تتشكل معالم رواية الكاتب المغربي عبد النبي بزاز في قالب واقعي اجتماعي، يعكس تفاصيل وطن مثخن بالجراح، الوطن الذي يرزح تحت نير البيروقراطية والمحسوبية، يطل علينا بطل الرواية "المختار"، في سياق سوسيوسياسي مضطرب، أدى إلى تجاذب مستمر بين إليأس والأمل، والخير والشر، والفقر والغنى، ثنائيات ترسي أسس الكتابة البزازية.
يعتبر العنوان من أهم العتبات الأساسية التي تواجه القارئ قبل ولوج عالم المؤَلَّف، والعنوان قد يشير إلى الجنس الأدبي الذي يمثله النص، وقد يشير مباشرة إلى موضوع النص، وبذلك يندرج ضمن ما يسميه الدكتور عمر حلي بالعناوين الموضوعاتية، فالعنوان هو تلك الحلقة التواصلية التي تربط بين المؤلّف والقارئ، وبواسطته يتشكل لدى القارئ سلسلة من المعطيات الأولية والتصورات القبلية لتأويل النص، وقد جاء عنوان الرواية "هل سأعود يوما؟" جملة استفهامية، تدل على نوع من الرحيل، قد يكون ماديا، وأقصد السفر والتنقل من مكان إلى اخر، أو معنويا، ذاتيا ورمزيا بالانقطاع عن الواقع، والسؤال هنا جاء طلبا لحصول معرفة مرتبطة بالمستقبل. كما أن العودة أيضا مقترنة بالنجاح، بمعنى إذا حققت ما أصبو إليه هناك، فسأعود إلى هنا، أي الوطن، مهما كان قاسيا، الانتماء يمد الجسور بين اسمي الإشارة، مهما كان حجم النهر أو الهوة بينهما....