- 1 -
لم يكن هذا الشعورُ جديداً علي، لكن شعوراً بالنذالة تملكني بقوة في هذه المرة. هل ثمة مَنْ يفرح لموت والده؟ أنا فعلت ذلك. حينما قالوا لي إنه مات شعرتُ بالفرح للحظة، ولم أستطع وقتها أن أخفي ابتسامتي، فأول ما خطر ببالي أن الأشياء التي أخاف منها في حياتي قد نقصت واحداً. أعرف أن احترام الأب واجب، ولكن ليس إلى حد الخوف منه، نعم خوف، ليس رهبة أو احتراماً بل هو خوف حقيقي.
كانت مساحة كف المرحوم تعادل مجموع مساحتي كفي الانسان العادي، وراحة يده لم تكن مكسوة بالجلد، بل بما يشبه الحراشف. لا أعتقد أنه فكر، ولو لمرة واحدة، أن الشيء الذي يضربه بهذه اليد كان وجه ابنه الوحيد، أغلب الظن أنه كان يتراءى له أنه يضرب جداراً أو شيئاً له صلابة البيتون المسلح.
أمي قالت لي إنه كان يخشى أن أصبحَ ولداً مائعاً كأغلب الأولاد الوحيدين، الذين يتحول حب آبائهم لهم إلى إفراط في الدلال، فيعتاده، ويدرك أن طلباته كلها مجابة، فيبدأ بالتمرد على والديه بعد أن يَبطر ويفسد، ووقتها إذا أراد الأهل إصلاحه أو إعادة تربيته، يكون الأوان قد فات. كان يختلق ذريعة ويضربني كلما تخيل هذا المشهد أمامه.
لم يكن هذا الشعورُ جديداً علي، لكن شعوراً بالنذالة تملكني بقوة في هذه المرة. هل ثمة مَنْ يفرح لموت والده؟ أنا فعلت ذلك. حينما قالوا لي إنه مات شعرتُ بالفرح للحظة، ولم أستطع وقتها أن أخفي ابتسامتي، فأول ما خطر ببالي أن الأشياء التي أخاف منها في حياتي قد نقصت واحداً. أعرف أن احترام الأب واجب، ولكن ليس إلى حد الخوف منه، نعم خوف، ليس رهبة أو احتراماً بل هو خوف حقيقي.
كانت مساحة كف المرحوم تعادل مجموع مساحتي كفي الانسان العادي، وراحة يده لم تكن مكسوة بالجلد، بل بما يشبه الحراشف. لا أعتقد أنه فكر، ولو لمرة واحدة، أن الشيء الذي يضربه بهذه اليد كان وجه ابنه الوحيد، أغلب الظن أنه كان يتراءى له أنه يضرب جداراً أو شيئاً له صلابة البيتون المسلح.
أمي قالت لي إنه كان يخشى أن أصبحَ ولداً مائعاً كأغلب الأولاد الوحيدين، الذين يتحول حب آبائهم لهم إلى إفراط في الدلال، فيعتاده، ويدرك أن طلباته كلها مجابة، فيبدأ بالتمرد على والديه بعد أن يَبطر ويفسد، ووقتها إذا أراد الأهل إصلاحه أو إعادة تربيته، يكون الأوان قد فات. كان يختلق ذريعة ويضربني كلما تخيل هذا المشهد أمامه.