abdelkaderإن الأعراض اللسانية التي تتم مصادفتها خلال التشخيص السريري ( علامتها يستطيع الطبيب أن يكتشفها بالحس وحده ) يمكن ربطها مباشرة بعجز حسي أو حركي   sensoriel ou moteur   حيث يحتمل أن تصنف داخل خانة نفسية أو نفسية عصبية، و من هنا لا تقتصر صفة علم المرض la pathologie  على مجال اللغة، إذ يمكن ،أخيرا، أن تدرج ضمن إطار علم مرضي يسمى تجاوزا "خاصا باللغة" .(...) غير أنه من الأهمية بمكان وصف ،في البداية، الأعراض بطريقة مستقلة بمعزل عن الخانة السريرية التي تدمج ضمنها.(...).
و سنقف هنا عند أعراض قصورات متعلقة بالمستويات التالية:
1.    المستوى المتعلق بالإدراك الحسي (أو الاستقبال)؛
2.    فهم اللغة؛
3.    مستوى الإنجاز و التطبيق؛
4.    مستوى الصواتة phonologie ؛
5.    المستوى النطقي prosodie ؛
6.    مستوى التركيب السطحي morphosyntaxe ؛
7.    مستوى الاشتقاق و إعادة تركيب الكلمات lexique rappel des mots ؛
8.    المستوى التداولي و الدلالي.

إتيان ملا رمي  شاعر فرنسي المعروف بستيفان ملا رمي ولد بباريس في 18 مارس  1842في فالفانيس و توفي  في 9 سبتمبر 1898 .
ألف و ساهم بأعماله الشعرية الطموحة بتجديد الشعر الفرنسي  إذ كان السباق قي منتصف القرن التاسع عشر في ذلك و قد شهد الشعر الفرنسي و العالمي  بفضله  موجة  الحداثة  و التجديد   .
- قد اخترت للقراء أول نص مترجم من الفرنسية إلى العربية في انتظار المزيد من الأعمال في هذا المجال.

اكتئاب

أنا لم آت  هذا المساء للانتصار على جسدك, أيها الوحش
فيك تذهب معاصي الشعب ,و لن احفر
في شَعرك المدنس عاصفة بائسة
تحت الهم المستعصي الذي تسكبه قبلتي :

*1*
قصائد تحت الكمامة    (1981)   
إلى ابني ياسين

ابني الحبيب
لقد تسلّمت  رسالتك
ها أنت بعدُ،تكلّمني كشخص كبير
تؤكّد على جهودك  في المدرسة
فأحسّ بميلك إلى الفهم
إلى طرد الظّلام و القبح
إلى ولوج أسرار كتاب الحياة الكبير

" أنا يعني الآخر "
آرثر ريمبو
كلّما أكتبني،
كلّما اكتشف بعضا منّي
فأبحث فيّ عن الآخر

ألمح في المدى ،المرأة الّتي كنت
أدرك حركاتها
أتجاوز أخطاءها
ألج إلى داخل
وعي غائب

jorge-luis-borgesتقديم: لبورخيس علاقة حميمية جدا بالمرايا.. مرايا العالم و مرايا الإنسان و الأشياء داخل العالم.. و من كثرة حضورها في وجدانه و فكره فهو يخشاها كثيرا لدرجة أنه يدعو الله ألا يحلم بالمرايا.. مرايا بورخيس المتشذرة قاسية جدا لأنها تكشف عن رعب العالم.. هناك تضعيف لامتناهي و تشعب أبدي للأشياء و الأفعال من خلال المرايا المحدقة و المرعبة لأشياء العالم نفسها.. بورخيس كاتب المتاهات بامتياز يضعنا من خلال مراياه اللامنقطعة أمام قسوة العالم و رعبه في فعل التضعيف الدائم.. إلى جانب شذرات لبورخيس يجد القارئ ترجمة لمقاطع لروا باستوس، لفرناندو بوسوا و موباسان في نفس الموضوع..
كانت إحدى دعواتي الملحة إلى الله و إلى ملاكي ألا أحلم بالمرايا. أعرف أنني كنت أراقبها بحزن. و كنت أخشى، أحيانا، أن تنفصل فجأة عن الواقع، مثلما خشيت، أحيان أخرى، أن أرى وجهي مشوها بـتعاسات غريبة. و قد علمت أن هذا الخوف، حاضر من جديد، بإدهاش، داخل العالم.

anfasseمقدمة:
من المعلوم أن الترجمة شكلت على الدوام باعتبارها نشاطا إنسانيا جسرا للتواصل والتفاعل والتلاقح بين اللغات، ورحلة في الثقافات والحضارات المغايرة، وسعيا نحو ارتياد آفاق جديدة وأسئلة وجود وهويات متنوعة ومختلفة...
وقد دفعت أهميتها (الترجمة) المهتمين بها إلى إنتاج خطابات متنوعة حولها، تراوح موضوعها بين التساؤل عن نظرياتها ونماذجها وحقولها التطبيقية...
وقد ارتأينا في هذا المقام أن نربطها بإشكالية المثاقفة والعولمة. وهي إشكالية نتغيى من خلال الخوض فيها إثارة جانب مهم يمكن اختزاله على الشكل التالي: هل ما زالت الترجمة تساهم– كاستراتيجية لتوليد الاختلاف – في تكريس لغة المثاقفة ولغة الحوار بين الثقافات والحضارات المتنوعة، أم أن دورها في الوقت الراهن سلبي في ظل العولمة الكاسحة التي تلغي الخصوصية اللغوية والهوية الثقافية والشخصية الحضارية للأمم، وتدحض فكرة التوازن لصالح الهيمنة والاختراق وتكريس الثقافة الواحدة ؟
بمعنى هل الترجمة - كما يذهب إلى ذلك رشيد برهون- باعتبارها رديفة التعددية والتنوع، مثاقفة ندية أم خضوع "عولمي"  يرمي إلى إقصاء كل أشكال التعدد اللغوي والثقافي ...؟

haperفي الوقت الذي أصبحت الحركات الاجتماعية، أكثر منا أي وقت مضى محتاجة؛ إلى تمثيلية ووضوح سياسي ، يجدربنا إعادة قراءة هابرماس لملائمة إطار التفكير والعمل حتى ولو وصف  البعض أعماله باليوتوبيا السياسية.

إذا كان الفيلسوف يركز في أبحاثه الأخيرة على ضرورة تجاوز الدولة- الأمة ، من اجل مناهضة عولمة التدفقات ( السياسية الاقتصادية)فان ذلك  عن طريق تشكل اجتماعي للفضاء العمومي الذي يشكل محركه التحليل النقدي للوظائف السياسية للدولة.
في كتابه" الفضاء العمومي اركيولوجيا الدعاية باعتبارها مكون أساسي للمجتمع البرجوازي" . قدم هابر ماس دراسة سوسيو- تاريخية لتحولات بنية الفضاء العمومي البرجوازي منذ بدايته إلى يومنا هذا.

هذا الظهور والتطور لمبدأ الدعاية باعتباره مبدأ شرعي لمراقبة السلطة السياسية مرتبط بالفرد( البرجوازي المثقف).
فامتلاك الفرد لهذه الكفاءة السياسية ، تمت بالتدرج بواسطة تمثيل موقف وشرعية فردية أو جماعية ؛ بالرأي والنقد العقلاني دون اعتبار للسلطة السياسية.

أنفاس نتتعد الترجمة في الأصل نقلا للمعاني من لغة أصل إلى لغة هدف، ويرجع الحديث عنها مع أسطورة بابل التي تعد بداية اختلاف الألسن في النسق الإنساني، ومنه فالترجمة أساسا هي قنطرة العبور إلى الآخر المختلف لسانا والتواصل معه، فهي إذن من الناحية المثولوجية نتيجة مستندة إلى عقاب إلهي للبشرية التي حاولت ابتداء الاتصال بالإله والاطلاع على أسراره. والحاصل إذن، من هذا المنظور عينه، أنها تمثيل للعقاب وهروب منه في الوقت نفسه، وتجاوز له عبر خلق قناة للتواصل بوساطة الترجمة، ونقل المعاني المستعرضة بالنظر إلى الألسن المبلبلة.
تتعدد أوجه الترجمة في علاقتها بالتنمية من خلال هذا الأساس الميثولوجي نفسه، إذ أساسها الحاجة إلى التواصل والتقدم، ولولا هذين السببين لبقيت الألسن مبلبلة، فلهذا كانت أنماط التواصل متعددة بتعدد ركائز الحياة الإنسانية من النواحي الدينية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والعلمية وغيرها.
إن الترجمة من الناحية الدينية هي تعرف على الآخر لاتقاء شره أولا، والسيطرة عليه ثانيا من الناحية الاعتقادية، حيث ارتبطت بالفتوحات الإسلامية، وبالاستشراق، وبالتبشير بالنصرانية، وبالتهويد، وغير ذلك من الاعتقادات غير الرسالية، فكانت من المنظور الإسلامي أساسا في التواصل مع الشعوب التي تصلها الدعوة المحمدية، فمن عرف لغة قوم أمن شرهم، وهي من المنظور الاستشراقي الأداة الحاملة للفكر فبمعرفتها يمكن الاطلاع على الفكر الشرقي إنتاجا وترويجا، وتيسير السيطرة عليه أخيرا، ولهذا كان الاستشراق، أي الاطلاع على حضارة الشرق تمهيدا للحروب الصليبية والاستعمار والتبشير بالنصرانية. إن الترجمة إذن تجسيد للتواصل الديني(الإسلام)، وللدوغمائية البرغماتية(اليهودية والنصرانية) التي تفرض، في كثير من الأحيان، المعتقد بعيدا عن التواصل الديني الفعال وحفظ الهوية والخصوصية.