بأسلوبه الذي لا يخلو من تشويق ومتعة ، يكتب ياسمينا خضرا ، الذي يعتبر من أبرز الكتاب المعاصرين العرب الذين يكتبون باللغة الفرنسية ـ رواية تحت عنوان : ليلة الريس الأخيرة تنضاف إلى أعماله الروائية الأخرى التي أسالت مداد أقلام الكثير من  الناقدين والباحثين والصحفيين المهتمين بهذا الجنس الأدبي الإبداعي .
لكن أولا من هو ياسمينا خضرا ؟

هو كاتب جزائري ، يكتب تحت إسم مستعار –هذا الإسم المستعار ياسمينا خضرا ، هو إسم زوجته – أما إسمه الحقيقي هو محمد مولسهول  ضابط  في الجيش الجزائري لأكثر من ستة وثلاثين سنة .. تخلى  فيما بعد عن لباسه العسكري من أجل أن يتفرغ للأدب والإبداع .من أشهر أعماله نذكر على سبيل المثال لا الحصر :

  • بما تحلم الذئاب .
  • مكر الكلمات .
  • القريبة ك .
  • الصدمة .

لماذا يموت الإنسان؟
وما هي أسباب موته؟
    سؤال وجد جوابا عند البعض بعد بزوغ فجر الديانات السماوية، لا يهم من آمن ومن عارض، الأهم هناك من اطمأن. لكن كيف للثقافة أن تحدد مصير موت الإنسان وفق هواها، متحدية بذلك التاريخ المقدر لموت الإنسان الطبيعي، ومتحدية كل قدر وزمان ومكان، راسمة بذلك تاريخا للألم البشري.
    تاريخ لا يعشق نهاية العذاب الإنساني، كأنه يتلذذ بنشوة موت الإنسان وجرحه. كم أنت ظالمة أيتها الثقافة، أخذت منا كل شيء، راحة البال والإيمان بالحياة المتعددة والمختلفة للإنسان، أخذت منا حب الإنسان لأخيه الإنسان بذريعة العرق والجنس والهوية، فما هذه الأشياء الصغيرة أمام قيمة وثمن الإنسان؟

بصم المفكر الكبير فيصل دراج الساحة الفكرية والثقافية بكتابات  تحليلية كثيرة وغزيرة  تناولت مجالات مختلفة يجمع بينها الالتزام الثقافي والفكري بقضايا العقلانية والتقدم والحرية ونشدان النماء والتطور والتقدم لمجتمعاتنا الرازحة تحت نير الاستعباد و التخلف والاستبداد ، فالدكتور فيصل دراج من نخبة المفكرين المتنورين الذين بذلوا عمرهم و جهدهم من اجل استقلالية المفكر والتزامه بقضايا الحرية والديموقراطية في زمن صعب ان تجد مثقفا ومفكرا يقول ما يفكر به بدون وجل ولا دوران.

كان الأدب في روسيا يحظى دائما ، بشعبية كبيرة ومكانة سامية في نفوس وقلوب القراء ، خصوصاً المثقفين منهم. وكان ينظر الى الكاتب كنبي، او معلم للشعب قادر على التأثير في النظام القائم وتغيير المجتمع . وكان دور الكاتب في روسيا عظيما الى درجة انه كان من غير اللائق أن يتفاخر أحدهم بنفسه أمام الآخرين ويقول: " أنا كاتب "، وكأنه يقول " أنا عبقري " أو" أنا انسان عظيم " .
أصبح الادب الروسي منذ عصره الذهبي ، في القرن التاسع عشر، شبيهاً بالدين ، يحمل عبئًا أخلاقيًا هائلًا ، ومثل الفلسفة ، أخذ على عاتقه التفسير الفكري للعالم المحيط ، وتحول الأدب من ظاهرة فنية- جمالية الى كتاب الحياة.

إن من يواكب عن كثب، ما دأبت عليه القصة القصيرة جدا من كتابات، يعاين تحولا نوعيا  في صيرورة القص العربي، ذلك أنها سنت شرعة متخيل، يستجيب لروح العصر ذي الوتيرة السريعة، ويطاوع المراد للذات القاصة والناقدة والقارئة، بما فيه من الاقتصاد اللفظي، والإيجاز التعبيري، والتكثيف الدلالي، والإيحاء البلاغي، والاحتمال التأويلي، وبالتالي بما فيه من الاستثمار الأمثل للزمن.
فهي كتابة تعتمد في ملفوظها وتلفظها، استراتيجية محكمة، تتمثل في تدبير حد أدنى من الألفاظ النسقية، في تسريد البنى السردية،  وتشغيل الدلالة، وتفضية بياضاتها، وتحبيكها وفق صياغة قصصية تؤسلب الواقع، وتفضي إلى الإدهاش من اللامتوقع فيه، ومفارقة المعنى إلى نقيضه، والنهاية المفاجئة لأفق التوقعات.

لانريد أن نخوض في المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتق المثقف في بلده فهي مسؤولية مجمع الإتفاق بشأنها خاصة إذا كانت الشعوب متخلفة وفي مرحلة المنعطفات الكبرى، ذلك ماأسماه فيلسوف الوجودية الكبير جون بول سارتر بالإلتزام أي التزام المثقف بقضايا شعبه وبالدفاع عن حريته وكرامته ولو اقتضى الأمر معارضة النظام السياسي القائم، وذلك ماحدث له بالضبط حين تظاهر مع المعارضين في حرب فرنسا في الجزائر وأصدر من أجل ذلك كتابا بعنوان" عارنا في الجزائر" ، والتزام المثقف بقضايا أمته ونزاهة فعله وصدق قوله ليست بالقضايا المستحدثة في تاريخ الأمة العربية، فأبو حيان التوحيدي وهو من كبار الأدباء ومن مؤسسي النزعة الإنسانية في الفكر العربي أخذ على الوزيرين "الصاحب بن عباد" و"ابن العميد" مآخذ سجلها في كتابه "مثالب الوزيرين" فقد أخذ عليهما العيش الرغيد في قصور مترفة وقصر الثقافة على جمع لفيف من الفلاسفة والمناطقة وعلماء البيان والكلام والشعراء والنثار والتطرق في كل ليلة إلى موضوع من موضوعات الفلسفة أو الأدب أو الدين، في حين تعيش الرعية في الخارج في ظلام وتخبط في تيه عماء. وهو موقف للتوحيدي يجعله في قمة رواد المذهب الإنساني الذي عرف به كبار مفكري أروبا.

إسحاق بابل ( 1894 – 1940 ) واحد من أنبغ الكتاب الروس في النصف الأول من القرن العشرين ، لمع نجمه في سماء الأدب الروسي في العشرينات والثلاثينات بعد الأحداث العاصفة التي مرت بها البلاد ( الثورة ، والحرب الأهلية ) . أثارت أعماله الإبداعية أهتماماً واسعاً، في روسيا وخارجها، حيث صدرت (35 ) طبعة من كتبه بين عامي (1926-1921) واهتم أشهر النقاد الروس بنتاجاته ، حيث بلغ حجم ما كتب عن نتاجاته خلال الفترة ذاتها أضعاف حجم ما صدر من مؤلفاته . وحظى خلال حياته ،ولا يزال يحظى – رغم مرور(78)سنةعلى رحيله المأساوي ، بشهرة عالمية واسعة كأحد أساتذة فن القصة القصيرة .وهو يشكل مدرسة جديدة في فن القصة ، مختلفة عن مدارس اسلافه العظام : موباسان وتشيخوف وبونين ، و يجسّد عبقرية الإيجاز والدقة والتجديد

يقتحم الشاعر تراسلات الحواس ، وهذا مانبحث عنه في التصوير الشعري الخارجي والتصوير الداخلي ، ومن خلال مجموعة الشاعر العراقي محمد كاظم الشعرية ( بريق أسود ) ، ندخل الى عتبات النص .. النص بين النص والنصية من خلال النظرية التداولية لمعرفة المفاهيم والدلالات واستبدالاتها ، خارج المؤثرات والتغييرات التي طرأت على الشعر العربي الحديث ( وهنا أقصد التأثر الكمي بالقصيدة الرمزية التي ظهرت في فرنسا ) فنحن مع المؤثرات النوعية ضمن بيئة الشاعر العراقية ، ولا يهمنا وذهاب الشاعر الى الرمزية ، بل بالعكس ، فهي حالة صحية والوجوب الوقوف مع هذه المدرسة ، بالاضافة الى عنصر الخيال ، والذي يغذي الينا الصورة الشعرية ، فمهما اختلفنا ومهما كانت وسائل التعبير في النمو القصائدي ؛ فالصورة ترفع من مستوى المعاني وتعدد الدلالات ، وبعضها تتجاوب مع الشاعر من الحالة المعروفة الى الحالة الخيالية ، وبعض الصور تأسيس ذهني لاتخرج الا عند التفاعلات والانفعالات التي تطرأ على الشاعر ، بشكلها السريع وشكلها البطئ .. وعلى ضوء ذلك فالصورة المساس الرئيسي لكهربة القصيدة والكشف عن الحالات النفسية والحالات التي تقف عندها المعاني .. في الوقت الذي تعجز مفردات اللغة عن التعبير عن ذلك ، وخصوصا منتجع الحقول الدلالية ...