أنا الذي تجاوزتُ كل الخطوط المرسومة لي، تجاوزتُ كل خطوط الانطلاق، كنتُ أركض دونما سبب وجيه، أحسبني أطوي المسافات، وأنا ما دريتُ أن الحزن مسافات.. تحاملتُ على نفسي، وأعلنتُ العصيان، لم أكن أملك غير قلبي؛ تذبحه غصص مؤلمة، وانكسارات ملتهبة وتنازلات موجعة.
تتملكني -الآن- رغبة متوحشة لأنْ أعبر كل الصحاري والوهاد والبحار... لأنْ أغرق للأبد... لأنْ أصمت أمام حضرة الفراغ، لأنْ أرمق الحياة بنظرة كره وسخرية، لأنْ أعريَّ كل هذه الآمال الزائفة من ثيابها... لأنْ أشطب كلَّ اللافتات وأحرق كل بقايا النبوءات المتسكعة...