ينصرف مفهوم الأخر في الخطاب العربي أو الإسلامي إلي المخالف قومياً أو دينياً .. وقد تجسد منذ وقت مبكر ليعني فقط الفهم المخالف للدين .. فالأنا هو الفهم الرسمي - فهم السلطة للدين - واتباعه ومريديه فالناس علي دين ملوكهم .. والآخر هو كل من عارض السلطة وكل مذهب أو طائفة أو دين أو قومية أو سياسة أو فكر أو بلد يخالف مذهب أو طائفة أو دين أو قومية أو سياسة أو فكر أو بلد السلطة العربية والإسلامية .. لان السلطة تتخذ مذهب الحق وهي الفرقة الناجية وتعتنق دين الله .. وقوميتها هي اشرف القوميات وسياستها اصح السياسات وفكرها مستقيم وبلدها البلد الأمين والآخر هو من يحمل الصفات السلبية المناقضة للصفات الايجابية التي تتسم بها - الأنا أو السلطة - .. وفي العصور الحديثة صار مفهوم الأخر ينصرف فوراً إلي الحضارة الغربية .. إلي تاريخ الغرب وهوياته .. وأخلاقه ومدارسه الفلسفية والثقافية ونظمه الاجتماعية والسياسية !!! فمنذ نابليون بونابرت إلي بوش الابن ، أي منذ غزو مصر عام 1798 إلي غزو العراق عام 2003 .. وعلي مدار قرنين من الزمن .. فان سؤال العلاقة العربية بالغرب لم يبرح إشكاليته المزمنة .. إذ شاب هذه العلاقة المزيد من الالتباس (( بين مد الحروب وجزر التثاقف ، يسيل في طريقها دم كثير ويسيل في وصفها حبر كثير )) . هذه الإشكالية تقوم علي معيارين :
الأول : إن الغرب هو المستعمر المتوحش الذي استباح أوطاننا ونهب خيراتنا وكشف عن عوراتنا .
الثاني : لكن هذا الغرب هو من يصدر لنا العلم والحداثة والتكنولوجيا والمدنية والديمقراطية .. والنظم السياسية والاجتماعية والفكرية .
والنخب العربية والمسلمة سياسيون ومثقفون وتكنوقراط ... الخ سواء منهم المعجبون بالغرب او المعارضون له .. فإنهم جلهم إذا لم نقل كلهم يتجهون صوبه وينهلون من علمه وثقافته ويتمثلون قيمه وفكره الحداثي ويتمتعون بتقنياته .. ويلوذون به من استبداد أبناء جلدتهم !! . فهذه العلاقة علاقة التباسية إشكالية يشوبها الغموض والخلط وتجمع بين الكراهية والإعجاب .. وتقرن المقاومة بالاستسلام . تعد كراهية الحداثة واحدة من أهم مكونات الثقافة العربية .. التي هي ثقافة إسلاموية بلا منازع .. وأن هذه الأخيرة مجيرة للفكر السلفي بامتياز . ففكرة السلفية فكرة واحديه أيديولوجية لا تقبل بالاخر وهي في أفضل حالتها تهمش الآخر وتقصيه إلي الأطراف المنسية .. أما في حالاتها الأخري فلا تتواني في نفيه وإلغائه وتغيبه بحد السيف . فهي اجترارية تكرارية نرجسية لا تنتج إلا ذاتها ولا تتصالح إلا مع نفسها ولا تعيش مع الأخر لأنها لا تري الغيرية إلا حرباً جهادية .
الأول : إن الغرب هو المستعمر المتوحش الذي استباح أوطاننا ونهب خيراتنا وكشف عن عوراتنا .
الثاني : لكن هذا الغرب هو من يصدر لنا العلم والحداثة والتكنولوجيا والمدنية والديمقراطية .. والنظم السياسية والاجتماعية والفكرية .
والنخب العربية والمسلمة سياسيون ومثقفون وتكنوقراط ... الخ سواء منهم المعجبون بالغرب او المعارضون له .. فإنهم جلهم إذا لم نقل كلهم يتجهون صوبه وينهلون من علمه وثقافته ويتمثلون قيمه وفكره الحداثي ويتمتعون بتقنياته .. ويلوذون به من استبداد أبناء جلدتهم !! . فهذه العلاقة علاقة التباسية إشكالية يشوبها الغموض والخلط وتجمع بين الكراهية والإعجاب .. وتقرن المقاومة بالاستسلام . تعد كراهية الحداثة واحدة من أهم مكونات الثقافة العربية .. التي هي ثقافة إسلاموية بلا منازع .. وأن هذه الأخيرة مجيرة للفكر السلفي بامتياز . ففكرة السلفية فكرة واحديه أيديولوجية لا تقبل بالاخر وهي في أفضل حالتها تهمش الآخر وتقصيه إلي الأطراف المنسية .. أما في حالاتها الأخري فلا تتواني في نفيه وإلغائه وتغيبه بحد السيف . فهي اجترارية تكرارية نرجسية لا تنتج إلا ذاتها ولا تتصالح إلا مع نفسها ولا تعيش مع الأخر لأنها لا تري الغيرية إلا حرباً جهادية .