color028pجائـزة
أملي أن أكون دوما عند حسن ظنك، و عليه وجب ألا أخفيك سرا أبدا، و أن أميط لك اللثام عن سر عظيم ظللت أكتمه حتى غدا عبئا  ثقيلا لا يحتمل. لقد آن الأوان لنتقاسمه معا... إن مدينتنا العزيزة – أيها الكريم – هي مدينة النحاس. نعم مدينة النحاس، و هذه حقيقة عارية لم يعد عليها غبار.

لقد عمم مركز وطني هذا الخبر بمناسبة الإعلان عن جائزة علمية جديدة. ولعلمك فهذا مركز علمي وطني محسوب على مؤسسات علمية عالمية معروفة؛ كان قد نشر في إعلانه شروط هذه المسابقة للإثبات بالدليل العلمي أن تازا هي مدينة النحاس. و جاءت شروط البحث صارمة بمنهج علمي دقيق. ولن تقبل الأعمال الانطباعية، على أن يقدم الباحث المشارك في الجائزة سيرته العلمية، إضافة إلى عمله مطبوعا، و مذيلا بمستنداته الفكرية ومراجعه العلمية، و الوثائق العينية في ما لا يقل على الألف صفحة و صفحة.

auroraكنت أظن أن الأمر يتطلب قليلا من الصبر لكنني كنت مخطئا بشأن ذلك فانفجرت غضبا وشتمت( ال...) كيف لا أنفجر و أنا أرى الشرطي يتواطأ مع اللص لسرقة ما بحافظتي و عندما لم يجدا شيئا أشبعاني ضربا مبرحا و اتهماني بالخداع ، كيف لا أنفجر غضبا و أنا أرى معلم التلاميذ الصغار يسرق حقائبهم  و يبيعها في سوق ( مريدي) و رصيف الحرامية، كيف لا أنفجر و أنا أرى أن القطط و الكلاب قد قاومت تغيير طباعها كل هذه العصور و لم ينجح كثير من الناس بالإحتفاظ بطبائعهم الآدمية ، أكان علي أن أتحلى بالصبر و أنا أرى البقال يضع أزبالا في كيسي بدلا من الفاكهة التي أشرت اليها و دفعت مالا لشرائها ، كيف لا أنفجر،و كلما مُدت يد لأشعال شمعة تضرب بعصىً غليضة تكسر عظم اليد و تطيح بالشمعة ، ماذا يجري ، كيف لا يغزوك الخوف و الغضب و أنت ترى وطنك مثل رجل فارع يمشي مترنحا وهو يغرزخناجره بجسده دون وجل مخلفا وراءه خيطا من الدم الأحمر القاني .

Ksar1

إلى روح شهداء انتفاضة 1948 بالقصر الكبير
أكتم الصوت داخلي، يتأجج صدري، أوزع تساؤلاتي،، نظراتي عبر النافذة،، اختفت الحركة، صياح الباعة وهلوساتهم، أحاديث قدماء محاربي الحرب الأهلية الاسبانية، وهم يتحذلقون حول الأدرد ، يتطاير لعابه من فمه وهو يمسك القصبة الصقيلة، من طرفها تارة، ومن وسطها تارات أخرى، يحكي يشد الأنفاس،، يحكي يشخص المواقف المناسبة  لقامته القصيرة، والصوت المبحوح الذي يعرف محطات توقفه،  يتقن فن التوقف يجول بالحدقتين الضيقتين، يتفرس الوجوه يستعطفها باسما  تنفحه فيتابع رحلته .

anfasseتابطت كتبي وانا اهم بالخروج من البيت للذهاب الى مكتبة المدينة العامة ، التي تم هدمها وتحويلها الى حديقة هادئة ، بعد الخمول الذي اصاب الكتاب اثر انتعاش الانترنيت الجميل والذي لايظاهي جمال الكتاب باي شكل من الاشكال  ، الحديقة التي تقع  في الجانب الاخر الشرقي من المدينة عندما قالت لي زوجتي ان اتريث قليلا وان لااتعجل الذهاب ، واصرت عليّ على  عدم الذهاب لان هناك امرا عظيما سيحدث .

جلست بعد ان وضعت الكتب على المنضدة الملاصقة لركن الحائطين ، في غرفة استقبال الضيوف ، ورحت انظر الى زوجتي التي بدت مرتبكة قليلا ،  وقلقة كثيرا ، وهي تذرع البيت من الباحة ،  الى الاستقبال ، الى الغرفة المجاورة دون ان تخبرني شيئا عما كان يدور بخلدها او ما كانت تنوي قوله لي .
كانت زوجتي في جميع الايام لاتتوانى ان تخبرني بكل شيء يدور حولها او يدور بخلدها  ، وذلك بمجرد دخولي الى البيت ، دون ان تعطيني وقتا كافيا لنزع ملابسي واستبدالها بملابس البيت . اذ تبدا بسرد كل ما جري وانا خارج البيت دون ان تتقاطع مع شيء ، مثل صنبور مياه شديد الدفقان .

peintureاذكر أن ذلك حدث ذات ليلة ممطرة.
ما يؤكد عندي ذلك, قولها ذاك الذي بقي محفورا في ذاكرتي
كذلك الوشم المحفور في شق مؤخرتها الأيمن, والذي يمثل كوبرا في حالة انقضاض.
قالت يومها ونحن نلتحم التحاما تاما
_أحب أن نفعل هذا الشئ  والسماء تمطر...
ضحكت واسترسلت
_وقع زخات المطر على زجاج النافذة يزيدني إثارة .....

albertمشكلتي في عدم القدرة على ضبط المفاهيم ليست وليدة اليوم , بل تمتد جذورها إلى أيام الصبا الأولى فمثلا تعلمت من المحيطين بي , وأنا صغير , أن أسمي الأعمى "بصيرا " والمقعد زحافا " . عمتي عندما أنجبت ولدا معاقا سمته " سالم " . عندما توقد أمي نارا تقول لي لا تقرب من " العافية " حتى لا تحترق .
مرة طلب مني أحد الخليجيين أن أدله على أحد الشوارع فلما فعلت قال لي : " الله يعطيك العافية " , فقلت له حانقا : أشعلها الله في مؤخرتك "
وأنا أكبر بدأت أتقبل على مضض أن تكون للكلمة الواحدة معاني شتى و للكلمات المختلفة معنى مشترك ولكن أن ألقن معنى معاكسا للمفردات فذلك شيء لا يحتمل , والدليل أنني رسبت مرارا في مساري الدراسي  .

anfasseدعوني أخبركم عن تجربتي الأولى ،عن اندهاشاتي، فقد كان العالم واسعاو المسافات شاسعة وما كان يجري كبيرا و متنوعا و كانت سرعة التقاطي للأفكار و الرؤى بطيئة و متمهلة، ذلك لأن سيلا من الدهشة و الإعجاب يسيل حولي  كلما أطلقت عيني تجوسان المكان ، تتفحصان كل وجود جديد أعده صيدا و غنيمة لغرائزي التي تنطلق تباعا دون مقاصد، هذه هي تجربتي الأولى و هكذا كا ن وجودي منبسطا و محتفيا بإدراكات ملونة ، لا مثيل لها في تاريخي الماضي القصير ، هكذا أتممت تأسيس قواعد إدراكي و من ثم ضعت في التيه الممتد من بوابات الثغو الأولى  حتى مصاريع أبواب الهرم المهترئة ، كائنا لا أشبه ما كنت عليه إبان وجودي المجازي في ذلك العالم العلوي، و ها أنا الآن بعد ذلك أجلس في مكان أوهمت نفسي و الآخرين على إنه المكان الملائم ، يمرون بي يرونني بسحنتي  ذات الملامح العادية ، لكن ما بداخلي يزمجر كحيوان جريح ، لست أنا وحدي كذلك إذ إنني أكاد أرى حيواناتهم الداخلية التي تطل من أعماق نفوسهم تتحين الفرصة للأنطلاق في أدوارها  بعضهم حيوانه مستخذ ككلب يضع ذيله الأعوج بين فخذيه القذرتين، يلبس  تلك النظرات المنكسرة ،و بعض تلك الحيوانات الداخلية يعوي كالذئاب وبعضها الآخر يتلصص كابن آوى وأخرى تزمجر كأسود جائعة و آخر ينهق كحمار ، جميعنا نشترك بشكل عادل ببزوغ حقائقنا الحيوانية التي تنكر لها باضطراد زمني متتابع و طويل تكويننا المدعي بأنه ينتمي للسماء و حيث دربنا أنفسنا على إتقان الوهم ، ذلك الوهم الذي مفاده إننا عائدون إلى مكاننا الأصلي ، مكاننا الأول العالي هناك ، لكننا عندما ننسى دربتنا  على السمو نسقط عاجزين  إلى حضبض جذورنا المزمجرة و العاوية و الناهقة وأحيانا المغردة  كالعنادل ، كدجاج يملك أجنحة لكنه لا يطير بيد أنه يصفق بجناحيه  مذكرا نفسه بأنه لا زال ذلك الحيوان المنتمي إلى جذوره الطائرة.

anfasseلقطة رقم1 :عناق
يمد البحر ذراعيه باتجاه المدينة الغارقة في بحرها ليعانقها ،كما عاشق يمحو عن حبيبته بقايا حزن أليم.يمتد البحر الى اللانهاية ...يلتحم مع السماء في عناق أبدي...
سرب طيور ناصعة البياض يرسم في كبد السماء سهما يسير بسرعة واتساق جهة الشرق.....
لقطة رقم 2:تواصل
المرأة التي تجلس بمحاذاة الشاطئ تروقني كثيرا.أراقبها عن بعد ،،أحاول ،بكثير من الخيال المجنح،أن أخلق تواصلا ما معها.أجتهد كي أجدعنصرا مشتركا بيننا.أتتبع حركة رأسها علني ألتقي معها في زاوية معينة للنظر لنتشابك في نظرة واحدة حول شيء واحد... لفترة بدت لي المرأ ة مثل تمثا ل شمعي سيذوب بين الفينة والأخرى تحت أشعة الشمس اللافحة.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة