• انعقد فى باريس، ومدن فرنسية أخرى (بوردو – غرونوب،مارسيه)، مهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية) لمدة أسبوعين، فى (مايو، 1997)، بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين، هم: (محمود درويش – عز الدين المناصرة – فدوى طوقان)، وهم على التوالى ينتمون للمدن الفلسطينية التالية (عكا – الخليل – نابلس) –كما شارك فى هذا المهرجان المهم، عدد من القصاصين والروائيين من مدن فلسطينية أخرى، أبرزهم: (سحر خليفة – أنطون شمَّاس – زكى العيلة – غريب عسقلانى – ليانة بدر – رياض بيدس)، والمؤرخ الفلسطينى (إلياس صنبر.وقد وصفت (جريدة القدس العربى 2/3/2014)، المهرجان بأنه (يشكّل نقلة نوعية، وغير مسبوقة على الصعيد الأوروبي). وقد حضرت حشود عربية وفرنسية، فاعليات وأمسيات المهرجان، يتقدمهم مثقفون ومفكرون ونقاد فرنسيون منهم: (جاك ديريدا – مكسيم رودونسون – تسفتيان تودوروف),

  

عندما كلفني الصديق أحمد أشقر (مشكوراً) بمراجعة وتقديم مخطوطة كتابه القيّم (الصراع على الهوية في اللاهوت اليهودي)، تذكرت حواري مع (جاك ديريدا) في باريس عام (1997)، حيث تمحور حول التفكيك والحفر وتأجيل حسم الدلالة، لأنَّ الظاهر ليس هو المعنى الحقيقي للأشياء. فالبحث العلمي يبدأ بالشك، واللاتمركز، والاعتراف بالاختلاف، بحثا عن المعنى اللانهائي.
ويُعرّف (ديريدا) عام 1996- (التفكيك) بأنه: (شيء مثل علم الأنساب، بمعنى نيتشي معين، أي حركة أنسابية، (جينالوجية)، لتركيب جديد، أو فكّ التركيب بالصعود صوب الأصل والمصدر)- (المناصرة 2007؛ 551).

ماذا لو خطونا خطوتنا على أثر الفكرة في اللغة ، فهذا يعني سنجاور بعض المقاربات الرمزية ضمن منهجية معنى المعنى الذي يدعمنا حول الخوض في قصائدية مرحلتنا الان ، لذلك ينسجم الماضي مع الآن ، ولكن قوة الآن المستقبلية والحضورية هي الأقوى ، لأن الماضي قد مضى ، وإعادته ضمن دائرة حاضرة وليس دائرة الماضي ، ومثلما تتقارب اللغة الرمزية في النصّ الشعري ، تتقارب معها اللغة الآنية في التقصي والبلوغ وإعلان الفكرة من خلال لحظات كتابية ، تدعمنا وتدعم الشاعر بشكل عام .. (لدغة أنوثة مفرطة ) من خلال هذا العنوان الذي يبين لنا بأن لحظة كتابته يقودنا ليس فقط لخدمة القصيدة  والتعرف على محتوياتها ، بقدر ما ، لحظة تعبيرية موجزة ، تحمل احتجاجا واضحا مع دلالاتها المتحولة من خلال المعاني المتداخلة والتي تقودنا الى تقاربات رمزية ، فاللدغة ( لدغة عقرب موجعة ) وهنا لدغة أنوثة تبشرنا بحالة الوجع المفرح للأنوثة ، فتحولت الحالة من المأساة الى نشوة داخلية تدفعنا الى الأريحية ..

يقول الشاعر والمترجم نور الدين ضرار في مقدمة منجزه الإبداعي الموسوم بباقات من حدائق باشو " تبدو قصيدة الهايكو للوهلة الأولى في تحققها على الورق مجرد بذرة حبر باهتة، أو زخة مطر شفيفة، سرعان ما تتفتق بالقراءة المتأملة عن كون شعري لامتناه في مشهديته بتناسل لوحاته الرمزية وتوالد صوره الموحية..."(1)
من هذا المنطلق لا يسع المتلقي في حقل الهايكو إلا أن يشارك المبدع في تقاسم القصيدة إحساسا وفكرا والتقاطا وتأملا...وكثيرا ما عودنا الهايجين عبد الحق الموتشاوي على اقتناصاته البديعة والتقاطاته المدهشة، فنجده يموج مع الطبيعة في حركتها ويقف لسكونها وينبهر بجمالها ويستوحي رسائل طالما عجز غيره عن فك شفراتها، مستحضرا في ذلك خاصية من أهم خصائص الهايكو"السهل الممتنع"  كما يراها الباحث مراد الخطيبي(2) ...

" السعادة هي متعة بدون ألم "
سقراط

كيف بدأ كل شيء ؟
أول ما لفت انتباهي وأنا أشاهد رواية مخالب المتعة  للكاتبة فتيحة مرشيد على رفوف المكتبات هو عنوانها  ، إنه عنوان مهم ومبهم ، محير ، مليء بالدلالات ، والإيحاءات ، عنوان إستعاري ينفتح على أكثر من تأويل ، وما الأدب إن لم يكن استعارة ، إنه عنوان يجعلني أطرح أكثر من سؤال  : هل للمتعة ، التي نبحث عنها يوميا بلا كلل أو ملل وبكل الطرق والوسائل الممكنة ، مخالب ؟ وإن كانت لها مخالب متى تظهر ؟
ومن أجل إشباع هذا الفضول الذي قدح زناده العنوان  ، من أجل الحد من هذا التشويش الذي أحدثه في كقارئ  ومتلقي وجدت نفسي اقتنيت الكتاب وتوجهت به صوب المنزل  حيث تحلو القراءة وأنا أتلهف التلهف كله لإسكات هذه الأفكار التي تدور في الرأس، وذلك بالإطلاع على هذه الرواية ، وبهذا يكون العنوان قد حقق وظيفتين :

بين تاريخ صدور بواكير دواوين محمد الطوبي، وصدور ديوانه: "غواية الأكاسيا"(1) ثلاثة عقود من الزمن تنقل فيها بين الهموم الذاتية، والهموم الوطنية بحكم تفتق وعي الذات المبدعة على ما كان يشغلها حينما كانت الآفاق مشرعة على المستقبل الحامل لبشارات الأضواء التي بدأ يخفت وميضها مع مرور الزمن، لتسلم الشاعر إلى نوع من الارتداد إلى هواجس الذات المهزومة التي تتجاذبها رغبات يومية بسيطة.
غير أن هموم هذه الذات المنهارة بحكم قساوة الواقع المر وفظاعته، لم تتخلص نهائيا من الأحلام التي كانت تؤرقه حين كان- مع رفاق له- يؤمنون بحتمية تحققها.
ومن ثم جاء ديوانه: "غواية الأكاسيا" نسيجا متساوقا مع هذه الأحلام.
وهي على بساطتها أحلام ثلاث.

يواجه مستقبل العمل الثقافي في الزمن المعاصر ضبابية، بفعل تحولات هائلة هزت قطاع الثقافة انعكست على العاملين فيه. فهناك دواع ملحة لإعادة النظر في علاقة توظيف المعرفة في السياق الإنتاجي، أي ما يربط صنّاع الثقافة كمبدعين وأفراد، بما هو حاصل من تطور تقني-ثقافي والذي يمثّله كبار المستثمرين الذين باتوا يشكّلون طبقة موازية. حيث مرّ التحكم بمقاليد الحقل الثقافي إلى قوى أخرى تعيش قِيما مغايرة في علاقتها بالثقافة تتغاير مع ما اعتاد عليه المثقف التقليدي. وقد لاحت هذه التحولات في القطاع بعد إزاحة العاملين الأفراد عن تصدّر الدور الطليعي وتحوّلهم إلى عمّال ضمن مؤسسات راعية توجه إنتاجهم الثقافي. والكتاب الذي نتولى عرضه والدائر ضمن هذا الجدل سهر على إعداده الكاتب الإيطالي فرانشيسكو أنطونيللي، مستشرفا من خلاله مستقبل المثقفين والعمل الثقافي عامة. وأنطونيللي هو باحث جامعي في قسم العلوم السياسية بجامعة "روما ثلاثة"، صدرت له جملة من الأعمال منها "الحداثة في تحوّل" و"الفوضى وما بعد الحداثة"، فضلا عن مجموعة من الترجمات من الإنجليزية. قسّمَ الباحث بحثه إلى قسمين: عنون الأول بـ"علم الاجتماع التفكري لغولدنر وتحولات المثقفين" والثاني جاء ترجمة لنص لغولدنر بعنوان "مستقبل المثقفين".

تناول الكاتب المصري العاشق للتاريخ إبراهيم أحمد عيسى في روايته "البشرات" الأحداث المرتبطة بحياة الأندلسيين في بداية النصف الثاني من القرن السادس عشر ميلادي، أي بعد مرور حوالي ستين عاما على تسليم غرناطة1492م، مركزا على ما تعرضه له المسلمون من تنكيل وظلم، مما دفعهم إلى الثورة والنضال من أجل استرداد حقوقهم المسلوبة، والدفاع عن كرامتهم، وجدير بالذكر، أن معاهدة التسليم الموقعة بين سلطان غرناطة أبي عبد الله الصغير والملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا، قد نصت على جملة من الحقوق والامتيازات لراعيا الملكين من المسلمين، يلتزم بها الملكان وسلالتهما؛ منها:
ـ لا يجوز إرغام مسلم أو مسلمة على اعتناق النصرانية.
ـ للمسلمين الحق في الاحتفاظ ببيوتهم وممتلكاتهم وأراضيهم دون أن يلحق بها أي ضرر أو حيف أو يأخذ منها أي شيء يخصهم، وأنهم سيعاملون معاملة طيبة.