في رواية "جميلات منتصف الليل"، تأسرنا حنان درقاوي، الكاتبة المغربية، بحسها الأدبي العميق وقدرتها على استكشاف صراعات المرأة في المجتمع المغربي. تُظهر لنا الكاتبة صراعات المرأة المتأرجحة بين الرغبة الجارفة والتزامات العفة، والتي تواجه فيها النساء العديد من العقبات والتحديات. وببراعة فائقة، ترصد درقاوي لنا تلك المزالق المختلفة التي ينزلق فيها الكثير من النساء، وتسلط الضوء على التمييز والقهر الذي يعاني منه الجنس اللطيف في هذا البلد، والعنف الأصولي الذي يعكس جذوره المتناسلة. وتستخدم الكاتبة شخصياتها النسائية بقوة وصلابة لتسليط الضوء على أحلامهن المجهضة في مشهد يثير الانتباه ويجعل روايتها صرخة أنثوية مؤثرة، تناشد النفوس القاسية الميتة في جمودها، وتدعوها إلى الانفتاح على الآخر وعلى الحياة بكل تعدد أبعادها. وتعتبر هذه الرواية إسهامًا هامًا لتعزيز الوعي بحقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين في المجتمع المغربي.
تنطوي رواية "جميلات منتصف الليل" للكاتبة المغربية حنان درقاوي على صرخة مؤثرة تجسد الصراع الذي يعانيه النساء في المجتمع المغربي، حيث تتخللها مواقف مؤلمة تكشف عن التمييز والقهر والعنف الأصولي الذي يتخذ جذوره من العادات والتقاليد. يرصد النص البعيد تمامًا عن الإدانات والتحليلات السطحية، مأزق الطالبة الجامعية صليحة التي تورطت في حياة الليل الجامحة، حملت جنينًا غير مرغوب فيه. تدفعها هذه الظروف لمواجهة تساؤلات شائكة حول مستقبل الجنين ومصيره، حيث تتقاطع الأخلاقية والدينية والاجتماعية في تحديد قرارها النهائي. فالإبقاء على الجنين يعني العيش في حالة من العزلة والفضيلة الاجتماعية، بينما الإسقاط يعني المخاطرة بحياتها وتعريضها للعقوبات القانونية والاجتماعية. يتناول النص أيضًا الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها النساء الفقيرات في المجتمع، والتي تزيد من تعقيد الوضع وتعكّر صفو الحياة. لكن، تشير الكاتبة في روايتها "جميلات منتصف الليل" إلى أن الصراع ليس فقط في اختيار بين الاحتفاظ بالجنين أو إسقاطه، بل في مواجهة مجتمع يميز بين الرجال والنساء ويمارس العنف والاضطهاد ضد النساء. فهي تستكشف العقبات التي تواجهها النساء في المجتمع المغربي، وتسلط الضوء على التمييز والقهر الذي تعاني منه النساء، والعنف الأصولي الذي يعكس جذوره المتناسلة.