anfasse22107إننا لا نفكر بعد في ماهية الممارسة بشكل حاسم، لذا فنحن لا ننظر إليها إلا باعتبارها نتاج أثر تكمن حقيقته الثمينة في ما يسديه من خدمات وصلاحيات. هذا في حين أن ماهية الممارسة تكمن في الإنجاز، والإنجاز معناه: بسط شيء ما في تمام ماهيته، وبلوغ ذلك التمام، بحيث يكون الإنجاز هو الإنتاج بمعناه الأصيل.
لا يمكننا إذن أن ننجز على الوجه الصحيح إلا ما "يوجد" مسبقا. والحال أن ما "يوجد" مسبقا هو الوجود. وإذا كانت مهمة الفكر هي أن ينجز العلاقة التي للوجود بماهية الإنسان، فإن هذه العلاقة لا تنتج أبدا عنه ولا تشكل من طرفه، بل إن الفكر لا يعمل سوى على عرضها عن الوجـود باعتبار ما من الوجود يعود على الفكر نفسه. هذا العـرض يكمن فيما يلي: في الفكر على الوجود أن يأتي إلى اللغة. واللغة هي مـأوى الوجود، حيث يقيم الإنسان. المفكرون والشعراء هم أولئك الـذين يسهرون ويحرسون على هذا المأوى. حراستهم وعنايتهم هما الإنجاز التام لتجلي الوجود، إذ من خلال قولهم وبه يحملون إلى اللغة ذلك التجلـي ويحتفظون به هناك. والفكر قبل كل شيء لم يرق إلى مرتبة الفعل لمجرد أن أثرا ما قد نجم عنه، أو أنه قابل لأن يطبق على… أو يوظف في… إن الفكر يتصرف ويمارس بقدر ما يفكر. هذه الممارسة ما دامت تخص العـلاقة التي للوجود بالإنسان، فهي على أعظم تقدير الأكثر بساطة. لكنها ولنفس السبب الأكثر رفعة في نفس الوقت. وعليه فإن كل فعالية إنـما تستقر في الوجود لتتجه من ثم صوب الموجود.

anfasse22106أي فيلسوفنا المأمول حلوله قريبا، اعلم أننا لا زلنا ننتظر إطلالتك علينا وجديدك حول قضايا واقعنا القابع في واقعيته المفرطة لدرجة الجمود المطلق، فأنت الذي سينقذنا لا محالة من تشردنا الفكري، وتبعيتنا السياسية والاقتصادية، واطمئناننا إلى الهزيمة استسلاما لها بدل قتالها بكل بسالة، وأنت كذلك من سيعلمنا كيف نقرأ ما جادت به قريرة معلمنا وجدنا أرسطو، وكيف أن منطقه وإن عرف اهتزازاته الكبيرة فإننا لازلنا في حاجة كبيرة إليه، لازلنا في أمَسِّ من يعلمنا كيف نفكر تفاديا للعِصْمَةِ من الزّلَلِ، سعيا إلى اكتشاف سحر العقل وإمكاناته التي ما إن تنتهي حتى تبدأ من جديد.
    فيلسوفنا الغالي الوقور، إننا نعرف مسبقا أن فعل الانتظار يجثم على القلوب مثلما الأنفاس، خاصة إذا طال وعَمَّرَ إلى درجة فقدان الأمل، لكن ثقتنا فيك لن تَضْمَحِلَّ أبدا ونحن نعقد عليك مهمة تخليصنا من هذا الذي لسنا راضين عنه بتاتا، من ثمة فغنه وكلما طال انتظارك إلا وكبرت معه أمانينا، حيث لازلت تفكر وتتأمل وتقرأ وتكتب بحثا عن وصفة قلما خطرت ببال فيلسوف قبلك، لهذا فكلما تأخرت كلما زادت فعالية ما ستعلمنا إياه تحريكا للخطوة الأولى، وسعيا إلى تشخيص يمكننا من معرفة من نحن بكل واقعية وبكل فعالية أيضا.
 

anfasse22103في أن أحلامنا ليست لنا ..
يقول "جي ديبور" في مؤلفه الشهير "مجتمع الفرجة "، بأن هدف الاقتصاد هو تطوير ذاته، غاية التصنيع مزيد من التصنيع، هدف الرأسمال مراكمة الرأسمال ، و دفع الناس في اتجاه أن يكونوا مجرد متفرجين سلبيين،حشودا  من الخاضعين الضائعين، الهادئين، المتواطئين مع الأقلية المالكة للرأسمال و لوسائل الإنتاج ضد بعضهم و ضد أنفسهم أيضا،،،الفرجة عند "جي ديبور"  تبدو عندما يتحلق الناس حول رغبات مشتركة، يعتقدونها رغباتهم ، فإذا هي معدة سلفا من قبل الماسكين بخيوط اللعبة، بمعنى أن "النماذج "و "المثل"، سواء كانت أشخاصا أو أنماط عيش أو أفكارا و مواقف و قيم ، يتم تسييدها، تقحم في صميم الحياة اليومية للناس، في صميم "متخيلهم "، تفرض عليهم فرضا..يتخيل الناس بعد إغراقهم في بحر الصور ما يراد لهم أن يتخيلوه ، و يحلمون بما يسمح لهم بأن يحلموا به، تذوب الذوات الفردية في قوالب فتصير شبيهة ببعضها..تعيش الوهم و تعتقده واقعا، و لا تحدد بدقة الفيصل بين الواقع الفعلي و ما يصور أنه الواقع، تتعطل إمكانية بناء وعي طبقي أو وطني،فتهزم الأحزاب و الإطارات المناضلة ، و تستريح الرأسمالية إذ يقدس الناس ما تروجه من وهم و تعيش هي الواقع الفعلي، تهاجم قوت الناس و رؤيتهم للعالم و للوجود ، تضخم إحساسهم بالانتماء إلى ما لا ينتمون إليه فعليا، و تقزم شعورهم بالانتماء إلى بعضهم، تخلط في عمق إحساسهم بين الصديق و العدو، تخلق ضبابية الوجود ، الفوضى العارمة ،الاستيلاب ، لذلك فالمجتمع الصناعي حسب "جي ديبور" يشتغل بالأساس على الصور و تكرار الصور ، يشتغل على بناء متخيل الناس و أحلامهم ، و على إبعاد الناس عن الواقع و عن أحلامهم و متخيلهم الخاص ، الذي يشكلونه بأنفسهم و لا يقترحه عليهم أحد .

anfasse22102صدر مؤخرا عن المكتبة الفلسفية بلوفان ضمن سلسلة عددها 93 مؤرخة بسنة 2015  وتحت إشراف  J.-M. Counet,  كتاب جماعي يحتوي على 913 صفحة ويضم تغطية شاملة لأشغال المؤتمر الفلسفي العالمي للجمعيات الفلسفية الناطقة باللغة الفرنسية رقمXXIV  الذي احتضنته مينتي بروكسال ولوفان من 21 إلى 25 أوت سنة 2012 حول مسألة المواطنة la citoyenneté  من زاوية فلسفية متنوعة . 
لقد نقل لنا الكتاب متابعات عن كلمات و محاضرات وورشات تفكير وحلقات نقاش ومداخلات وورقات ومتابعات لشخصيات وآثار وحوارات جرت بين مشتغلين بالفكر الفلسفي ومهتمين بالعلوم الإنسانية. ولقد انقسم الكتاب إلى جملة من المحاور. إذ تم تسليط الضوء من طرف المحاضرين في القسم الأول على "الأديان في الفضاء الأوروبي"(Jean-Marc Ferry) وتناولوا بالنقاش قضايا "المواطنة في إفريقيا"(Jean Onaotsho Kawende) وإشكالية وجود "المواطن بلا مواطنة"(Pierre Pellegrin) و"التعدد الثقافي والمواطنة"(Catherine Audard) وتساءلوا عن التلاؤم بين "الله والديمقراطية"(Paolo Flores d’Arcais).

anfasse16107أ- الصورة والمفهوم:
إذا كانت الفلسفة تفكر من خلال المفهوم فالسينما تفكر من خلال الصورة المتحركة ذاتيا. وما يربط السينما والفلسفة ببعضها البعض هو صورة الفكر. إن صورة الفكر هي ما يلهم الفلسفة في إبداعها للمفاهيم أما السينما فهي تنشئ صورة الفكر وهي توضّب الصورة ذلك أن «مكوّنات الصورة السينمائية تتضمن التّوضيب أصلا»(1). يتعلق الأمر إذن في مقاربة «دولوز» بإقامة مناظرة بين السينما والفلسفة،هي في العمق علاقة تناظر تعكس من خلالها الواحدة الأخرى على نحو أصيل،فالهوية الحق مفعول لعلاقة. هوية السينما تتكشف أفضل ضمن علاقة مقايسة مع الفلسفة والعكس بالعكس. في خضم هذه العلاقة يتحوّل منتوج الفلسفة أي المفهوم إلى «كتل من الحركات الدائمة والمتلائمة داخل تشكل الأمكنة و الأزمنة… تصبح المفاهيم أكثر قابلية للفهم لأنها عبارة عن تجل مرئي لتجربة معيشة من طرف كل واحد». لكن من جهة أخرى يعتبر «دولوز» أن «قيمة الصورة تتمثل في الأفكار المتولدة عنها»(2).
صورة الفكر هي مايشغل السينما كما الفلسفة أي الأسئلة التي تثيرها الأولى والمفاهيم التي تبدعها الثانية. لذلك ينبه «دولوز» القارئ منذ الصفحة الأولى من عمله عن السينما إلى أن الأمر «لايتعلق في هذه الدراسة بالتأريخ للسينما بل بصنافة وبمحاولة لترتيب الصور والعلامات»(3). إذن، لا يتعلق الأمر بعمل تحقيبي توثيقي بل باستجلاء الإشكالات والانتقالات والتحولات التي عرفتها السينما.

anfasse16106إنّ هدف هذا الدراسة هو البحث في التفاعل القائم بين نظريّات المنهج العلميّ (بما فيها المنطق) والتطوّرات الحاصلة في ميدان الذكاء الاصطناعيّ في العشرين والثلاثين سنة الأخيرة. الموضوع الأول الذي سأدرسه بالتفصيل هو العلاقة بين الجدل المستديم الذي يَخُص المنهج العلميّ (المناظرة الاستقرائيّة) وبعض النتائج الحديثة في مَيدان التعلّم الآليّ. سنعرض في هذا الفصل النقاش القائم بين الاستقرائيّين المتمثّلين بالسير فرانسيس بيكون كما هو متعارف عليه، وخصومهم المتمثّلين بالسير كارل بوبر. وسأحاول أن أعرض هذه المناظرة، بالقدر الذي يتيحه تَخصّص هذا الفصل، مستخدماً مناهج التاريخ وفلسفة العلوم(1) المعهودة.
1.1 مذهب بيكون الاستقرائيّ
لقد طوّرت نظريّة الاستقراء في المذهب العلميّ (المذهب الاستقرائيّ) في البدء، على يد سير فرانسيس بيكون (1564- 1626). وقدم بيكون نظريته في أعمال عديدة إلّا أنّ أشهر معالجاته لهذه المسألة تظهر في كتاب الأورغانون الجديد Novum Organon الصادر سنة 1620 والذي سأستشهد به. إنّ مُجمل كتابات أرسطو في المنطق جُمعت في كتاب حمل عنوان الأورغانون (التي تعني حرفيّاً أداة)؛ وبالتالي فقد كان كتاب بيكون الأورغانون الجديد يهدف إلى تخطي أرسطو كأداة للتعقّل. لقد اعتقد بيكون في الواقع بأنّ المناهج الجديدة التي اقترحها ستكون أكثر خصوبةً من المناهج التي كان يستخدمها اليونانييون القدماء ومفكرو العصور الوسطى في ميدان التطوّر العلميّ والتقانة.

anfasse09115خصص ميشال فوكو، قبل وفاته بقليل، لمسألة الأخلاق كتابين[1] توج بهما عمله الفلسفي. لكن كم سنفاجأ عندما نعرف أن هذا الموضوع –موضوع القيم- لم يكن غائبا بالمرة في دراساته الفلسفة-التاريخية. صحيح أنه في كتابه الكلمات والأشياء، وفي صفحات جميلة خصها لمسألة الزوج الكوجيطو واللامفكر يقرر أن الفكر المعاصر ليس في حاجة إلى الأخلاق، فـ"منذ القرن التاسع عشر خرج الفكر من ذاته… ولم يعد بعد نظرية؛ فما أن يفكر [هذا الفكر] حتى يجرح أو يوفق، يقرب أو يبعد، يفصل، يحل، يعقد أو يفك، وبالتالي لا يمكن إلا أن يحرر ويستبعد. فالفكر، حتى قبل أن يفرض أو يرسم أفقا للمستقبل وقبل أن يعلن عما يجب القيام به، وقبل أن ينصح وينذر فقط، فليس هو منذ وجوده، وفي شكله المبكر، وحتى في ذاته، سوى فعل، وفعل خطير"[2]. يتبين من هذا القول أن فوكو وقت كتابته لـ "الكلمات والأشياء"، وأثناء صياغته لفقرات الكوجيطو واللامفكر كان يقيم التعارض بين الفكر والأخلاق، ومرد هذا التعارض هو اعتقاده أن الفكر لم يعد يرسم للناس ماذا يفعلون، وفيما يجب أن يعتقدوا، وما الحقيقة التي عليهم أن يتشبثوا بها، وما هو الخط الفاصل بين الحقيقة والوهم[3]. فكل حديث عن الفكر بهذا المعنى لا يمكن إلى أن يعترف بعدم جدوى الحديث عن الأخلاق، لكونها لا تعكس ما يعيشه الفكر المعاصر، وبالتالي المجتمع المعاصر؛ وما يعيشه الفكر المعاصر هو أنه لم يعد "نظرية" تنتظر من سيقوم بتطبيقها لمعرفة هل تعكس الواقع فعلا، أم أنها منفصلة عنه. فالفكر ليس أداة تسمح لنا بالاختيار لكي نكون في اليمين أو في اليسار، بل هو، أساسا، ممارسة بها نحارب ونقاوم. ليس شيئا محايدا عن مجال الصراع بل هو أداة الصراع نفسها؛ فهناك علاقة وطيدة بين الطريقة التي نفكر بها، والطريقة التي نمارس بها.

anfasse09104قبل بضعة أيام من اليوم التقيت بصديق لي يشتغل أستاذا لمادة الفلسفة، له نصيب واهتمام كبير في المعرفة الفلسفية، خاصة وأنه يعتبر من  الجيل الثاني الذي تخرج من جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط، مما جعله ينسج علاقات وطيدة مع أغلب المفكرين المغاربة، وبينما كنا نناقش موضوعا من مواضيع الساعة خارج صرامة الفكر الفلسفي، ابتدرته متسائلا عن أحد أصدقائه المفكرين، حيث كان يتميز بغزارة ونوعية ما يكتب، إلا أنه توقف توقفا غريبا، وهو ما جعلني أتحسر على هذا الأمر خاصة وأن صديقه هذا لازالت أمامه عديد السنين للعطاء، عندها أجابني مخاطبي بأن من نتكلم عنه إنما توقف فقط كي يعود بنفس جديد، وأن من بين مميزاته أنه لا ينغمس في مدرسة فلسفية بعينها أو في فيلسوف بعينه ، بقدر ما أنه يأخذ منه ما يهمه ثم يعرج بعدئذ إلى ما يجب الذهاب إليه، حينها صمت برهة ثم أردف قائلا: صديقي هذا مفكر براغماتي وهو ما نفتقده في مفكرينا المغاربة. 

anfasse09103" في الثقافة الأخلاقية، لابد من السعي في سن مبكرة إلى تمكين الطفل من تصورات للحسن أو القبيح. وإذا أردنا تأسيس الخلقية ينبغي تجنب العقاب. فالخلقية هي أمر في غاية القداسة والسمو..."1[1]
قد لا تحتاج الثقافة إلى التذكير بشكل مستمر بفائدتها بالنسبة إلى الأفراد والجماعات، فأهميتها في تربية النوع وتطوير المجتمعات وتقدم الدول وتحضر الشعوب لا تزال قائمة في كل مكان ومحل اتفاق وقبول.
لم تكن الثقافة في حركة مد وجزر مع الجانب الطبيعي قصد إدخال الإضافات والتنقيحات التي تصل إلى حد التغييرات المفيدة والإصلاحات النافعة فحسب وإنما فاق مستواها كل ذلك نحو بناء المشاريع وإنتاج المعنى وتفجير الثورات وتأسيس المدنية واختراع التقنيات واكتشاف المجهول واستكمال الوجود البشري.
وإذا كان أولا لكل ثقافة خصوصيتها ومنطلقاتها ومنابتها فإن تجذرها في موروث مادي وارتباطها بتقاليد محمولة من الماضي وانشدادها إلى ذاكرة جماعية قد يؤدي إلى انغلاقها على ذاتها وتحوطها بسور تراثها. وإذا كان ثانية لكل ثقافة محاور كونية ونقاط مضيئة وإبداعات عالمية فإن إشعاعها على الآخرين وإفادتها المتواضعة للكون وخدمتها للإنسانية قد تتحول إلى موطن ضعف وسيتسبب في ذوبانها وضياع في العالم.

anfasse09101تحاول الكتلة التاريخية أن تتدارك الفوات الحضاري وأن تعثر على الجواب الشافي للسؤال عن الهوية وأن ترد على تحديات العولمة وأن تجد طريق الخلاص من أزمة خطاب الهوية التي سببها الإقصاء والحرب. لكنها تقع في كماشة تعثر البدائل وفشل المرجعيات وحالة التخبط الإيديولوجي بين القوى المتنافسة وغياب المشروع الحضاري المتكامل وتعبر عن حاجة ماسة إلى رؤية معمقة للواقع وقراءة تشخيصية نقدية للمجتمع وغربلة فكرية للعقل الذي يسكننا.
لا يمكن بناء عمارة الهوية على أساس الدين فحسب ولا يجوز التعويل على الهوية الدينية لمواجهة المخاطر والصمود أمام موجات التفكيك والتقسيم بالرغم من ادعاء هذا الدين العالمية واكتساحه السريع للمعمورة. كما لا يتعلق الأمر بالبحث عن الأصل والتفتيش عن المصير بالنسبة للهوية التي تخصنا للإجابة عن سؤال من نحن؟ وذلك بطرح سؤال من أين أتينا؟ والى أين سنذهب؟ وإنما المطلوب تحديد موقعنا في العالم وقيمة الرصيد الهووي الذي تحوز عليه الجماعة التاريخية الناطقة بلغة الضاد والإجابة على سؤال أين نحن ؟

anfasse02112مدخل:
استلهم  جاك ديريدا الآلة النيتشوية للكشف عن الفاني من التاريخ، لا البحث عن النفس الخالدة وبذلك أصبحت الميتافيزيقا هدفا للتهجم، لتحطيم أصنامها لمّا تعطلت مقولاتها اللغوية، فالميتافيزيقا تسكن اللغة وتهيمن على العقل البشري بتعالي خطابها على اللغة ذاتها وهي تهيمن بفرض خطابها واعتباره صادرا عنها لا عن البشر، وقد أطلق ديريدا على هذا الطابع ميتافيزيقا الصوت بسيادة الكلام على حساب الكتابة.
- فهل استكنه ج. ديريدا سلطة الصوت لوضعه قائما بين الوعي والحضور؟
- هل كان لجينيالوجيا الكلام عنده امتدادات همّت المساءلة المتجذرة للحداثة الغربية؟
-  هل كشف البحث في اللوغوس عن الطابع الاصطناعي القاصر للمفاهيم؟
 - هل فكك تاريخ الميتافيزيقا بما هو خطاب مهيمن يفكك شجرة المعنى ويحتقر الكتابة عبر كبت النص بمحو سواده؟
- كيف يمكن لبياض نص اللوغوس من تقديم نفسه في تاريخ الفلسفة؟
- ما هي دلالة الكتابة عند جاك ديريدا بما هي حركية لتجلي الجسد الديريدي عبر الإنصات إلى كلام الذات؟