في 14/9/ 1979م أعلن المجلس الأعلي للفنون والآداب والعلوم الإجتماعية أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لذلك العام. وكان من بين الفائزين بالجائزة التشجيعية الأديب والمترجم الأستاذ "زهير الشايب"، وذلك لجهوده الرائدة في ترجمته أجزاء من موسوعة "وصف مصر". تلك الموسوعة ذات القيمة التاريخية والإجتماعية والعلمية والثقافية، والتي كتبها علماء الحملة الفرنسية المصاحبين لنابليون بونابرت إبان حملته على مصر 1798-1801م.
لم تكن مدافع الحملة الفرنسية قد صمتت بعد حين شرع علماؤها في وضع خططهم لسبر تاريخ مصر، بتفحص ورصد جوانب الحياة المختلفة.. جغرافياً وإجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وبيئياً الخ. فضلاً عن "استطلاع" أحوال الشرق، والتعرف علي أهله بشكل علمي ومنهجي وموضوعي. وشكل هذ "المسح العلمي" لمصر نهاية القرن18، مقدمات لتأليف كتاب "وصف مصر" (CARTE TOPOGRAPHIQUE DE L EGYPT).
وكان علماء الحملة قد استغرقوا في هذا العمل نحو ثلاثة عشر عاماً (1809-1822م). لكن الاب الروحي لكتاب "وصف مصر" هو تاجر مصري اسمه "هملان"، وهو عاشق للثقافة تعهد تمويل طبع الكتاب، وصدر المجلد الاول منه عام 1802م، و"طبع بأمر صاحب الجلالة الإمبراطور نابليون الأكبر" وأهدي إليه. في حين أهدي المجلد الثاني لحكومة الادارة.
الترجمــــــة ورهان العولمة - محمد حافظ دياب
هل يمكن للترجمة أن تمثل سلاحا تستطيع به قوى العولمة تحقيق صياغة ملتبسة وملغومة للواقع والحقائق، ضمن تمرير مصوغاتها الاستراتيجية؟
ذلك ان عملية التواصل عبر النص المترجم، وفي ظروف صراع مصالح هذه القوى، تصْطفي مصطلحات ومفاهيم بعينها، وتصوغ تصورات ذات أغراض وأهداف موجهة، قد تكسب صورة الواقع دلالات مخاتلة، ما يشي بأننا قبالة فعلين متنافيين: العولمة كهيكلة ناجزة للعالم في سعيها الى تثبيت الوحدة والتنميط، والترجمة كمحاولة لأنسنة هذا العالم بإحلالها للتواصل وتعدد اللغات والمعاني والدلالات.
بهذا الهاجس، يتحدد مقصد المساهمة هنا، في البحث عما يسمح باستيضاح العلاقة بين الترجمة والعولمة، وصولا الى فهم حيثياتها، والتعرف على أوضاعها بصورة أجلى، من خلال التماس الجواب عن تساؤلات من قبيل: ماذا عن طبيعة هذه العلاقة في ظروف حرب المصطلحات والمفاهيم الرائجة راهنا؟ أية وقائع عبّر عنها توظيف الترجمة ضمن أهداف استراتيجية لقوى بعينها؟ وكيف عن السياق الذي يحكم هذا التوظيف؟
وهل في الامكان النظر الى ما يطلق عليه «الترجمة الليبرالية»، والتي تميز، في الحاضر، الخطاب الاعلاني للشركات الكونية، كشاهد على وطأة هذا التوظيف؟ وما هي الآليات التي ابتدعتها قوى الهيمنة الفكرية للعولمة في «ضبط» عملية الترجمة؟ وأخيراً، ما الذي قدمه درس الترجمة العربية في هذا الصدد؟
رُهاب الترجمة
لا تذهب بدوني : جلال الدين الرومي ـ ترجمة : عمار كاظم محمد
هارولد بنتر شاعرا - ترجمة: عمار كاظم محمد
وعلى الرغم من أن نتاجه الشعري لا يعد في الاعتبار العالمي ضمن مجتمع الشعراء لكنه منح مع ذلك جائزة ولفريد أوين للشعر حيث منح هذه الجائزة باعتباره استمرارا لتقاليد ولفرد أوين الشعرية عن ديوان المعنون الحرب .
يقول مايكل غراير رئيس هيئة ولفرد أوين بان قصائدة قد كتبت بتركيز شديد ووضوح واقتصاد وكان العديد من قصائده قد ظهرت لأول مرة في صحيفة الغارديان وبعض تلك القصائد يعود الى عام 1995 .
( 17 كانون الثاني 1995 )
لا تنظر
فالعالم على وشك أن يتحطم
لاتنظر
فالعالم على وشك أن يتخلص من كل ضيائه
ليحشرنا في حفرة ظلامه
مفهوم الجمالية المسرحية(*) -كاثرين نوكريت(**) - ترجمة: م. أحمد حُسَيني
إن المهمة الأولى للجمالية المسرحية الجديدة التي تأسست في منعطف القرنين التاسع عشر والعشرين هي إعادة تعريف المسرح باعتباره فنا. فبعد أن اقتصر البعد الفني للمسرح على الأدب الدرامي، أصبح الأمر يتعلق بإعادة تأسيس المعايير الجمالية للفن المسرحي. إذ بعد المصلحين الأوائل للمسرح، زولاZola أنطوان Antoine، ستراندبوغ Strindberg و جاري Jarry، فإن المنظرين أدولف أبيا Adolphe Appia (1862-1928) وادوارد كردون كريغ Edward Gordon Craig (1872-1966) هما اللذان وضعا الأسس التصورية للفن المسرحي الحديث. في "الحوار الأول حول فن المسرحle Premier Dialogue de L’art du théâtre )1905( أعلن كريغ بهذه الطريقة "نهضة" مسرحنا في الغرب التي سينجزها "المخرج، فنان مسرح المستقبل". "فعندما يتم ظهور إنسان يتحلى بكل الخصال التي تجعل منه نابغة في فن المسرح وكذلك تجديد المسرح كوسيلة وأداة، أي عندما يصبح المسرح رائعة من روائع الآلية ويخترع تقنيته الخاصة به، سيولَد دون عناء فنه الخاص وهو فن خلاق ومبدع" ثم إنه يعطي بواسطة صوت "القيم" الذي ينشط هذا الحوار على المسرح، وهو يجيب على أسئلة "هاوي المسرح"، التعريف المشهور اليوم لهذا الفن المسرحي الجديد الذي أصبح "مبدِعا": "تابعوا إذن، باهتمام ما سأقوله لكم وقلدوه كلما دخلتم إلى منازلكم. بما أنكم منحتموني كل ما طلبت، ها كم العناصر التي سيكون منها فنان مسرح المستقبل روائعه : الحركة، الديكور، الصوت. أليس ذلك بالهين؟
أقصد بالحركة الإشارة والرقص اللذين يمثلان نثر الحركة وشعرها.
أقصد بالديكور كل ما نراه كالملابس، الإنارة، والديكور بحصر المعنى.
أقصد بالصوت الأقوال المنطوقة أو المغناة في مقابل الأقوال المكتوبة، لأن للأقوال المكتوبة لتقرأ وتلك المكتوبة لتنطق نظامين مختلفين تماما".
لقد ولد مع كريغ المفهوم الجمالي لفن مسرحي مستقل، لم يعد قائما على النص، بل على العرض. إن الثورة الثقافية للممارسة المسرحية خلال ثمانينات القرن التاسع عشر ولدت منذ مطلع القرن العشرين أفكارا جديدة عن المسرح؛ أي أفكارا مؤسسة ستحدد بدورها كل التاريخ المسرحي المعاصر وتوجهه.
حول كتاب "الثالوث غير المقدس" لريتشارد بيت richard peet - العلوي رشيد
يعالج الكتاب برؤية نقدية المؤسسات المالية والتجارية العالمية وأساسا: البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية. الكتاب دو قيمة علمية وايديولوجية وسياسية، حيث يتضمن تحليلا دقيقا لأنظمة الحكم العالمية، مطالبا بتفكيك وتدمير لهذه الأنظمة باعتبارها سبب كل الكوارث المحدقة بالإنسانية في ظل العولمة النيوليبرالية حيث أصبحنا "أمام ما يشبه مؤسسة عالمية واحدة تحكم الاقتصاد العالمي ذات أفرع ثلاثة تختص بتوفير الاستقرار (صندوق النقد الدولي)، وبالتقويم الهيكلي (البنك العالمي)، وبتحرير التجارة (منظمة التجارة العالمية). تعتبر هذه الأخيرة الذراع التوسعي لهذا المركب أو المجمع المؤسسي، منظمة لا ديمقراطية تستحوذ بشكل حثيث على صلاحيات وسلطات جديدة هائلة...".
يعلن المؤلفون موقفهم من العولمة الجارية باعتبارهم ناقدين لها وللطريقة التي تكون بموجبها الاقتصاد العالمي القائم حيث يقولون: "في هذا الكتاب نقف إلى جانب أولئك الناقدين للطريقة التي تكون بموجبها الاقتصاد العالمي القائم، ونعترض على الطريقة التي ينظم ويدار بها حاليا. إننا ننتقد، بوجه خاص، السياسات التي مارستها المؤسسات الحاكمة وطبيعة الاقتصادات الناتجة عن ذلك وآثارها على الشعوب والثقافات والبيئات...". ويؤكدون "أن كثيرا من الحركات الاجتماعية التي تبرز كمقاومة للعولمة، إنما تقاوم في الحقيقة نوعا من العولمة أفرزته أفكار وسياسات ومؤسسات نيوليبرالية"، هكذا تقف الحركات الاجتماعية ـ في وجه السياسات النيوليبرالية ـ كحركات مقاومة للعولمة تتوخى بناء بدائل عن النيوليبرالية.
حريـة العقيـدة - ألبرت اينشتاين – ت: عمار كاظم محمد
الطبيعة توزع هباتها بسخاء لكنها نادرا ما تنتجه بامتياز وجميعنا نعرف ذلك فلم الشكوى؟ فهي لم تكن أبدا كذلك وسوف لن تبقى كذلك أيضا وبالتأكيد فعلى المرء أن يأخذ ما تمنحه الطبيعة مثلما وجده لكن أيضا هناك شيء ما هو روح العصر وموقف العقل الذي يشكل خاصية جيل معين والتي تنتقل من فرد إلى فرد وتمنح المجتمع نغمته الخاصة .
كل منا يجب عليه أن يقوم بدوره الصغير من اجل ذلك التحول في روح العصر قارن مثلا تلك الروح التي كانت تحرك الشباب في جامعاتنا قبل مئة عام بتلك السائدة الآن ستجد إن أولئك كان لديهم إيمان بتحسن المجتمع الإنساني واحترامهم لكل رأي صادق والتسامح الذي قاتل من اجله كلاسيكيونا وعاشوا لأجله .
في تلك الأيام كان الرجال يكافحون من أجل وحدة سياسية أكبر كانت تدعى ألمانيا ، لقد كان الطلاب والأساتذة هم من أبقى تلك النماذج حية واليوم هناك حافز للتقدم الاجتماعي والتسامح وحرية الفكر ونحو وحدة سياسية أكبر تلك التي ندعوها اليوم أوروبا لكن الطلاب في جامعاتنا قد توقفوا بالكامل مثل أساتذتهم عن تقديس آمال وأفكار الأمة .
فكل شخص ينظر إلى فتورنا وعدم حماستنا في هذا الوقت سيعترف بذلك نحن اليوم متجمعون فقط لتقييم أنفسنا والسبب الخارجي للقائنا هو قضية غامبل . فحواري العدالة هذا قد كتب عن الجرائم السياسية التي كرستها الصناعة بشجاعة علية وإنصاف موضوعي قدم من خلالها خادمة بارزة للجمهور من خلال كتبه فهذا الرجل الذي يحاول طلابه وزملائه من المدرسين في الجامعة أن يقدموا أفضل ما لديهم لطرد العاطفة السياسية وعدم السماح لها بالذهاب إلى هذا المدى البعيد .
الجودة بين الشعار و الممارسة - مراد العبدي
يعتبر مفهوم الجودة من المفاهيم التي أضحت كثيرة التداول على جميع الأصعدة. المفهوم ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1924م، ليتطور بشكل يجعل من الصعب رسم ملامحه التاريخية، و المغرب ليس بمعزل عن هذا التطور، إذ لعب الموقع الجغرافي للمغرب دورا مهما في بلورة المفهوم بحكم الروابط الاقتصادية مع الاتحاد الأوربي و حجم الاستثمارات الأجنبية و سياسة السوق الحرة التي يسعى المغرب إلى تطبيقها . كل هذا جعل من الضروري التعاطي مع مفهوم الجودة و مجاراته و لو بحرق المراحل. المفهوم كذلك شاع في كل المجالات بما فيها ميدان التعليم الذي حاول تطويع المفهوم و جعله بمقاس المؤسسة التربوية. تطورات مركبة أوصلت مفهوم الجودة إلى وضعيته الحالية. فما المقصود بالجودة؟ و كيف تطور المفهوم؟ و ما عناصره؟ و كيف ندبره؟ و إلى أي حد يمكننا التشدق بالجودة في أوساطنا التعليمية؟
ماهية الجودة:
الجودة مفهوم يتماهى حسب استعمالاته، فهو أحيانا يستعمل إلى جانب صفة؛ فنقول جودة عالية أو جودة ضعيفة. كما يستعمل كخاصية ملاصقة لمنتوج أو خدمة معينة. و قد عرف المفهوم تطورا كبيرا اتضح جليا في الطبعات المتتالية لإصدارات المنظمة الدولية للمعايير و التي نلخصها فيما يلي:
طبعة 1987: الجودة مجموعة خاصيات مرتبطة بمنتوج أو خدمة تمنحه أو تمنحها القدرة على تلبية حاجات المستهلك.
طبعة 1994: الجودة مجموعة خاصيات مرتبطة بالشيء، تمنحه القدرة على تلبية حاجات صريحة أو مضمرة.
طبعة 2000: الجودة قدرة مجموعة من الخاصيات على تلبية المتطلبات.