AEEEبذرة الحب التي القتها سناء في قلبه بدأت تنفض عنها غبار الحيرة وتشق طريقها الى النور ومافتئت تنمو وتكبر حتى اورقت بالامل ,,وازهرت بالفرح
وافعمت اعماقه بعبق ساحر لذيذ ,بشيء كالنشوة كالحلم ...شيئ غامض ,يدغدغ النفس باشواق مبهمة وحنين جارف ,ويمنح الروح رقة وخفة وقدرة على التحليق ,وكأنها طائر رشيق يرفرف باجنحة في دنيا مسحورة كل مافيها جميل وبهيج ,
اهكذا يفعل الحب ؟؟؟
هذا ماراوده صباحا وهو يستيقظ على طيف سناء يمس روحه مسا لطيفا ليوقظها من رقادها ,ويطلقها في عالم من الصفاء والحبور ...
وانبثق في اغواره تفاؤل عارم , فشعر برغبة للانطلاق ...للعمل ...للضحك...للطيران

abstrait lavoixكان اليوم الذي كرهتُ فيه المطر غائمًا طويلاً وموحلاً ، لم أتصوَّرْ أن ذلك سيحصل لي و لكنه حصلَ و أهالي قريتي كانوا سببا في ذلك لأنه فيما بعد سينعتني أصدقائي في المدرسة  بـِ " كارهِ المطرِ "  ، و إلى الآن  لم أعرفْ لماذا رضي الأهالي أن ينام الأموات عند الهضبة وسط القرية في حين فرَّ  الأحياء إلى الأطراف حيث بساتين الرمان والبلَحِ ، استقرَّ الأموات غافين في سعادة باهتة عند المقبرة بسورها الأبيض البسيط  و غير بعيد عنها مدرستنا الابتدائية مدرسة " سيدي عبد الرحمان"  العارية من أيِّ سور تصافحُ الطريق الترابي و البرد كل صباح ، وكان الشتاء يصفعنا كل سنة بلا رحمة و لكن ذلك يمرُّ بعذوبة نظرا لتلك الألعاب الصغيرة التي كنا ننفق فيها أيامنا كلَّما خرجنا من المدرسة .

anfكلما خطر إلى بال سمير طيف خطيبته سلمى كان قلبه يخفق وبسرعة يدق.. ثم تتعالى دقاته حتى تتحول في لمح البصر إلى رنين، يسري كهرباء في شرايينه فيملأ كل كيانه. ويبقى هكذا كمن غاب عن الدنيا وغاص عميقا في عالم ليس له وجود.. فيحس كأن جسده كله يضيء.
مع هذا لم ينس أن يمد يده كي يتحسس قارورة العطر النسائي التي دسها في الجيب الداخلي لبذلته الرمادية.. التي اشتراها وهو عائد من رام الله قبل يومين. ثم أخرجت يده القارورة وراح بعينين ضاحكتين يتفحصها كأنه يراها لأول مرة. بعد هذا وللمرة العاشرة رش رشة خفيفة على ظهر يده.. فأحس بكفه وهي تتحول إلى قطعة عنبر يحترق. وبمنتهى الرفق صعدت كفه إلى أعلى حتى لامست أرنبة أنفه المدبب.. فصار يشم، وينتشي. وعلى الفور سمع صوتا كرجع الصدى راح ينبعث ويسري من داخله إلى داخله: الله.. الله.. هدية رائعة تليق بخطيبتي سلمى.. أروع هدية أقدمها لها من يوم ما تعرفت عليها.

إلى شهداء الثلاثاء الأسود؛ أبناء زاكورة الحبيبة ومَـنْ معهم.zagoura-accident-42morts

ابن زاكورة، يا ابن أمي، نم هنيئاً في قبرك، ودع للزمان وحده الانتقام لروحك، أنت مَـنْ اعتبروك مذ ذاك الزمان السحيقِ السحيقِ مجردَ حارسٍ للتراب في ذاك المكان البعيدِ البعيدِ.
ابن زاكورة، يا ابن أمي، لا تضجر، اهنأ بمرقَـدك الأخير، ولو بموتة شنيعة، لم تستحق عليها ولـو يوماً حداداً وطنياً، لا، ولا دعاءً مخصصاً منبرياً، شأن ضحايا وطنيين هنا وهناك.
ابن زاكورة، يا ابن أمي، لا تلتفتْ لما يأتيك من أخبار عـن سبب موتك، واحتسب أمرك لخالق الحجر والبشر.

tableau-toile-philippeيسألون عن سرّ ابتسامتي... هي شرود!.. هي ذهول!... هي خيال!... هي أنثى مُغمضة العينين... فإن متُّ في دنياك، لا تعتذر، بل طوِّق بكفيك وجهي وقل: حبيبتي بين كفيكِ أبقيني..
آن رجوعي إليكَ... كيف لا أزهو!؟.. وأنتَ كضوء اليه يجذبني. ضمَّ أصابعي واجعلها أقلاماً، ففي ميلادك تمّ سرّ تكويني...
إن شئتَ إبق!.. وإن شئتَ غادر... كل مكان ما زال عطركَ فيه يُبكيني... لا تخش دمعتي ولا تخش انتحاري، فأنت الروح التي تُحييني..
حبيبي...

photo 1212حدثني في من أعرف من الناس وهو الأصلع ابن حنين عن أحوال الفكر فمضى يقول هذا الذي احتـفـظت به على سبيل الذكر: صاحبي فيلودوكس بأطياف قوس قزح، يتهادى مغرورا في ديجور جهل الجاهلين. يتغنى بأفكار مر عليها مرور الكرام العابرين. أو حلم بها من وريقات كتب بلون اليرقان نظير"قـرعة الأنبياء" العزيزة على قلبه، وقلوب أشكاله من المتحلقين، وأمثاله من المتحذلقين. يدثره ثوب قشيب عجيب يتوسل به وقارا بصنعة زائدة؛ مؤملا أن يضفي ويسبغ على كلامه فائدة.
يطل عليك في الجمعات كيما يفرق لغطه شذر مذر؛ وهراءه كما له بدر، ساعات معلومة، تضحى خلالها محبة الحكمة حشمة مكلومة، يشمر فيها على ساعديه فيعجز على مدارها عن لملمة أحرف نمقها من غير أن تستقيم في فيه الذي ينطقه هوى وجهلا؛ لا تبصرا وعقلا.

Abstrait 1808زداااااااف...استيقظ العياشي على إثرها هلوعا من هول ما رأى فيما يرى النائم بعد وجبة عشاء عديمة الفوائد.استيقظت زوجته تردد ما تحفظه من كلمات تليق بهكذا مناسبة .
-بسم الله عليك...مالك ا العياشي؟
أجابها وهو بالكاد يلتقط أنفاسه : 
-لا شيء..لا شيء..الأفضل أن تنامي حتى لا توقظي أيوب
-حسنا..إن كان حلما الله يخرجو على خير والأفضل ألا تمر من عتبة تلك الشيبانية السحارة التي تكرهنا.

112و ركبنا قطار الحياة و بقات ورانا ذكريات ...

كزوربا اليوناني يترنح يمينا و شمالا ؛ يرقص رقصته المغدورة ؛ يعانق حنين ماضيه بترانيم مزيفة ؛ يختلس النظر من نافذة دهر ذهب و لن يعود ؛ يقنع ذاته ان الذي رحل لا يزال خالدا بكيانه مهما علت صيحات الانهيار و اعلنت الرزايا سهامها ؛ لا يزال من خبايا الماضي جسد يعتلي عرش النضال و يلتمس من الهنيهات ذرة امل عل النفس تحيى مجددا .

مفضلات الشهر من القصص القصيرة