
الأول : إن الغرب هو المستعمر المتوحش الذي استباح أوطاننا ونهب خيراتنا وكشف عن عوراتنا .
الثاني : لكن هذا الغرب هو من يصدر لنا العلم والحداثة والتكنولوجيا والمدنية والديمقراطية .. والنظم السياسية والاجتماعية والفكرية .
والنخب العربية والمسلمة سياسيون ومثقفون وتكنوقراط ... الخ سواء منهم المعجبون بالغرب او المعارضون له .. فإنهم جلهم إذا لم نقل كلهم يتجهون صوبه وينهلون من علمه وثقافته ويتمثلون قيمه وفكره الحداثي ويتمتعون بتقنياته .. ويلوذون به من استبداد أبناء جلدتهم !! . فهذه العلاقة علاقة التباسية إشكالية يشوبها الغموض والخلط وتجمع بين الكراهية والإعجاب .. وتقرن المقاومة بالاستسلام . تعد كراهية الحداثة واحدة من أهم مكونات الثقافة العربية .. التي هي ثقافة إسلاموية بلا منازع .. وأن هذه الأخيرة مجيرة للفكر السلفي بامتياز . ففكرة السلفية فكرة واحديه أيديولوجية لا تقبل بالاخر وهي في أفضل حالتها تهمش الآخر وتقصيه إلي الأطراف المنسية .. أما في حالاتها الأخري فلا تتواني في نفيه وإلغائه وتغيبه بحد السيف . فهي اجترارية تكرارية نرجسية لا تنتج إلا ذاتها ولا تتصالح إلا مع نفسها ولا تعيش مع الأخر لأنها لا تري الغيرية إلا حرباً جهادية .