استيقظ الحنين فجأة كان الجو ماطرا ,كومة من الذكريات المتداخلة تتهاطل على مخيلتي , الليل يستمتع إلى تخبط الصور و المشاعر....اللوعة ، الحنين .. الحسرة ... الندم ... الانتظار وحده كان كفيلا كجواب على كل الترهات الفلسفية التي كانت تطبق على انفاسي حينها.
لمحت ظله الوارف ولمحت دمعة تترنح في مقلتي كلما مرر كفه على رأسي ليقول كيف حالك يا منير...
يحفني براحته التي كانت بالنسبة لي تجسيدا حيا لمعنى الامان,كانوا ينادونه "عاشي" لا أعرف معنى اللقب لكن متأكد أن للقب علاقة ببصيرته الفذة أو ربما ببصره المفقود. الصمت المطبق في غرفته يضفي جوا صوفيا, الجدران مزخرفة بايات قرأنية...لا أدري لما كلما ولجت الغرفة تشدني نفس الآية "إن الانسان لربه لكنود"..