
كل شيء في غرفة المكتب داكن وشاحب ، الشيء الوحيد الذي يلمع هو صلعة عبد العال المرفوعة فوق جسد ربع أبيض ، ينبثق منه بطن بارز ممدود باتساع من الخصر إلى الخصر كما الهضبة .. جلس عبد العال كالعادة إلى طاولته ، يتناول الفطور بفم معوج متذمر ليس من الدنيا وحسب ، إنما من زميلته سميرة التي تكرر يوميا مليون مرة على مسمعه ومسامع الجميع حكاية فسخ خطوبتها ، وهو مضطر أن يسمع كل حكايتها من جديد كلما قصتها على زميلة حميمة إلى قلبها ، أو زائرة عابرة ، يستمع عبد العال بقرف مصوبا نظراته إلى رأسها المستدير المطبق مثل علبة السردين .. ثم يخرج من المكتب متصنعا شم الهواء ، متبرما ، و في دخيلته يشتم ويلعن أهلها ويشتمها ، ويهدر بعصبية وتوتر مخاطبا نفسه بصوت حاد رفيع مدبب :