1 - تعريف بالكاتب
الفرزدق عبد الله حسن، كاتب سوداني من مواليد مدينة « ود مدني»، خريج لغة انجليزية و حاصل على ماجستير ادارة الأعمال من الجامعة البريطانية.
علاقته بالكتابة بدأت منذ الجامعة حيث نشط مع عدد من الأصدقاء و المولعين بالأدب من خلال اصدار جرائد أدبية حائطية ثم تواصلت منذ ذلك الحين دون انقطاع.
بعد الجامعة اشتغل بالتدريس لمدة معينة قبل الإنتقال لمجال التخطيط وتطوير الاعمال حيث يعمل الآن.
تعتبر رواية « أهزوجة أعلى النفق » باكورة أعماله الأدبية و نصّه الأوّل الذي تفتّح في انتظار اعمال قادمة له قيد الإشتغال، منها رواية « أبناء خاصرة النيل »

2 - رواية « أهزوجة أعلى النفق »
صادرة عن دار المصورات السودانية للنشر و الطباعة و التوزيع في طبعة أولى لسنة 2020.
و قد وردت في مائة و اثنين و ثلاثين صفحة، افتتحها الكاتب بأربع اهداءات ثم اتبعها بتصدير. كما تضمنت ثمانية فصول هي على التوالي شفّاتي، الكنداكة، 6 افريل، دماء على المتاريس، متاريس الموت، السقوط، دماء في رمضان و الإيقاع الأخير.

رمزية العنوان
يعتبر عنوان الرواية بصيغته مزدوج الوظيفة، فهو إذ يشير إلى ما يعتبر عاديا في وجباتنا اليومية "تناول قهو بحليب" يحمل دلالة أخرى تتعلق بقيم ومبادئ بمبادئ المساواة وبالتعايش بعيدا عن التفريق بين الناس استنادا إلى ألوانهم.
عنوان رامز إلى العنصرية التي عششت في أذهان الملايين من مختلف بقاع العالم، يشهد ذلك حتى في الدول التي تدعي وتتبجح بالديمقراطية وحقوق الإنسان. فالحليب يحيل على "ميادة" امرأة من سوريا باعتبارها بيضاء البشرة، والقهوة تحيل على "مامامدو" من ساحل العاج، وبين التفاعل المبني على الحيطة والحذر من جانب ميادة بالخصوص، سيتوافقان ويختلطان فيتحولا إلى مشروب سائغ مطلوب "قهوة بحليب".
عنوان الرواية بهذه الصيغة يعتبر بوصلة تنحو تجاهها كل أحداث الرواية رغم القضايا الفرعية التي تتقاسمها والتي يؤطرها هاجس الهجرة بأي الطرق هروبا من الخطوب والمنغصات التي تضج بها بلدان.

إن أهم ما يؤطر تجربة محمد بنطلحة في ديوانه : "سدوم" -1- انخراطه الفعلي في بناء قصيدة تتأسس على صلابة الرؤيا الشعرية المسكونة بخطاب "ميتا - شعري"، رؤيا عارفة بأسرار الكتابة المرتكزة على زاد نقدي معرفي قادر على محاورة الرموز المشعة، والأساطير الخلاقة في الفكر الإنساني، رؤيا قادرة على خلق حوار ثقافي وإثارة فضول المتلقي من خلال إحداث الدهشة المرجوة بفعل مهارة لا تتحقق إلا لمن خبر عوالم سحر الكلام وبهائه، وتمرس بالقراءة العالمة لتجارب إنسانية رائدة لا تزال ملهمة ومحرضة على التمثل والاستيعاب والاستفادة.
إن النص الشعري داخل هذا التصور الراقي للكتابة الشعرية، ينهض على نسج خيوط محبوكة بإتقان بين عناصر تشكله، والمتمثلة في عناصر عدة، من أبرزها:
- البنية الإيقاعية المفتوحة على كل الاحتمالات.
- القوة التصويرية الحالمة بمكامن الجمال في الموجودات.
- الدهشة الدلالية من خلال الاحتفاء بالأساطير الخالدة، وخلق الرموز الذاتية.
- الانزياح اللغوي العارف بأسرار الكتابة الشعرية المتجاوزة لما هو مألوف.

لا حديث عن مدينة هجرها المبدعون ، ولا خير في إبداع ، شعرا كان أو نثرا ، يظل بعيدا كل البعد عن الحياة والعيش والكتابة . ولا علاقة للخيال الأدبي دون ارتباطه بالمكان سواء كان مدينة أو قرية أو مسقط الصرخة الأولى ؛ بما هو ـ أي المكان ـ ملهم روحي وحقيقي لأريج الإبداع . هل المدينة للشعراء أم للروائيين والقصاصين ؟ وكيف أصبحت المدينة تتنفس عطر الكتابة الساخن ؟ وأخيرا ، من أين يستمد الكاتب والشاعر طاقاته الإبداعية ؛ لتصبح المدينة موضوعا هدارا بالأدب؟
المدينة في الأدب تعني التعدد ؛ لأنها زاخرة بثقافات وعادات ، تعكس فسيفساء روح الإبداع . ففضلا عن ارتباط الكتاب والأدباء بالمكان ، إلا أن المدينة ، كمفهوم ، تنزلق وراء إيحاءات تعبيرية ورمزية شديدة الارتباط بعوالم فوقية أو سفلية للأدب . فهناك من ربطها بالحرية و العصرنة والتقدم ، وهناك من جعلها مأوى للمهمشين والمضطهدين والمطرودين من المجتمع ، بل هناك من ربطها بالسجن والأصفاد والمحاكمات غير العادلة ، في حين نجدها أيضا مقبرة لأحلام وردية .
من بين الأمكنة الساحرة ، والمرتبة ضمن قائمة أسطورة الحكايات العجيبة ، الطافحة والمسجورة بالخيال المسحور ، نجد مدن ألف ليلة وليلة المتراوحة بين دمشق وبغداد ؛ مدينتا المرح والغناء والرقص . بينما البصرة والقاهرة مدينتا السطوة الثقافية والمعرفية ، حيث تعجان بالحكايات المرحة عن الشطارية والمشعوذين والحيل والمكر والخداع الكائن بين الباعة والمشترين في الأسواق والساحات العمومية ، بما هي تدنو شديدا من مدن المقامات ، عند الهمذاني والحريري ، في التراث العربي القديم .

يعد التاريخ ميدانا غنيا بالأحداث والوقائع وكثيرا ما تكون هذه الأحداث مسعفة رمزيا في التوظيف المزدوج بين الماضي والحاضر ، ورغم أن الحدث التاريخي يقع مرة واحدة ولكنه يمكن أن يكتب بطرق متعددة حسب المواقف والمصالح والإيديولوجيات والمذاهب الدينية

1 ـ الرواية والتاريخ أية علاقة ؟

يعرف جورج لوكاتش الرواية التاريخية بأنها " رواية تثير الحاضر ، ويعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم بالذات "1 ، و بالتالي فهي عمل فني يتخذ من التاريخ مادة له ، ولكنها لا تنقل التاريخ بحرفيته بقدر ما تصور رؤية الكاتب له وتوظيفه لهذه الرؤية للتعبير عن تجربة من تجاربه أو موقف من مجتمعه يتخذ التاريخ ذريعة له .

إن العلاقة بين الرواية والتاريخ وثيقة للغاية فقد ظهرت الرواية كعلامة على بزوغ عصر جديد وفئات اجتماعية صانعة للتاريخ ، فهي النوع الأدبي الذي دل على صعود البرجوازية الأوروبية كما أنها شكلت مختبرا لفحص تطلعاتها ، وبالإضافة إلى صلة الرواية بهذه الحقبة التاريخية من تاريخ البشرية فإن " التاريخ هو موضوع الرواية ، تاريخ البشر و المجتمعات والفئات الاجتماعية الطالعة وكذلك الهامشية المقيمة على أطراف المجتمع ، بالإضافة إلى تاريخ الفرد الذي يعد موضوع الرواية بوصفها نوعا أدبيا حديثا يشخص أتواق الأفراد وعالمهم الداخلي والفجوة العميقة القائمة بين سير هؤلاء الأفراد ومحيطهم الاجتماعي" 2

1 - تعريف بالكاتب
حافظ الزبور كاتب مغربي مقيم بكندا متحصل على دبلوم في الدراسات العليا في تدبير التنمية الاجتماعية و على تكوين في التواصل الاجتماعي من جامعة كيبيك بمونتريال، غادر المغرب نحو كندا في سنة 2012 حيث يعمل منذ ذلك التاريخ مستشارا في الإدماج بمنظمة تابعة لوزارة الهجرة الكندية.
صدر للكاتب عمل حمل عنوان « بوح كندي أزرق» جمع فيه نصوص ومقالات حول مواضيع متعددة، مثل العلاقة مع المكان الجديد إلى تدبير العلاقة مع الآخر فينا أو المختلف عنا حيث يقول عن ذلك « كأنه تصفية حساب مع الأيام الأولى للغربة ».
و تعتبر رواية « غربة بلون الرمل » موضوع قراءتنا باكورة أعماله الأدبية كما أنّه بصدد الإشتغال على رواية قادمة ستكون الصحراء محورها خاصة و أنّ الكاتب قادم من عمق الصحراء المغربية.

مقدمة
الشعر ليس حكرا على أهل اللغة العربية، أو ناقلي الشعر العربي، أو دعاة التناصّ مع النصوص الشعرية، أو الذين يبحثون عن لقب "شاعر"، وإنما هو أحاسيس، وتأملات للواقع، والأوضاع الإنسانية في أسمى مراميها، والقضايا الإنسانية في أبعادها، فالشاعر مثل الفيلسوف، يتأمل /يفكر ثم يُنظّر.. وشاعرنا محجوبي المصطفى دخل زاوية الشعر ليس من باب المغامرة، وإنما باهتزاز مزلزل للنفس والذات، لما عصفت به زوبعة المشاعر، انطلاقا مما يعيشه ويحسه ويعاينه، من خطط مبنية على أسس الخداع، ومِمّ يرتكبه الجبناء من إجرام في حق تاريخ الأمة العربية ومجدها، وتراثها؛ وما يعيشه الإنسان من تهميش وجهل وعدم والوعي بمصيره؛ فهذه العناصر مجتمعة هي التي جعلت شاعرنا يمسك بمهماز الشعر لينحت من الصخر لوحات شعرية، تطرق فيها إلى عدة أبواب...
1ـــ قضايا الواقع والإنسان
يتحدث شاعرنا عن الزمن الذي تأرجحت كفتاه في الأمة العربية، فابتلاها بتناقض صارم بين أشياء مأمولة حقيقية، نريد أن نحيا عليها، وبها؛ وأشياء مرفوضة مجبرين عليها، لا أذان تحسن الإصغاء لمشاكلنا وقضايانا، ولا محاولات لعلاج الأعطاب بل؛ هناك سياط مهيمنة مسلطة تسعى لتكميم الأفواه، فأصبحنا نسير خلفها كالقطيع: وما زاد الطين بلة هم الغرباء الذين جاؤوا من خلف البحار بخططهم، وهندستهم وأفكارهم، ليطمسوا هويتنا، وأفكارنا بفتاوي واهية، وكأنهم رسل مريدون يقول:

من خلال مبدأ كلّ ماتعنيه الذات الحقيقية، تكتبه، ومن هنا نستطيع الدخول إلى عنصر المقروء الذاتي، وعنصر المقروء الكتابي، وكذلك عنصر الكتابة من خلال آلية الكتابة الشعرية؛ لذلك فسوف نبتعد قليلا عن الوعي المباشر، وفي نفس الوقت نلتزم بالوعي اللغوي، حيث إن عنصر المقروء يحتاج إلى وعي لغوي لتحضيره في فعل الكتابة. وفي نهاية المطاف نفسه عنصر المقروء عندما يتحول إلى عنصر كتابي، فإنه سيقرأ، وفي هذه الحالة يتميز بعدة اتجاهات، الاتجاه المقروء الذاتي، التحضير من خلاله لعنصر الكتابة، واتجاه المقروء الكتابي، الانتهاء من العنصر الكتابي.
إذا تطرقنا إلى الكلام، فإنه الكلام المنقول إلى الكتابة، وكل كتابة ترسم بالكلمات، والكلمات دالة في المنظور الكتابي؛ وبكل تأكيد عندما تكون الكتابة بوجهة شعرية، فإنها تنتقل إلى التأويل الفلسفي، وذلك بسبب العلاقة اللغوية مع المنظور الفلسفي؛ وعندما تكون الكتابة مرسومة في كلمات فآن كلّ منها دال ومدلول. ولكن هل يقرأ الكلام قبل الكتابة، أم يقرأ بعد الكتابة؟! إنّ الكلام الذي نقصده ليس العنصر المقروء في الذات الحقيقية على وجه الدقة، وإنما الوجه المنقول، وربما يكون من الآخر أو من بيئة الشاعر أو من الشاعر نفسه، الكلام إذن هو مايعنيه صاحب الكلام، وليس بدقة القول المنقول، ومن خلال فعل الكتابة تتحول ماهية الكلام، من كلام متداول إلى كتابة فنية لها صيغتها ومخاتلاتها التأثيرية في الكتابة الشعرية. (( أتخيل، أنّ كلا من الأستاذ، والمحاضر، والواعظ غالبا مايرى في كلماته تجربة مورست، لأن الجمل الحية حينما كان يكتبها، تصبح ميتة حين يقرؤها. لابدّ له إذاً، من قراءتها كما لو انها لاتزال حيّة، وهو مايتطلب منه جهدا لايطاق يدفعه إلى الشعور بعدم جدواها. لنفترض أنه نجح في خداع الآخرين، لكنه لايتسطيع خداع نفسه. إذ يتركز انتباهه واهتمامه على التواصل، وليس على عمليات الإدراك entendement التي تولّده إن لم يكن قادرا على خلقه. عمليتا القراءة والكتابة مختلفتان من ناحية النشوء، ولسنا نرى طريقة لقياس مزاياهما وعيوبهما. )). " 1 "