
تتبدّدين كأنفاس الندى وجدا وبما تخضّب من أناملك المديدة توشوشين فتدار أقداح" من خمر عانة أو كروم شبام"1
تتأمّرين على أحلامهم فتجيء منهكة خيول صبوتهم وتحط ّراغية تلك النجائب والرّكائب ... هذي النّمارق لمن صفّت حتى يعفّرها الفضول وما تناثر من هجين المسك لكنما عبق اخضراره يولد هكذا في الرّوح ، وترين وجهه ممطرا يسري على طرق بعيدة فيجيء نزعك حازما، تستمهلين ، " لا ، لا تزرني هكذا ، دعني أمتع ناظري بغمامة من قطره أو لعقة من شهده أو نفحة من خدّه حتى إذا نبتت يدي في كفّه خذ كلّ أوصالي وانشر نعيي ... يل حين كيف تأخذني وأنا لم أحي يوما واحدا؟
تتلفتين بالجيد أنهكه التوجّس والترقب ويظلّ نبض بالوريد مرابطا كالسيف متربّصا بالخطو يوغل في ثنايا البعد تتوقعين جنوحه أبدا لكنما أمل التلاقي يعلّل جمر الجوانح بالعناق هذا المبرعم في أقاصي الذات . لكنما الوقت المبدّد للأماني يمتدّ مثل الأفعوان . وتكابرين فيزبد الحدق العنيد وتنظرين الى الأقاصي تهمهمين : "الأخضر المجدول من سعف النخيل والزنبق الممهور بالخجل المحبّ والألفة في مثل طوق للحمام تألفت حول الأقاحي وألّفت بين المعنّى والمعنّى . ماذا أضيف ليكون أجمل هذا المكان ؟ ولماذا لا يأتي الرذاذ وأنا نذرت أصابعي للّوز؟ ولماذا يسرف في سفك الثواني هذا المكابر والعنيد ؟ أترى الثواني كمثل هذا الصخر ثابتة حتى يبدّد جذوتي ويريق أ نفاسي على وهج التوقّع والعناد؟