الدار الخالية هو العنوان الذي ارتضته الكاتبة المغربية نبيلة عزوزي لروايتها الأولى ، وهي التي خبرت كتابة القصة القصيرة ، وأصدرت عدة مجاميع قصصية ، بعدما حصلت على الجائزة الأولى للأدباء الشباب عن مجموعتها القصصية " لا تئدني مرتين" سنة 2004 ، الرواية من إصدارات مكتبة سلمى الثقافية بطنجة سنة 2014 وتقع في 278 صفحة ، تتناول فيها الكاتبة فترة الإستعمار الإسباني للمنطقة الشمالية للمغرب ودور النساء في المقاومة ، والقمع والذل والاستغلال الذي تجرعنه في تلك الحقبة السوداء ، من خلال حكاية الدار الخالية التي تحكيها الجدة للساردة :

هندسة النصّ تأخذ على عاتقها تبادل المحسوسات عادة ، وتنفتح الذات على الاخرين ، ومثلها تنفتح الذات نحو عوالم محيطة بالباث الذي ينهال بينها ويجسد معطياتها من خلال مؤثرات البيئة التي تحيط به ، وليس هناك مايرمز الى الانغلاق والتقيد في تفاعلات النصّ الحديث ، لذلك عندما نذهب الى المعنى ، فهذا يعني لدينا الذات والمعنى ، فالعالم يتواجد حول الذات ، وهنا ذاتية الشاعر ، وعندما بحث السرياليون عن الذات الحقيقية ، كانوا يتجاوزون الذات المألوفة التي يتم التعامل معها بشكل يومي ، ولكن في نفس الوقت عندما تبلغ ذاتية الشاعر ذروتها ، وتمتلك العفوية والانفتاحات الشعرية، نلاحظ بأن الذات المألوفة تغيرت الى ذات شعرية ، وهذه التغييرات لاتأتي بشكل عفوي كما هو حالة طرح النصّ بشكله الارادي والعفوي واللاشعوري ، وإنما هي حصيلة معارك حسية .. أي تقودنا الى الادراك بما لايفعله بشكل يومي أي شاعر من الشعراء ، وتظهر الينا حالات التميز والتمييز ، وحالات الفصل بين المعاني الجديدة والمعاني المستجدة ، فالفروقات تكون واضحة ، ولها علاقات جدلية مابين الحسية والادراك الحسي ، فنحن نحس بشكل يومي ونسمع ونشمّ ، ولكن لانحس بشكل يومي حالات التنوعات الشعرية ومدى جاهزيتها وأهميتها ، فهذه تقودنا الى الذات ( الحقيقية ) ، وبالاحرى الذات الشاعرة والتي تحلّ وتفرض نوعيتها بشكل مستجد ويومي لدى الشاعر النوعي ، من خلال توهج لحظته الشعرية ، وانفجار مكامنها المعرفية ، فيلجأ الى تجسيد تلك اللحظة وتوظيفها بالشكل الحسي الجديد ، مع لغة الشوق التي اصبحت ثوبا مقتنصا من ثيابه المستجدة .

ماذا نتذكر من السياب؟
سبق لدرويش في قصيدة مشهورة أن تذكر السياب، ومما قاله " أتذكر السياب.. إن الشعر يولد في العراق، فكن عراقيا لتصبح شاعرا يا صاحبي"، كانت هذه صرخة محمود درويش مستعيدا صورة الشاعر بد شاكر السياب، رافعا إياه لمرتبة عظمى في مستوى النظم الشعري. هذه الشهادة التاريخية المأثورة من شاعر كبير في حق صاحب "أنشودة المطر" تجعلنا فعلا نتساءل عن هذه القيمة التي حضي بها ابن "جيكور" ولا يزال، ماذا توفر في التجربة الشعرية السيابية، علما أنه لم يعش إلا حياة قصيرة الأمد مقارنة بشعراء آخرين؟ لماذا هذه العودة الدائمة لكي لا أقول الأبدية لشعر السياب؟ 

لا أريد الحديث عن خصائص القصيدة الشعرية الحديثة عند السياب، و لا حتى بلورة تصور يتتبع منعرجات تجربته الشعرية و المراحل التاريخية التي شهدتها، ما أريد الاقتراب منه قدر الإمكان هو الإشارة إلا بعض العناصر التي جعلت من بدر شاكر السياب، و تجربته الشعرية لحظة مهمة في الثقافة العربية، و تستعاد كل مرة أرادنا فيها التأريخ لبداية مغامرة الشعر الحديث.

يندرج تحليل الخطاب ضمن الإشكالية العامة للمعنى، ويمثل محاولة للإجابة عن سؤال المعنى الذي استبعده دو سوسير على أساس أنه لا يخضع للدراسة العلمية. لقد انطلق دو سوسير من مبدأ المحايثة الذي ينص على ضرورة دراسة اللغة دراسة بنيوية باستقلال عن المتكلم وعن الوضعية التواصلية. ومن ثمة قصر دراسة اللغة على مستوياتها القابلة للوصف (المستوى الصوتي، المستوى الصرفي، والمستوى التركيبي). ودرس وحدات كل مستوى دراسة شكلية على أساس ما يربط بينها من علاقات التعارض opposition أو علاقات التكافؤéquivalence . ( لنأخذ كلمة "مال" مثلا، حيث فونيم "الميم" يكتسب قيمته من تعارضه مع كل من "الألف" و"اللام" حيث لا يمكن أن ينوب عنهما داخل هذه العلامة اللسانية. لكن هذا الفونيم يدخل في علاقة استبدال مع فونيمات أخرى قد تنوب عنه هي "السين"، "القاف"، "الجيم"، فتخلق علامات لسانية أخرى هي "سال"، "قال"، "جال"...؛ وما ينطبق على التحليل الفونولوجي، ينطبق على تحليل الكلمة.

تظل تجربة الكتابة ،عند عبد النبي بزاز، مشدودة إلى واقع اجتماعي حرون. فمن خلال تاريخانية إبداعاته ، التي مزج فيها بين النصوص التذكارية والرؤية القصصية والروائية، سنجد تشكلات الرؤية الاجتماعية حاضرة في رؤيته لعالمه و لواقعه.
   تتطلب هذه المعالجة ، من الكاتب ،المسك بخيوط البناء الروائي. وفي رؤيته ،هاته ، يندغم الخطاب بالواقع ، فيصير السمت ضيقا و غير آمن نحو الخروج من كماشة واقع ، يرفض الانصياع إلى وصايا المبدع ... فينتصر الواقع على الكاتب ... كما انتصرت السياسة على كامو، الذي ظل مخدوعا بين أبناء وهران ، ...أو كما انتصرت الفلسفة على سارتر الوجودي ...وكما انتصر شيوخ الأزهر على عميد الأدب.  

بأسلوبه الذي لا يخلو من تشويق ومتعة ، يكتب ياسمينا خضرا ، الذي يعتبر من أبرز الكتاب المعاصرين العرب الذين يكتبون باللغة الفرنسية ـ رواية تحت عنوان : ليلة الريس الأخيرة تنضاف إلى أعماله الروائية الأخرى التي أسالت مداد أقلام الكثير من  الناقدين والباحثين والصحفيين المهتمين بهذا الجنس الأدبي الإبداعي .
لكن أولا من هو ياسمينا خضرا ؟

هو كاتب جزائري ، يكتب تحت إسم مستعار –هذا الإسم المستعار ياسمينا خضرا ، هو إسم زوجته – أما إسمه الحقيقي هو محمد مولسهول  ضابط  في الجيش الجزائري لأكثر من ستة وثلاثين سنة .. تخلى  فيما بعد عن لباسه العسكري من أجل أن يتفرغ للأدب والإبداع .من أشهر أعماله نذكر على سبيل المثال لا الحصر :

  • بما تحلم الذئاب .
  • مكر الكلمات .
  • القريبة ك .
  • الصدمة .

لماذا يموت الإنسان؟
وما هي أسباب موته؟
    سؤال وجد جوابا عند البعض بعد بزوغ فجر الديانات السماوية، لا يهم من آمن ومن عارض، الأهم هناك من اطمأن. لكن كيف للثقافة أن تحدد مصير موت الإنسان وفق هواها، متحدية بذلك التاريخ المقدر لموت الإنسان الطبيعي، ومتحدية كل قدر وزمان ومكان، راسمة بذلك تاريخا للألم البشري.
    تاريخ لا يعشق نهاية العذاب الإنساني، كأنه يتلذذ بنشوة موت الإنسان وجرحه. كم أنت ظالمة أيتها الثقافة، أخذت منا كل شيء، راحة البال والإيمان بالحياة المتعددة والمختلفة للإنسان، أخذت منا حب الإنسان لأخيه الإنسان بذريعة العرق والجنس والهوية، فما هذه الأشياء الصغيرة أمام قيمة وثمن الإنسان؟

بصم المفكر الكبير فيصل دراج الساحة الفكرية والثقافية بكتابات  تحليلية كثيرة وغزيرة  تناولت مجالات مختلفة يجمع بينها الالتزام الثقافي والفكري بقضايا العقلانية والتقدم والحرية ونشدان النماء والتطور والتقدم لمجتمعاتنا الرازحة تحت نير الاستعباد و التخلف والاستبداد ، فالدكتور فيصل دراج من نخبة المفكرين المتنورين الذين بذلوا عمرهم و جهدهم من اجل استقلالية المفكر والتزامه بقضايا الحرية والديموقراطية في زمن صعب ان تجد مثقفا ومفكرا يقول ما يفكر به بدون وجل ولا دوران.

مفضلات الشهر من القصص القصيرة