن فصاعدا، لكنه لازال يفتقر لغاية نهائية. ليس له عدو، لكنه ينتجه داخله، و يفرز كل أنواع التحولات المرضية Métastases اللاإنسانية.