اشتهر تشيخوف بكونه كاتباً مسرحيًا، ولكنه أيضاً أستاذ في فن القصة القصيرة ويستند إلى الإنسانية الواقعية.
"أنطون تشيخوف" Anton Chekhov (1860-1904) طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي، يُعتبر من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس. كتب المئات من القصص القصيرة، ومسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين. بدأ "تيشيخوف" الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء. استمر في مزاولة مهنة الطب. عُرف عنه قوله "إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي".

حول الواقعية الإنسانية لأنطون تشيخوف
"خارج كل أبواب السعادة والرضا، يجب أن يكون هناك رجل يحمل مطرقة، والذي كان يذكرهم باستمرار بأن هناك أشخاصاً غير سعداء، بغض النظر عن مدى سعادتك، ستقلب الحياة جوانبها المظلمة عاجلاً أم آجلاً إلى/ وسوف تتأثرون بالمحن، والمرض، والفقر، والخسارة، وبعد ذلك لن يراك أحد أو يسمعك، تماماً كما أنك الآن لا ترى أو تسمع الآخرين"
الاقتباس أعلاه مأخوذ من الكاتب الروسي "أنطون تشيخوف" الذي تواصلت كتاباته عتبة القرن العشرين، في مجتمع روسي يتسم بالفقر والقمع السياسي والتفكير الشمولي.

انبهار العالم العربي بما يعرف بشعر المقاومة، اعطى للجنار الشعري في ثقافتنا داخل إسرائيل دفعة حماسية غير معهودة فتكاثر الشعر والشعراء، تكاثر ايضا منظمي الكلام تحت تسمية الشعر، فكثر الشعراء وقل الشعر، وقد انتبه محمود درويش آنذاك لهذه الظاهرة وكان محررا لمجلة "الجديد" الثقافية، فكتب افتتاحية هامة بالعدد السادس – عام 1969 بعنوان "أنقذونا من هذا الحب القاسي". ختم مقاله الهام بقوله:" آن الأوان لأن توضع حركتنا الشعرية في مكانها الصحيح، بصفتها جزءا صغيرا من حركة الشعر العربي المعاصر عامة، وذلك يستدعي تخلص الناقد العربي من الخضوع التام لدوافع العطف السياسي وحدها على أصحاب هذه الحركة، فلا يكفي هذا الشعر أن يكتب في إسرائيل. إن وضع الحركة في مكانها الصحيح هو خير طريقة لنموها وتطورها لارتياد آفاق أوسع، خاصة إذا تذكرنا دائما أنها مازالت في المراحل الأولى من الطريق الطويل". للأسف لم تقد صرخته لعقلنة الانفعال العربي بشعرنا الفلسطيني المقاوم، الذي انكشف آنذاك للعالم العربي، وانعكس ذلك الحب العربي سلبا على تطور شعرنا بعد موجة الحب العاصفة لمحمود درويش والقليل من زملائه!

ويليام زينسر ( 1922- 2015 ) كاتب ، وناقد ، واستاذ جامعي أميركي ، مؤلف 19 كتابا في موضوعات شتى (الموسيقى ، البيسبول ، الرحلات ) والعديد من الكتب المقروءة على نطاق واسع حول فن الكتابة . وفي مقدمتها كتابه الشهير" كيف تكتب جيداً ؟ " الذي صدر في طبعات متلاحقة بلغت ثلاثين طبعة باللغة الإنجليزية في أميركا وحدها ، وبلغ إجمالي عدد النسخ المباعة منها اكثر من مليون ونصف المليون نسخة ، ناهيك عن ترجمتها الى العديد من اللغات الأجنبية .
ذات مرة دعي ويليام زينسر من قبل احدى المدارس الثانوية في ولاية ( كونيتيكت ) لمناسبة ( يوم الفن ) للحديث عن الكتابة كمهنة . وعندما حضر الى المدرسة اكتشف وجود كاتب آخر ، وجهت له الدعوة للحديث عن الكتابة كهواية مسلية. كان هذا الأخير طبيباً جراحاً ( يسميه زينسر ، الدكتور بروك ) ، بدأ بالكتابة منذ فترة قصيرة ، ونشر عدة قصص قصيرة في المجلات الأميركية . جلس الضيفان على المنصة جنبا الى جنب ، أمام قاعة غصت بالتلاميذ ، وأولياء الأمور، والمدرسين .
كان الطبيب الجراح يرتدي سترة حمراء صارخة ، ما أضفى عليه بعض المظاهر البويهيمية ، التي يفترض أن يتسم بها الكاتب . ولهذا فان السؤال الاول كان موجها البه :
- ماذا يعني أن تكون كاتباً ؟
أجاب الجراح :

التراث الثقافي والمعتقد الديني
تسلط هذه الرواية الضوء على واقع الحياة داخل الواقع العربي عقائديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا مع التركيز على تطور الأنا الشرقية العربية على مدار عقود خلت، وعلى المجتمع الحديث الذي يتركب من فسيفساء تتألف من فئات متعدد ومجموعات إثنية وعرقية مختلفة.
ان الحديث عن الرواية يفرض تعريفها تعريفا يميزها عن القصة والقصة القصيرة او القصة القصيرة جدا.
ان كان ميخائل باختين يرى أن تعريف الرواية لم يجد جوابا بعد بسبب تطورها الدائم. فبعض الدارسين في هذا الشأن لهم راي اجر وهذه بعض التعاريف المتداولة.
-1- إن رواية كلية وشاملة وموضوعية أو ذاتية، تستعير معمارها من بنية المجتمع وتفسح مكان التعايش فيه لأنواع الأساليب، كما يتضمن المجتمع الجماعات والطبقات المتعارضة جدا في مجتمع يتوافق ويتنافى فيه المعتقد مع التقاليد

تحية إلى د/ جابر، كاتبا وملهما ومؤسسا
تشكل تجربة جابر عصفور نموذجا فريدا في الحديث عن المشروع الثقافي الذي نهض به على مستويات متعددة، سواء أستاذا جامعيا وباحثا مرموقا أو مسؤولا عن مجلة فصول وغيرها أو مسؤولا في المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة أو في وزارة الثقافة، وفي كل هذه المواقع وغيرها كان فاعلا حقيقيا في إنتاج حركة ثقافية عربية تنتصر للحداثة والتنوير والتجديد.
 وقد أسهم جابر عصفور وعلى مدى ستة عقود في إغناء المكتبة العربية بتأليفات رئيسية وترجمات وتحرير وكلها تصب  في النقد والتحليل والتنوير والدفاع عن القضايا الاستراتيجية للفكر، وجميعها تنطلق من رؤية منهجية وبُعد ثقافي واعي، نال عنها جوائز عربية كثيرة.
وتعتبر مؤلفاته، على حد تعبير أحد النقاد (منظومة واحدة تتخذ من الفكر والأدب وجهيها البارزين ولا تكتمل إلا بالعودة إلى التراث البلاغي والنقدي الذي بدأ به عصفور رحلته الأكاديمية ...وكان دافعاً لانفتاحه على مفاهيم العقل الحديث من خلال ترجماته من قبيل "عصر البنيوية"، و"الماركسية والنقد الأدبي"، و"اتجاهات النقد المعاصر"، وكتابه المهم "قاطرة التقدم: الترجمة ومجتمع المعرفة"، ثم إنجازه الكبير في إنشاء المركز القومي للترجمة. بهذه الاعتبارات يمكن وصف جابر عصفور بالمثقف العضوي ، فهو لم يكتفِ بدوره ناقداً أدبياً كبيراً، بل اشتبك مع قضايا عصره مواجهاً ما يعترض مسيرة تقدمه من "ثقافة التخلف"، و"التعصب"، و"الإرهاب"، ورافعاً راية الحداثة التي تؤمن بالتعدد والتنوع وحق الاختلاف وحرية الاعتقاد والتعبير).

عندما تلتقي التقنية الشخصية  بالأب ( الباث ) والأم الحائكة، ففي هذه الحالة سنكون أمام عمل خارج معنى النصّ، وذلك لتسلسل الأحداث المتاحة من خلال المعنى والموضوع، حيث تنقلب المعاني إلى موضوعات جليلة، يستطيع الأب أن يكون الصديق الكلي لأولاده ( الشخصيات الروائية )؛ وهي الإحالة التي تتماشى مع العمل الروائي النوعي، وأنت تراقب القراءة وتكون جزءا من عمل المنظور الكتابي. لذلك يؤكد المنهج السيميائي على المفاهيم اللغوية ومنها العلامات والإشارات؛ وليس التأكيد فقط على الحالات التوليدية في علم اللسانيات، واللغة في الرواية الحديثة لها طابعها الإرشادي من ناحية الاندماج مع الحدث ونقل الحدث التأثيري، ومن هنا نستطيع القول إنّها اللغة المؤثرة بالمتلقي تحمل مضامين المؤثرات من الناحية الموقوتة.

تتأثر العلاقات اللغوية بالمعاني التي تنقلها، وهي تلك المعاني التي لها علاقات أيضا مع المسميات والمتعلقات الذاتية وما يرسمه الكاتب عادة، قبيل الحدث الروائي، وأثناء الاختلافات الفردية، وكلها ذات علاقة بالمنظور النفسي وكيفية استدراج المتلقي وجعله الجزء النافذ في المنظور الروائي، كأن يقول لقد حدث هذا بالفعل، بينما كانت الأحداث خارج منطقته؛ وضمن منظور علم الاجتماع، حيث أننا نبحر بين مجتمع رافض لحدث ما، ومجتمع متقبل للأحداث التي يواجهها.

"سألتني بنبرة الشغوف أين القوافي؟
أين جميل القول؟
أين بليغ المعنى الموشى بالدرر.. بالفسيفساء والزخرف..؟
همس الأنفاس (ص ــ 51 )
همسٌ كالصراخ، كالبوح، كالسؤال، كالصمت البليغ..
همسٌ كالروح، يخْترق السُّحب والحجُب ناشدةً رقة الكلمة، ونغمة الجرْس والإيقاع، وجمال الصورة، وبليغ البيان، رِكاباً يُنشد الجمال مبتدأً ومُنتهى..
"همسُ الأنفاس"(1)، نسجَ نصوصه كاتبٌ خبرَ لغة القلب والإحساس، فهو قبل الكتابة، موسيقي مرهفُ الذوق، رقيق الإحساس، مبدعٌ نحتَ أذواقنا زمناً بآلته "الأكورديون"(2)، وأمتعنا لحنا وإيقاعات لا زلنا نتقاسم أنغامها خلال اللقاءات. وهنا في "همس الأنفاس"، عوَّض آلته الموسيقية بالقلم، يُطرّز به حروف نصوصه قابضا على جمال اللحظة والصورة، وبهاء الدهشة..
همساتٌ جميلة تسبح بالقارئ في عوالم الحب والبوح والسؤال، وكلها نصوص رقيقة، تبني عوالمها صوراً وموسيقى وإيقاعات تجتمع و تتفرّق وهي ترفُل في بياضٍ لمّاع، تتراقص صوره على امتداد الديوان من مبتداه إلى منتهاه..

وأخيرا ترجل الفارس بعد رحلة قصيرة ومضنية مع المرض الذي لا يرحم ضحيته (السرطان) حتى ينتهي به إلى النهاية الفاجعة، ورحلة شاقة وطويلة مع الحرف والموقف والالتزام، وإن مات سماح وتوارى بجسده المثخن بالجراح فإن روحه سوف تبقى حية باقية بيننا نتمثل مواقفها وأبجديات نضالها وصمودها.
رحل سماح إدريس (1961/25 تشرين الثاني 2021) لكن مواقفه باقية تشكل منارة هادية لنا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل والعلم بالتعالم والمواقف الرجولية بالانتهازية. زمن يغدو فيه اليمين يسارا واليسار يمينا بجرة قلم ،بفتات يسير يلقى من عل أو بصورة إعلامية دعائية أو بحقيبة سياسية وما شئت من ألوان الإغراء والصيد الذي غدت فيه الثقافة مطية إلى الوجاهة والنجومية والنفوذ والتكسب الفاضح.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة