
إن الكثير من أسرة التعليم ترى أن استشارتهم بهذا الشكل وبهذه الطريقة ما هي إلا عملية تزكية للتقرير وليس لمناقشته وإبداء الملاحظات والاقتراحات هذا من جهة، ولتناقص الثقة لدى أغلبيتهم من كثرة ما جمعوا وسئلوا ومن قلة ما أخذ برأيهم واقتراحاتهم من جهة أخرى، بل ذهب البعض إلى اعتبار هذه اللقاءات مجرد ديكور يتفنن المسؤولون في إخراجه مفاده أن الجميع يساهم في مسلسل إصلاح الإصلاح الذي لم ينته بعد، سيما وقد ظهر جليا نية الوزارة الوصية على القطاع تطبيق ما جاء في (مشروع البرنامج الاستعجالي دجنبر 2007) والذي هو سابق لتقرير المجلس الأعلى للتعليم، وهو ما تضمنته المذكرة 60 ودليل تحضير الدخول المدرسي 2008/2009 من إجراءات لتفعيل هذا البرنامج (قبل عقد هذه اللقاءات) مما يعطى انطباعا على أن هذه اللقاءات مجرد مسكنات وحبوب مطمئنة ولكن بجرعات وتواقيت غير مدروسة.
ومما آثار حفيظة واستغراب كل الحاضرين لهذه اللقاءات غياب كل الفاعلين التربويين بدون استثناء مرورا بهيئة التأطير والمراقبة التربوية إلى النقابات التعليمية إلى جمعيات المجتمع المدني إلى الجماعات المحلية، وكأن موضوع الإصلاح لا يهم إلا هيئة التدريس.
وهنا لابد من إبداء مجموعة من الملاحظات التالية:
- إقرار التقرير في الإختلالات المسجلة دور البنيات التحتية المتدهورة للمؤسسات التعليمية، وعدم توفر التجهيزات والوسائل التعليمية والمعدات الديداكتيكية، وهذا الأمر لا يهم مؤسسات العالم القروي وحدها بل حتى الكثير من المؤسسات بالوسط الحضري، وهي ملاحظات ما فتئت هيئة التدريس تنبه لخطورتها على السير العادي للعملية التعليمية التعلمية في كل المنتديات السابقة.
- فصل التقرير إختلالات المنظومة التربوية عن باقي الإختلالات في مختلف القطاعات الحكومية وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكأن قطاع التربية والتعليم يعيش وسط جزيرة معزولة عن محيطها.