يقول الشاعر والمترجم نور الدين ضرار في مقدمة منجزه الإبداعي الموسوم بباقات من حدائق باشو " تبدو قصيدة الهايكو للوهلة الأولى في تحققها على الورق مجرد بذرة حبر باهتة، أو زخة مطر شفيفة، سرعان ما تتفتق بالقراءة المتأملة عن كون شعري لامتناه في مشهديته بتناسل لوحاته الرمزية وتوالد صوره الموحية..."(1)
من هذا المنطلق لا يسع المتلقي في حقل الهايكو إلا أن يشارك المبدع في تقاسم القصيدة إحساسا وفكرا والتقاطا وتأملا...وكثيرا ما عودنا الهايجين عبد الحق الموتشاوي على اقتناصاته البديعة والتقاطاته المدهشة، فنجده يموج مع الطبيعة في حركتها ويقف لسكونها وينبهر بجمالها ويستوحي رسائل طالما عجز غيره عن فك شفراتها، مستحضرا في ذلك خاصية من أهم خصائص الهايكو"السهل الممتنع"  كما يراها الباحث مراد الخطيبي(2) ...

" السعادة هي متعة بدون ألم "
سقراط

كيف بدأ كل شيء ؟
أول ما لفت انتباهي وأنا أشاهد رواية مخالب المتعة  للكاتبة فتيحة مرشيد على رفوف المكتبات هو عنوانها  ، إنه عنوان مهم ومبهم ، محير ، مليء بالدلالات ، والإيحاءات ، عنوان إستعاري ينفتح على أكثر من تأويل ، وما الأدب إن لم يكن استعارة ، إنه عنوان يجعلني أطرح أكثر من سؤال  : هل للمتعة ، التي نبحث عنها يوميا بلا كلل أو ملل وبكل الطرق والوسائل الممكنة ، مخالب ؟ وإن كانت لها مخالب متى تظهر ؟
ومن أجل إشباع هذا الفضول الذي قدح زناده العنوان  ، من أجل الحد من هذا التشويش الذي أحدثه في كقارئ  ومتلقي وجدت نفسي اقتنيت الكتاب وتوجهت به صوب المنزل  حيث تحلو القراءة وأنا أتلهف التلهف كله لإسكات هذه الأفكار التي تدور في الرأس، وذلك بالإطلاع على هذه الرواية ، وبهذا يكون العنوان قد حقق وظيفتين :

بين تاريخ صدور بواكير دواوين محمد الطوبي، وصدور ديوانه: "غواية الأكاسيا"(1) ثلاثة عقود من الزمن تنقل فيها بين الهموم الذاتية، والهموم الوطنية بحكم تفتق وعي الذات المبدعة على ما كان يشغلها حينما كانت الآفاق مشرعة على المستقبل الحامل لبشارات الأضواء التي بدأ يخفت وميضها مع مرور الزمن، لتسلم الشاعر إلى نوع من الارتداد إلى هواجس الذات المهزومة التي تتجاذبها رغبات يومية بسيطة.
غير أن هموم هذه الذات المنهارة بحكم قساوة الواقع المر وفظاعته، لم تتخلص نهائيا من الأحلام التي كانت تؤرقه حين كان- مع رفاق له- يؤمنون بحتمية تحققها.
ومن ثم جاء ديوانه: "غواية الأكاسيا" نسيجا متساوقا مع هذه الأحلام.
وهي على بساطتها أحلام ثلاث.

يواجه مستقبل العمل الثقافي في الزمن المعاصر ضبابية، بفعل تحولات هائلة هزت قطاع الثقافة انعكست على العاملين فيه. فهناك دواع ملحة لإعادة النظر في علاقة توظيف المعرفة في السياق الإنتاجي، أي ما يربط صنّاع الثقافة كمبدعين وأفراد، بما هو حاصل من تطور تقني-ثقافي والذي يمثّله كبار المستثمرين الذين باتوا يشكّلون طبقة موازية. حيث مرّ التحكم بمقاليد الحقل الثقافي إلى قوى أخرى تعيش قِيما مغايرة في علاقتها بالثقافة تتغاير مع ما اعتاد عليه المثقف التقليدي. وقد لاحت هذه التحولات في القطاع بعد إزاحة العاملين الأفراد عن تصدّر الدور الطليعي وتحوّلهم إلى عمّال ضمن مؤسسات راعية توجه إنتاجهم الثقافي. والكتاب الذي نتولى عرضه والدائر ضمن هذا الجدل سهر على إعداده الكاتب الإيطالي فرانشيسكو أنطونيللي، مستشرفا من خلاله مستقبل المثقفين والعمل الثقافي عامة. وأنطونيللي هو باحث جامعي في قسم العلوم السياسية بجامعة "روما ثلاثة"، صدرت له جملة من الأعمال منها "الحداثة في تحوّل" و"الفوضى وما بعد الحداثة"، فضلا عن مجموعة من الترجمات من الإنجليزية. قسّمَ الباحث بحثه إلى قسمين: عنون الأول بـ"علم الاجتماع التفكري لغولدنر وتحولات المثقفين" والثاني جاء ترجمة لنص لغولدنر بعنوان "مستقبل المثقفين".

تناول الكاتب المصري العاشق للتاريخ إبراهيم أحمد عيسى في روايته "البشرات" الأحداث المرتبطة بحياة الأندلسيين في بداية النصف الثاني من القرن السادس عشر ميلادي، أي بعد مرور حوالي ستين عاما على تسليم غرناطة1492م، مركزا على ما تعرضه له المسلمون من تنكيل وظلم، مما دفعهم إلى الثورة والنضال من أجل استرداد حقوقهم المسلوبة، والدفاع عن كرامتهم، وجدير بالذكر، أن معاهدة التسليم الموقعة بين سلطان غرناطة أبي عبد الله الصغير والملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا، قد نصت على جملة من الحقوق والامتيازات لراعيا الملكين من المسلمين، يلتزم بها الملكان وسلالتهما؛ منها:
ـ لا يجوز إرغام مسلم أو مسلمة على اعتناق النصرانية.
ـ للمسلمين الحق في الاحتفاظ ببيوتهم وممتلكاتهم وأراضيهم دون أن يلحق بها أي ضرر أو حيف أو يأخذ منها أي شيء يخصهم، وأنهم سيعاملون معاملة طيبة.

" كسرة خبز " صوت يصدح يأسا وأملا ...
صدر للأديب المغربي حسن إبراهيمي وهو ابن منطقة الريش بالمغرب العميق والمنسي عمل إبداعي باسم " كسرة خبز " عن دار المختار للنشر والتوزيع بدولة مصر الشقيقة  ؛ وهو عبارة عن شذرات أدبية ، وإن كان أغلب المبدعين والكتاب يميلون إلى الكتابة الخاضعة للتناسق وتستجيب للتحليل المنطقي وتنبني على قوة الاستدلال والبرهان العقلي ؛ فإن الكتابة الشذرية تفرّ من التحليلات المنطقية والعقلية وتقيم محلها كتابات تأملية تتكئ على الخيال ويسمو الانزياح سماءها . لذلك فالكتابة الشذرية تتخذ شكل مقطوعات وفقرات يصل بينها بياض .. وتتأرجح بين الواقع والخيال بين البوح والصمت بين الخير والشر بين الماضي والمستقبل بين الحياة والموت ...

هناك العديد من مؤلفي الكتب الذين تأثروا كثيرا ، إلى حد الإفتتان إن لم أقل الهوس ، بألف ليلة وليلة ، ذاك الكتاب السحري الخالد ،  المليء  ، حد الثمالة ، بالحكايات - الغريبة ، العجيبة ، الخارقة  ، الخارجة عن المألوف، التي تأسر لب القارئ / المستمع وخياله -  والتي تسردها شهرزاد على الملك شهريار وذلك لعدة أسباب يمكن تلخيصها في سببين:  أولهما  - ثانوي - من أجل الحفاظ على حياتها … وثانيهما – رئيسي -  لتعالجه ، ‘ن صح القول ، من أوهامه وهواجسه .
إذ أنه ، أي شهريار ، كما تعلمون ذلك جيدا أيها القراء الكرام ، إثر إكتشافه خيانة زوجته له . اسودت الدنيا في وجهه وأضحى مجنونا بالكامل ، سجين هواجسه ، تتملكه وتستحوذ عليه نزعات سادية  تدميرية إتجاه العنصر النسوي  ، كرد فعل عن الفعل الأول أي الخيانة وهو رد فعل يمكن القول عنه أنه وإن كان موجها للآخر/المتمثل في المرأة ،  من أجل سحقها - بعد قضاء ليلة معها - كي يتفادى أن تخونه ، فهو رد فعل يسحق الذات القائمة به أيضا لأن تدمير الآخر في النهاية هو في الآن نفسه تدمير للأنا .

إذا كان البطل حسب المتعارف عليه في ثقافتها العامة هو ذلك الكائن الذي يقوم بأعمال خارقة تتجاوز حدود باقي الناس، فإن مفهوم البطولة حسب ما سبق في رواية " ابن السماء" لمصطفى لغتيري، لا ينسحب على بطل واحد بل نجده مرتبطا بشخصيات متعددة في الرواية.
تعتبر رواية ابن السماء الصادرة عام 2012 من الروايات التي أثارت جدلا في قراءتها، وذلك لملامستها مجموعة طابوهات كان من الصعب على الكاتب الاقتراب منها خاصة الدين والسياسة وما ارتبط بمعتقداتنا الدينية .

مفضلات الشهر من القصص القصيرة